الانسداد السياسي في فرنسا يعود إلى الواجهة مع انتهاء الألعاب الأولمبية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته جابرييل أتال يحضران احتفالاً بالذكرى الثمانين لتحرير فرنسا. باريس، فرنسا. 12 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته جابرييل أتال يحضران احتفالاً بالذكرى الثمانين لتحرير فرنسا. باريس، فرنسا. 12 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

مع انتهاء الألعاب الأولمبية، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأزمة السياسية التي تحيط بفرنسا منذ إجراء انتخابات مبكرة تركت الحكومة في حالة من الغموض.

وقال ماكرون إنه لن يعين رئيس وزراء جديد قبل نهاية الألعاب الأولمبية، بحجة أن الناس بحاجة إلى "هدنة سياسية" حتى يتمكنوا من التركيز على الحدث.

وبعد حفل الختام الذي أجري الأحد، عاد الاهتمام إلى الوضع السياسي في البلاد والخطوة المقبلة للرئيس الفرنسي لإنهاء حالة "عدم اليقين" التي هزت المستثمرين في وقت سابق من هذا الصيف.

وتعمل حكومة مؤقتة حالياً على تصريف الأعمال الأساسية، لكن نطاقها محدود ولا تمتلك التفويض أو السلطة السياسية للقيام بأي شيء يتجاوز الشؤون العادية أو حالات الطوارئ.

كيف وصلنا إلى هنا؟

حل ماكرون مجلس النواب في البرلمان الفرنسي، المعروف باسم الجمعية الوطنية، في 9 يونيو بعد هزيمة تحالفه الوسطي من قبل "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وفي بعض الأحيان، يستخدم الناخبون بطاقات الاقتراع في البرلمان الأوروبي كتصويت احتجاجي، وهو ما قد يكون قد دفع ماكرون إلى المقامرة باستخدام تلك النتيجة الكارثية لتعزيز دعمه في الانتخابات الوطنية.

بدلاً من ذلك، شهدت الانتخابات التشريعية التي أجريت على جولتين وانتهت في السابع من يوليو ارتفاعاً في الدعم لحزب "التجمع الوطني" الذي تتزعمه مارين لوبان، في حين تراجعت أصوات الوسطيين الذين ينتمي إليهم ماكرون.

ولكن بسبب التصويت التكتيكي وبعض التحالفات غير التقليدية، تمكن الوسط واليسار من ضمان أن أقصى اليمين احتل المركز الثالث فقط في عدد المقاعد البرلمانية. كما عانى حزب لوبان من حوادث متكررة خلال الحملة، بما في ذلك ظهور مرشح في صورة يرتدي قبعة نازية.

وفاز ائتلاف "الجبهة الشعبية الجديدة" - الذي يضم الاشتراكيين المعتدلين وحزب فرنسا الأبية الراديكالي- بأكبر عدد من المقاعد، بينما احتلت مجموعة ماكرون المركز الثاني، وخسرت ثلث مقاعدها. 

ولا توجد أي مجموعة سياسية قريبة من الحصول على الأغلبية المطلقة التي تمنحها الحق في المطالبة بمنصب رئيس الوزراء، الذي يشمل دوره تشكيل الحكومة.

إلى أين وصلت المفاوضات؟

يتمتع ماكرون بسلطة دستورية لاختيار رئيس وزراء جديد، والذي يتم اختياره عادة من أكبر مجموعة في الجمعية الوطنية. وفي مقابلة تلفزيونية قبل بدء الألعاب الأولمبية، تعهد الزعيم الفرنسي بالانتظار حتى بعد الألعاب قبل اتخاذ قرار.

وهذا يعني أنه يمكنه اتخاذ قراره في أي وقت، على الرغم من اعتقاد الكثيرين أنه قد ينتظر حتى بعد عطلة 15 أغسطس الرسمية.

وهذا يخلق نافذة محتملة حتى دورة الألعاب البارالمبية، والتي تبدأ في 28 أغسطس وتستمر حتى 8 سبتمبر. وفي الوقت نفسه، تتنافس المجموعات السياسية لبناء ائتلاف يمكنه طرح مرشح لمنصب رئيس الوزراء يكون قادراً على النجاة من تصويت حجب الثقة في البرلمان

ما هي النتائج المحتملة؟

تقول الجبهة الشعبية الجديدة إنها كسبت الحق في اقتراح رئيس وزراء لتشكيل حكومة بعد الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المبكرة.

وتغلبت المجموعة على الانقسامات الداخلية واقترحت لوسي كاستيتس، وهي موظفة عامة تعمل في مبنى بلدية باريس، لهذا الدور.

وأشار ماكرون وحلفاؤه إلى أنهم يفضلون التعاون مع اليمين الجمهوري لتشكيل ائتلاف. وقد ساعد الاتفاق غير الرسمي بينهما بالفعل في تأمين إعادة انتخاب نائب مؤيد لماكرون رئيساً للجمعية الوطنية. كما يهدف الزعيم الفرنسي إلى تقسيم اليسار لتشجيع بعض الاشتراكيين المعتدلين والخضر على الانضمام إلى ائتلافه.

واقترح مساعدو ماكرون بشكل خاص أن الحكومة الجديدة يجب أن تشبه ما يسمى بالتعايش، إذ ينتمي الرئيس ورئيس الوزراء إلى أحزاب متنافسة. وهذا يشير إلى أنه قد يختار شخصاً ليس قريباً جداً منه مثل سياسي معتدل أو تكنوقراطي يتمتع بملف أكثر حيادية.

هل هناك موعد نهائي؟

وكلف ماكرون رئيس الوزراء المنتهية ولايته جابرييل أتال بالبقاء حتى اختيار خليفة واضح، وقال مستشارو الرئيس إن هذا قد يستغرق بعض الوقت.

ووفقاً لخبراء الدستور، فإن المدة ليست خاضعة لقيود، وفي غضون ذلك لا يمكن إسقاط الحكومة المؤقتة من قبل البرلمان.

وفي الماضي، لم يتردد ماكرون في استخدام الأدوات الدستورية المتاحة له لدفع الإصلاحات على الرغم من المعارضة الواسعة النطاق بين المشرعين وفي الشارع.

كيف ساهمت الألعاب الأولمبية في "الفوضى"؟

لقد ساعدت فترة الألعاب الأولمبية والعطلة الصيفية في تحويل بعض انتباه الفرنسيين بعيداً عن السياسة لبضعة أسابيع. كما ساعدت ماكرون في كسب الوقت وسمحت له بـ "التحكم في السردية"، بحسب "بلومبرغ".

وبعد حفل الافتتاح الذي أقيم تحت أمطار غزيرة وانقطاعات أولية بسبب عمليات التخريب، استمرت الألعاب في تحقيق انتصار شعبي ورياضي.

واحتلت فرنسا المركز الخامس في تصنيف الميداليات الذهبية، محسّنة نتيجتها في طوكيو 2020 بما يقرب من ضعف إجمالي الميداليات. لكن
ماكرون عليه أن يرى إذا كان النجاح الرياضي يمكن أن يترجم إلى مكاسب سياسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك