وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، إلى تل أبيب، في زيارة تهدف إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية من أجل وقف الحرب في غزة، وإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ قرابة العام بين إسرائيل، وحركة "حماس".
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن سيلتقي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، الاثنين، وسيتوجه إلى مصر، يوم الثلاثاء، في إطار زيارة للشرق الأوسط، وذلك خلال زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.
ومن المقرر أن يتوجه بلينكن بعد زيارته لإسرائيل إلى مصر ضمن جولة في الشرق الأوسط.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثف الوسطاء جهودهم الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع، على أن تستأنف المحادثات بوساطة أميركية ومصرية وقطرية هذا الأسبوع في القاهرة، بعد اجتماعات عقدت الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة.
ووصف مكتب نتنياهو المحادثات بأنها "معقدة"، مشيراً في بيان بعد اجتماع لمجلس الوزراء إلى أن "إسرائيل لا تزال ملتزمة بشدة بالمبادئ الموضوعة للحفاظ على أمنها في المقترحات المقدمة في 27 مايو".
وقال نتنياهو أمام الاجتماع: "أريد أن نؤكد أننا نجري مفاوضات وليس سيناريو نعطي فيه ونعطي فقط. هناك أمور يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نصر عليها"، وأضاف: "الضغط القوي على الصعيدين العسكري والدبلوماسي هو السبيل لضمان إطلاق سراح رهائننا".
وأجرى مفاوضون إسرائيليون متوسطو المستوى محادثات في القاهرة، الأحد، بعد يومين من جولة مفاوضات انعقدت في الدوحة بحضور مدراء أجهزة مخابرات الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، فضلاً عن رئيس الوزراء القطري، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الفرق العاملة على الاتفاق ما زالت موجودة أيضاً في الدوحة".
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" أن واشنطن "تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة"، واتهمت نتنياهو بوضع شروط جديدة في محاولة لإفشال المفاوضات.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل المفاوضات، توجد نقاط خلافية حول العديد من القضايا الرئيسية، منها موقف القوات الإسرائيلية من الوجود في غزة بعد انتهاء القتال، ولا سيما على امتداد محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود مع مصر.
ومن بين النقاط الخلافية أيضاً تفتيش الأشخاص المتجهين إلى شمال غزة من الجنوب، والذي تقول إسرائيل إنه ضروري لمنع المسلحين من الوصول إلى شمال القطاع، وتريد الحركة أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار إنهاء الحرب، بينما تريد إسرائيل تطبيق هدنة مؤقتة فقط.
وزادت الحاجة إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وسط مخاوف من التصعيد في المنطقة، وتوعدت إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو.
واندلعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" في 7 أكتوبر، عندما شنت الحركة هجوماً على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 1200 من بينهم ضباط وجنود، واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين أودت بحياة أكثر من 40 ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين، وحولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض، وتزعم إسرائيل أنها قتلت 17 ألفاً من مقاتلي "حماس".