محادثات "القناة الخاصة".. مسؤولان تايوانيان يزوان الولايات المتحدة "سراً"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس التايواني لاي تشينج تي (وسط) رفقة الأمين العام لمجلس الأمن القومي جوزيف وو (يسار) ووزير الدفاع ويلينجتون كو في قاعدة عسكرية في تايتشونج. 28 يونيو 2024 - AFP
الرئيس التايواني لاي تشينج تي (وسط) رفقة الأمين العام لمجلس الأمن القومي جوزيف وو (يسار) ووزير الدفاع ويلينجتون كو في قاعدة عسكرية في تايتشونج. 28 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

زار وزير الخارجية التايواني لين تشيا لونج، ومستشار الأمن القومي جوزيف وو، الولايات المتحدة، سراً لإجراء المحادثات المعروفة باسم "القناة الخاصة، إذ تعد الزيارة الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس لاي تشينج تي منصبه مايو الماضي، وفق ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

ولم تكشف المصادر المطلعة، عن مكان أو توقيت المناقشات، كما رفض مكتب التمثيل الاقتصادي والثقافي في تايبيه، والسفارة التايوانية في واشنطن، التعليق على المحادثات. 

وعقدت الولايات المتحدة وتايوان محادثات "القناة الخاصة" لسنوات، ولكن تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2021، عندما التقى الجانبان، بما في ذلك وو الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك، في أنابوليس بولاية ماريلاند، إذ يُنظر إلى القناة على أنها "فرصة نادرة" لمجموعة من كبار المسؤولين من كلا الجانبين لإجراء محادثات مفصلة.

وأبقت الإدارات الأميركية المتعاقبة، القناة طي الكتمان، لتجنب الانتقادات الصينية للمشاركة الحساسة، إذ تزعم بكين السيادة على تايوان، التي حافظت على علاقة غير رسمية مع واشنطن منذ تطبيع الولايات المتحدة للعلاقات مع الصين في عام 1979.

وعقد آخر اجتماع في محادثات "القناة الخاصة" في فبراير 2023، عندما التقى وو ومستشار الأمن القومي آنذاك ويلينجتون كو، بالجانب الأميركي عبر النهر من واشنطن في شمال فيرجينيا.

ووفقاً لممارسة طويلة الأمد، لا يمكن لوزير خارجية تايوان ووزير دفاعها دخول مقاطعة كولومبيا، لذلك كانت القناة تُعقد عادةً في منطقة واشنطن الكبرى.

وقت حساس وحرج

وتأتي محادثات "القناة الخاصة" في وقت حساس، إذ تراقب الصين كيف سيتعامل الرئيس التايواني الجديد، مع العلاقات "الصينية- الأميركية"، حيث وصفت الحكومة الصينية لاي تشينج تي، بأنه "انفصالي خطير" وتخشى أن يكون أكثر ميلاً إلى اتخاذ خطوات نحو الاستقلال الرسمي من سلفه تساي إنج ون. 

كما يشعر بعض المسؤولين الأميركيين بالقلق بشكل خاص، بشأن لاي، الذي يفتقر إلى الخبرة في الشؤون الخارجية ويُنظر إليه على أنه أكثر تقلباً من تساي.

وفي الإطار، قال الخبير في شؤون الصين والمستشار السابق للبيت الأبيض في شؤون آسيا، إيفان ميدوروس، إن "القناة الخاصة" كانت "واحدة من أكثر الآليات حساسية وأهمية في السياسة العالمية اليوم".

وأضاف ميدوروس: "يأتي الاجتماع في وقت حرج بالنظر إلى الانتخابات الأخيرة في تايوان. التواصل الواضح والمتسق بين تايبيه وواشنطن أمر ضروري، خاصة مع تزايد ضغوط الصين".

وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، راندي شرايفر، إن "القناة الخاصة" كانت مهمة دائماً بسبب الاتصالات المحدودة المسموح بها بسبب العلاقة غير الرسمية"، مضيفاً: "الأمر أصبح كذلك بشكل خاص الآن في ظل النشاط العسكري الصيني المتزايد الحزم بالقرب من تايوان".

وتعهدت بكين بوضع تايوان تحت سيطرتها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر، وقد عزز الرئيس شي جين بينج الضغوط العسكرية والدبلوماسية على الأرخبيل في السنوات الأخيرة، ما أثار مخاوف من أن التوترات قد تندلع إلى صراع فعلي.

وأصبحت الولايات المتحدة قلقة بشكل متزايد بشأن النشاط العسكري الصيني المتزايد حول تايوان، إذ أجرت الصين مناورات عسكرية ضخمة حول الجزيرة، بما في ذلك إطلاق صواريخ باليستية فوقها لأول مرة، وفي عام 2022 بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايبيه، كما كثفت نشاطها العسكري منذ زيارة بيلوسي.

تصنيفات

قصص قد تهمك