تتوارى "خلافات هادئة" بشأن مواقف الحزب الديمقراطي ومواقف مرشحته في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، من قضايا حساسة مثل الهجرة وإسرائيل، تحت ستار "استعراض قوي" للالتفاف حول هاريس خلال المؤتمر الوطني في شيكاجو، وفق موقع "أكسيوس".
وأقر العديد من المشرعين التقدميين، الذين تحدثوا للموقع الأميركي، بأنهم يشعرون "بانزعاج" إزاء كيفية تحوّل الديمقراطيين نحو الوسط وليس اليسار، وأشاروا إلى "انقسام" من المحتمل أن يظهر بوضوح بعد انتخابات 5 نوفمبر.
ونقل "أكسيوس" عن النائب الديمقراطي عن إلينوي تشيوي جارسيا قوله: "أسعى لتنفيذ أجندة تقدمية مع العديد من أعضاء الكتلة التقدمية. لذا، ستظهر تلك التوترات".
وتراجعت هاريس عن العديد من المواقف التقدمية التي اتخذتها في عام 2020، بما في ذلك دعم حظر التكسير الهيدروليكي لاستخراج النفط والغاز، وهي تقنية تُعتبر ضارة بالبيئة، ونظام الرعاية الصحية الذي يوفر التأمين الصحي لجميع الأميركيين، وحظر بيع الأسلحة الهجومية، وتوسيع المحكمة العليا.
وأشار الموقع إلى أن البرنامج الانتخابي الديمقراطي يقيد هذه المواقف ويسحبها نحو الوسط، من خلال حذف الإشارات إلى الرعاية الصحية الشاملة من برنامج عام 2020، مع إضافة لغة أكثر تشدداً بشأن أمن الحدود.
ومن المقرر أن يتحدث النائب ديمقراطي من نيويورك توم سوتزي، الذي فاز في الانتخابات الخاصة في فبراير بدعمه لسياسات متشددة بشأن الحدود، خلال المؤتمر، الأربعاء، عن آرائه بشأن الهجرة، وفق "أكسيوس".
وقال جارسيا إنه "منزعج بشكل شخصي" إزاء تحول الحزب بشأن أمن الحدود، واصفاً إياه بأنه استجابة "دفاعية"، و"تفاعلية" لهجمات الجمهوريين.
على نحو مماثل، قالت النائبة الديمقراطية من إلينوي ديليا راميريز إن لديها "نفس شعور" جارسيا، مضيفة: "المشكلة التي نواجهها هي أننا لا نستطيع أن نفصل بين الحدود وإصلاح الهجرة".
وتابعت: "الأميركيين العاديين يريدون رؤية أجندة تقدمية. هذا هو النوع من العمل الذي ستسمعونه منا، ونتحدث عنه باستمرار خلف الكواليس، علناً وفي كل مكان نذهب إليه".
وقال النائب الديمقراطي من تكساس جريج سيزار إن التقدميين "لديهم عمل حقيقي للقيام به... لوقف السماح لشبكة FOX News بسحب سياساتنا بعيداً إلى اليمين"، في قضايا مثل الهجرة، رغم أنه قال إنه لا يلوم حملات الانتخابات الرئاسية على هذه المشكلة.
"انقسامات داخلية"
ولفت "أكسيوس" إلى استعداد ملحوظ لدى المشرعين التقدميين للحديث علناً عن مخاوفهم، بالنظر إلى الكيفية التي لعب بها الديمقراطيون دور الالتفاف حول هاريس بنجاح، وهو ما يعد مؤشراً على أنه رغم تأجيل "الانقسامات الداخلية" هذا العام، والتي هيمنت على دورات الانتخابات في عامي 2016 و2020، لكنها لن تبارح مكانها على المدى الطويل.
وتجري معركة أخرى بين التقدميين والمؤسسة الديمقراطية بشأن كيفية تعامل المؤتمر مع المندوبين من أعضاء حملة "غير ملتزم" المناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة، والذين يضغطون من أجل الحصول على مساحة للحديث بالمؤتمر.
وقالت ديليا راميريز والنائبة ديمقراطية من واشنطن براميلا جايابال رئيسة الكتلة التقدمية في الكونجرس، إنهما من بين المشرعين الذين يدفعون الحزب لتلبية هذه المطالب لتجنب إثارة استياء الناخبين الشباب والتقدميين.
وأضافت جايابال: "أعتقد أن هناك استعداداً، لذا نأمل أن نتمكن من المضي قدماً في ذلك الأمر".
وأصر بعض التقدميين على أن هذه النزاعات، ينبغي إبقاءها إلى حد كبير خلف الكواليس على الأقل حتى بعد الانتخابات.
وقالت جايابال: "انظروا، البرنامج (الانتخابي) يشكل تحدياً دائماً.. لكن ما يهم حقا هو الأجندة التشريعية".
وقال النائب ديمقراطي من ماساتشوستس جيم ماكجفرن: "هل البرنامج (الانتخابي) مثالي؟ برأيي، لا. لكنني لا أبحث عن الكمال. أبحث عن النزاهة".
ويستمر المعتدلون أيضاً في تجاهل الرأي القائل، بأن الحزب يحتاج إلى بذل المزيد لإرضاء التقدميين.
وقال النائب ديمقراطي من فلوريدا جاريد موسكويتز: " هل يريدون أن يكونوا على صواب أم يريدون الفوز؟ إذا أردنا الفوز، فإننا بحاجة إلى جذب ليس فقط الديمقراطيين. بمجرد أن نكون في السلطة، يمكننا إجراء تلك المناقشات".
وأعرب أغلب المشرعين الذين تحدثوا إلى "أكسيوس" عن أملهم في أن تسعى هاريس لتحقيق أجندة تقدمية جريئة عندما تتولى منصبها، رغم أنهم اعترفوا بأن ذلك سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان الديمقراطيون يحتفظون بالسيطرة الكاملة على الكونجرس.
ومع ذلك، فإنهم لا يعتزمون تركها تتصرف بحرية، إذ قال جارسيا: "الكثير منا يدعم (إبرام) اتفاقية بيئية جديدة، وتحولاً عادلاً إلى مجتمع أكثر استدامة، لذا فهذه كلها نقاشات ومعارك سنتناولها بعد الانتخابات".