تجمع نحو 3500 شخص في حديقة "يونيون بارك" بالقرب من مقر انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي بشيكاجو، للمشاركة في المسيرة الأخيرة المؤيدة للفلسطينيين في المدينة، بالتزامن مع ختام المؤتمر، بعدما رفضت اللجنة الديمقراطية طلب حملة "غير ملتزم" المعبرة عن أصوات الرافضين للدعم الأميركي لإسرائيل، بالسماح لمتحدث فلسطيني أميركي بمناقشة الوضع في القطاع على منصة المؤتمر.
ورغم أن هذه هي المسيرة الأكبر منذ انطلاق التظاهرات مع بداية المؤتمر في 19 أغسطس، إلا أن العدد لا يزال أقل من السقف الذي كان يتوقعه المنظمون وهو بين 5 إلى 10 آلاف.
واصطف العشرات من ضباط مكافحة الشغب في المسار المحدد للتظاهرة الاحتجاجية، وخاصة في التقاطعات المؤدية إلى "يونايتد سنتر" حيث ينعقد المؤتمر الديمقراطي.
وحضر قائد شرطة شيكاجو لاري سنيللينج مجدداً في موقع التظاهرة، التي تعد الأكبر منذ بداية التظاهرات الاثنين الماضي، مع بدء مؤتمر الديمقراطيين.
وقالت حملة "غير ملتزم" على منصة "إكس" إن قادة الحزب الديمقراطي لا يواكبون قاعدة الحزب الشعبية التي ترغب في السلام.
وأضافت أن المشاركين في المسيرات لن يسمحوا لأحد بأن يقمع أصوات الفلسطينيين، وتابعت: "هناك أصوات في القيادة الديمقراطية لا ترغب في أن نتحدث عن حقوق الفلسطينيين، ولكن هذه اللحظة نقطة فاصلة".
"لسنا من أنصار ترمب"
وقبل خروج التظاهرة، عقد منظمو تحالف "مسيرة الزحف على المؤتمر الوطني الديمقراطي"، مؤتمراً صحافياً الخميس، بحديقة يونيون، أدلوا فيه ببيان قبل مسيرتهم الأخيرة.
ورفض منظمو المسيرة الاتهامات بأن تظاهراتهم تفيد الجمهوريين، الذين لم يشهد مؤتمرهم الوطني الشهر الماضي، في ويسكونسن أي مظاهرات تقريباً.
وقال حاتم أبو دية أحد قادة المسيرة: "نحن لسنا أنصار دونالد ترمب"، ووصف أبو دية ترمب بأنه "أكبر خنزير في تاريخ السياسة الأميركية"، وفقاً لما نقلته شبكة NBC NEWS.
وأضاف: "الديمقراطيون في السلطة، ولهذا فإننا نحشد للتظاهرات بهذه الطريقة".
وجدد أبو ديه تأكيده بأن التحالف "لا يدعم أي عنف سياسي"، وأن مجموعته عملت بكد لضمان أن تكون مسيرة الخميس، سلمية.
حملة هاريس ترد
ورداً على سؤال من CNN عن أسباب منع حملة هاريس تخصيص وقت لمتحدث فلسطيني أميركي في المؤتمر لمناقشة الحرب في غزة، قال إيان سامز أحد كبار مستشاري كامالا هاريس، إن مندوبي حملة التصويت "غير الملتزم"، حظوا بـ"الكثير من الفرص" للانخراط في المؤتمر الوطني للحزب.
وأضاف أن الحملة لا تزال منخرطة في محادثات مع المندوبين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه رغم تصريحات سامز، إلا أن الديمقراطيين المؤيدين لغزة لا يزالون بعيدين عن الحصول على التزام من حملة هاريس بشأن دعم وقف شامل لإطلاق النار في غزة، أو فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل.
قائد الشرطة يثني على المتظاهرين
أثنى لاري سنيللينج قائد شرطة شيكاجو على المتظاهرين المؤيدين لغزة، قائلاً إن تظاهرات الأربعاء، لم تشهد أي اعتقالات أو إصابات.
وقال في مؤتمر صحافي الخميس: "هذا يظهر أنه حينما يكون لديك نوع ما من التواصل أو التعاون مع المنظمين، فيمكنك الوصول إلى تجمع سلمي تحت التعديل الأول للدستور والذي يحمي حرية الرأي".
وقال سنيللينج إن تظاهرات الأربعاء، كانت مختلفة بشكل كبير عن تلك وقعت الثلاثاء، خارج مبني القنصلية الإسرائيلية في شيكاجو، وأسفرت عن اعتقال 50 شخصاً، بعد اشتباكات مع الشرطة.
وأضاف سنيللينج: "الأشخاص الذين جاؤوا هنا الثلاثاء، جاؤوا بغرض ارتكاب الجرائم، وللعراك مع الشرطة، والتسبب في الدمار بالمدينة. هذا لم يكن هدف المتظاهرين أمس الأربعاء، أرادوا أن يسمع صوتهم، ونحن سمحنا لهذ أن يحدث".
وخلال تظاهرات الأربعاء، اتجه المتظاهرون المؤيدون لغزة في مسيرة من حديقة "يونيون بارك" حيث يتجمعون يومياً، وساروا إلى محطة قطارات قريبة ولوحوا بعلم فلسطين.
وقال سنيللينج: "لم نحتجز أحداً يومها. كنا قادرين على التحكم في الأمور وتهدئتها، ومن أوقفناهم بشكل مؤقت أطلقنا سراحهم مرة أخرى وانضموا للمسيرة مجدداً. المتظاهرون كانوا يساعدوننا في تسيير الأمور بهدوء".