دعت فرنسا ومصر، الاثنين، إلى إنهاء التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وأكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي في باريس على "الضرورة المطلقة" لوضع حد لـ"المواجهات" بين الطرفين.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مكتب ماكرون، أنه جدد دعمه لجهود الوساطة التي تجريها مصر في النزاع.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان صحافي، إن السيسي ونظيره الفرنسي، استعرضا مستجدات القضية الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة، وأكد الأول على موقف بلاده الثابت "بوقف المواجهات في أسرع وقت ممكن والتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية".
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان صحافي، أن باريس والقاهرة ناقشتا أزمة غزة واتفقتا على مواصل الجهود من أجل إعلان هدنة سريعة وتجنب انتشار الصراع، وفقاً لما أوردته "رويترز".
وذكر المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في منشور على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، أن السيسي بحث مع ماكرون، تطورات الأوضاع في منطقة شرق المتوسط وليبيا وسوريا. وأكد خلال اللقاء على أنه "لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلّا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية لتوفير الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة".
تنسيق مشترك
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي عن تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص، كما أبدى تطلع بلاده لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، بحسب البيان.
وكان السيسي قال في تصريحات لـ"فرانس 24" نقلتها الرئاسة المصرية، الاثنين: "الوضع الحالي (يتطلب) بصفة عاجلة جداً، ومنتهى الوضوح، أن يعود الهدوء وينتهي العنف، وتنتهي أعمال القتل التي تتم الآن".
وفي سؤال بشأن الجهود المصرية، قال السيسي: "نحن نبذل جهوداً وسنستمر فيها"، مضيفاً أن "الأمل دائماً موجود، والأمل مع بعضنا جميعاً، لنتحرك وننهي هذا الصراع".
اتفاق مصري قطري
وتلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء الأحد، اتصالاً هاتفياً من نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "في إطار التنسيق المتواصل بين مصر وعدد من الدول بشأن المواجهة العسكرية في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية"، بحسب ما أوردت الخارجية المصرية في بيان.
وقال البيان إن الوزيرين "اتفقا على أهمية العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بشكل فوري بين الجانبين"، كما اتفقا على "استمرار التنسيق في الإطار الثنائي، وفي الأطر الإقليمية والدولية، بما فيه تحقيق لمصلحة الشعب الفلسطيني، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
السعودية تدعو للتهدئة
والأحد، دعت السعودية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته أمام انتهاكات إسرائيل، وإلى وقف "التصعيد الخطير" في الأراضي الفلسطينية، خلال انطلاق الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
كما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، اتصالات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمصري سامح شكري، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
اتصالات أميركية فلسطينية
وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن "جدد دعوته لجميع الأطراف لتهدئة التوترات ووقف العنف". كما كشف مسؤول فلسطيني لـ"الشرق"، عن "وجود اتصالات أميركية فلسطينية لإعادة إطلاق العملية السياسية، بعد أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار في غزة".
وقال المسؤول إن الفريق الأميركي الموجود في إسرائيل "يجري لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة أولاً".