"مقامرة" زيلينسكي في كورسك.. هل تهدد بخسارة جبهة دونيتسك الشرقية؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
جندي من اللواء الآلي المنفصل الثاني والعشرين في أوكرانيا يغطي مدفعاً مضاداً للطائرات من طراز ZU-23-2 في منطقة سومي بالقرب من الحدود الروسية، 17 أغسطس 2024 - Reuters
جندي من اللواء الآلي المنفصل الثاني والعشرين في أوكرانيا يغطي مدفعاً مضاداً للطائرات من طراز ZU-23-2 في منطقة سومي بالقرب من الحدود الروسية، 17 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على توغلها المفاجئ في روسيا، تجد أوكرانيا نفسها تكافح من أجل إيجاد التوازن بين الاستيلاء على الأراضي عبر الحدود في كورسك، وخسارتها في قلب الجبهة الشرقية وسط دونيتسك.

وقال القائد العام للقوات الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، الجمعة، إن التقدم يتم على مسافة تصل إلى ميلين يومياً داخل الأراضي الروسية، لكن قوات موسكو اكتسبت حوالي 3 أميال هذا الشهر، حيث يراهن الكرملين بشدة على الاستيلاء على مركز بوكروفسك.

وتقول القيادة العسكرية الأوكرانية إنها تسيطر على ما يقرب من 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية، على الرغم من أن المحللين يعتقدون أن المنطقة قد تكون أصغر إلى حد ما.

وقالت "الجارديان" إنه في أذهان العديد من الأوكرانيين، فإن الصراع على الجبهتين مرتبط ببعضه البعض، لكن النتيجة النهائية غير مؤكدة، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن ترسل روسيا قوات كبيرة من الشرق للدفاع عن كورسك.

لكن هانا شيلست، وهي زميلة بارزة في مركز تحليل السياسات الأوروبية، قالت إنه في حين أن الهجوم الأوكراني الجريء "سار بشكل أفضل من المتوقع"، فإن الواقع هو أن "روسيا ربما لم تحرك قوات كافية من الجهة الشرقية كما كان متوقعاً".

وأفاد معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث أميركي، الخميس، بأنه يعتقد أن "عناصر مختارة من الوحدات الروسية غير النظامية" فقط يتم إعادة نشرها في كورسك، وأن الكرملين يعارض سحب الوحدات العسكرية الروسية المنخرطة في القتال" بالقرب من قطاع ذي أولوية مثل بوكروفسك".

وأوضح يوري فيدوروف، المحلل العسكري الروسي لـ"الجارديان"، أن الرئيس فلاديمير بوتين يأمل في احتواء التقدم الأوكراني بقوات مجندة في الغالب. "لكن هل يمكنهم صد القوات الأوكرانية؟ أشك في ذلك".

وأضاف فيدوروف أن الوحدات المختلفة التي جمعتها روسيا في كورسك لم يكن لديها خبرة في القتال معاً ولم يكن لديها وقت للتعلم، مشيراً إلى أنه حتى بعد التعزيزات الأسبوع الماضي، ظلت القوات الروسية في المنطقة أصغر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا، على الرغم من حصول روسيا على دعم جوي، وفق "فاينانشيال تايمز".

واتهمت وزارة الخارجية الروسية أوكرانيا الجمعة، باستخدام صواريخ هيمارز الأميركية الصنع لتفجير جسر استراتيجي شمال جلوشكوفو في كورسك، على بعد 7 أميال شمال الحدود الدولية، وهي الخطوة التي قد تؤدي إلى قطع جزء من الأراضي الروسية على طول خط المواجهة إلى الجنوب الغربي من القرية.

إجلاء متواصل

في بوكروفسك، كثف المسؤولون عمليات إجلاء المدنيين، فيما حذر سيرجي دوبرياك، رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، من أن القوات الروسية "اقتربت تقريباً" من المدينة، وأن القلق بشأن مستقبلها يتزايد.

حتى قبل عام، كانت بوكروفسك تعتبر آمنة بما يكفي لتكون بمثابة قاعدة إقليمية حيث يمكن للصحافيين وعمال الإغاثة البقاء طوال الليل. وتربط طرقها وسككها الحديدية مدينة دنيبرو المركزية بكراماتورسك وسلوفينسك. ومن شأن الاستيلاء عليها أن يقطع فعلياً الجزء من الذي لا يزال في أيدي الأوكرانيين إقليم دونيتسك إلى نصفين، وفق "الجارديان".

والجمعة، ربط الرئيس فولوديمير زيلينسكي بين المعارك. وأوضح أن التوغل في كورسك كان "بهدف تدمير اللوجستيات للجيش الروسي واستنزاف احتياطياته". وأوضح أن القائد العام للقوات الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي أطلعه "على خطواتنا الدفاعية في دونباس" بما في ذلك تلك الموجودة في بوكروفسك، "وكذلك تقدمنا ​​في منطقة كورسك".

وعلى الرغم من أن الجنود الأوكرانيين في منطقة سومي في شمال شرق البلاد سعداء بالنجاح المبكر الذي حققوه عبر الحدود في كورسك، فإن شكوك باتت تلاحق الاستراتيجية الشاملة. ومن بين هؤلاء المشككين أوليكسي، وهو أحد أفراد سلاح المشاة، وفق "الجارديان".

وقال أوليكسي: "ينبغي لنا أن ندافع عما لدينا. فمهاجمة كورسك تحرم بوكروفسك من مجهودات الجنود الجيدين، وإذا نجحت في تحويل مسار بعض القوات الروسية، فإنها لن تؤدي إلا إلى نقل أعدادهم من مكان إلى آخر".

رد روسي غير منسق

وذكرت إستونيا، التي يعد مسؤولو استخباراتها من بين أفضل المحللين للنوايا الروسية، الجمعة أنه لا توجد أي علامة على أن موسكو حشدت حتى الآن قوات كافية لشن هجوم مضاد كامل في كورسك، وأن ردها لا يزال غير منسق، مما يعكس، ربما، إعطاء الأولوية لدونباس.

وقال المقدم ماتياس بوسيب، نائب رئيس أركان قوات الدفاع الإستونية: "لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن القوات المسلحة الروسية لديها قوات ومناطق كافية لنشر مثل هذه الإجراءات المهمة (هجوم مضاد)".

وتابع: "الإجراءات المتخذة ذات طبيعة دفاعية - أي أنها تقيم خطوط دفاعية وتحرك الوحدات".

ولكن السبت، كانت هناك علامة قاتمة على الانتقام الروسي. فقد انفجر صاروخ باليستي في وسط سومي، المدينة الأوكرانية الأقرب إلى التوغل عبر الحدود، وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة نفسها للقصف منذ ما يقرب من أسبوع.

وظهرت لقطات لحريق وسيارات محترقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصيب مدنيان، وفقاً لمسؤولين محليين.

تصنيفات

قصص قد تهمك