أعلنت الرئاسة المصرية، الأربعاء، توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين في القاهرة.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية يجريها الرئيس الصومالي للقاهرة، تستمر لعدة أيام. واستقبل السيسي، شيخ محمود في قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم استقبال رسمي له.
ووفق بيان من المتحدث باسم الرئاسة المصرية، عقد الرئيسان جلسة مباحثات، تم خلالها تأكيد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة، والبناء على نتائج زيارة الرئيس الصومالي الأخيرة لمصر في يناير الماضي.
دعم وحدة الصومال
وخلال اللقاء، أكد السيسي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية.
ورحّب الرئيسان بالخطوات المتبادلة بين الدولتين لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح السفارة المصرية في مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية، فضلاً عن التوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بينهما.
ونقل البيان المصري عن الرئيس الصومالي "تقديره لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية"، مشدداً على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، ومثمناً دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء بين الرئيسين بحث أيضاً مختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة، لمواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
مصر والصومال وإثيوبيا
في يناير الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده لن تسمح بأي تهديد لدولة الصومال أو أمنها، معتبراً اتفاق إثيوبيا مع أرض الصومال "ليس مقبولاً لأي أحد"، وذلك بعد إعلان أديس أبابا استئجار 20 كيلومتراً من ساحل أرض الصومال، مقابل الاعتراف باستقلالها.
وتتوسط تركيا راهناً بين إثيوبيا والصومال، لمناقشة الخلاف بين الجانبين حول تلك الاتفاقية.
ووصف الصومال الاتفاق بأنه غير قانوني، وطرد السفير الإثيوبي، وهدد بطرد آلاف الجنود الإثيوبيين المتمركزين في البلاد، للمساعدة في قتال المتمردين الإسلاميين.
وأعلنت أرض الصومال استقلالها عن الصومال في 1991، لكن الخطوة لم تحظ باعتراف أي دولة.
وخلال مؤتمرهما في يناير، قال السيسي إن مصر ترى أن التعاون والتنمية بين الدول أفضل بكثير من أي شيء آخر، مضيفاً: "رسالتي لإثيوبيا، حتى تحصل على تسهيلات من الأشقاء في الصومال وجيبوتي وإريتريا يكون بالمسائل التقليدية المتعارف عليها، والاستفادة من الموانئ وهذا أمر لا يرفضه أحد، ولكن محاولة القفز على أرض من الأراضي لمحاولة السيطرة عليها مثل (الاتفاق مع أرض الصومال)، لن يوافق أحد على ذلك".
كما وجّه الرئيس السيسي، حديثه للرئيس الصومالي، قائلاً: "اطمئن، وبفضل الله نحن معكم، ونقول للدنيا كلها نتعاون ونتحاور بعيداً عن أي تهديد أو المساس بالأمن والاستقرار".