مودي من كييف: مستعدون لتقديم مساهمات استباقية في جهود السلام بأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في ظل استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، كييف، أوكرانيا، 23 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في ظل استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، كييف، أوكرانيا، 23 أغسطس 2024 - Reuters
دبي/كييفالشرقرويترزالشرقرويترز

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، الجمعة، إن بلاده مستعدة لتقديم مساهمات استباقية في جهود السلام بأوكرانيا.

أضاف مودي: "مستعد شخصياً للعب أي دور كصديق للمساعدة في إحلال السلام"، مشيراً إلى أن الحرب مدمرة بشكل خاص للأطفال الصغار"، وتابع: "قلبي مع عائلات الأطفال الذين فقدوا حياتهم".

من جانبه قال زيلينسكي، إنه سيبحث مع رئيس الوزراء الهندي عقد قمة للسلام في أوكرانيا، واصفاً زيارة مودي لبلاده بأنها "ودية للغاية"، و"تاريخية".

ووصل مودي إلى كييف لإجراء محادثات مع زيلينسكي قادماً من بولندا، وهي أول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى أوكرانيا منذ استقلال كييف عن الاتحاد السوفيتي عام 1991. كما تأتي الرحلة بعد أسابيع فقط من لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وكتب مودي على منصة "إكس": "وصلت إلى كييف في وقت سابق من هذا الصباح. وقد استقبلني المجتمع الهندي بترحيب حار للغاية". وعرضت شركة السكك الحديدية الأوكرانية لقطات له وهو ينزل من عربة قطار ويستقبله مسؤولون أوكرانيون.

وذكر مودي قبيل لقائه زيلينسكي: "لا يمكن حل أي مشكلة على ساحة المعركة"، مضيفاً أن الهند تدعم "الحوار والدبلوماسية لاستعادة السلام والاستقرار في أقرب وقت ممكن".

وفي الفترة التي سبقت الرحلة، قال إنه يتطلع إلى مشاركة "وجهات النظر بشأن الحل السلمي للصراع المستمر في أوكرانيا".

وتأتي الزيارة في وقت متقلب من عمر الحرب في أوكرانيا، حيث لا تزال القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية في روسيا بعد توغلها في 6 أغسطس، بينما تحقق القوات الروسية تقدماً بطيئاً ولكن ثابتاً في شرق أوكرانيا.

وتزامنت زيارة مودي إلى موسكو الشهر الماضي مع ضربة صاروخية روسية ثقيلة على أوكرانيا أصابت مستشفى للأطفال. دفع الهجوم مودي إلى استخدام لغة عاطفية لتقديم توبيخ ضمني لبوتين في قمتهما.

لكن الرحلة أثارت انتقادات شديدة من زيلينسكي الذي قال إنها "خيبة أمل كبيرة وضربة مدمرة لجهود السلام أن نرى زعيم أكبر ديمقراطية في العالم يعانق أكثر المجرمين دموية في العالم بموسكو في مثل هذا اليوم".

وقال ميخايلو بودولياك، المستشار في مكتب الرئيس الأوكراني، لـ"رويترز"، إن زيارة مودي إلى كييف كانت مهمة لأن نيودلهي "لديها بالفعل نفوذ معين" على موسكو.

وأضاف: "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نبني علاقات فعالة مع مثل هذه الدول، وأن نشرح لها ما هي النهاية الصحيحة للحرب، وأن هذا يصب في مصلحتها أيضاً".

وانتقدت الهند، التي كانت تربطها علاقات اقتصادية ودفاعية وثيقة تقليدياً بموسكو، علناً سقوط الأبرياء في الحرب. لكنها عززت أيضاً علاقاتها الاقتصادية مع روسيا بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات عليها وقطعت العلاقات التجارية معها بسبب الغزو.

وبرزت المصافي الهندية التي نادراً ما اشترت النفط الروسي في الماضي كأكبر عملاء موسكو للنفط المنقول بحراً منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير 2022. ويمثل النفط الروسي أكثر من ثلثي واردات النفط الهندية.

رؤية السلام

وقالت أوكرانيا إنها تأمل في عقد قمة دولية ثانية في وقت لاحق من هذا العام لتعزيز رؤيتها للسلام وإشراك ممثلين من روسيا.

واستقطبت القمة الأولى في سويسرا التي استبعدت روسيا بشكل واضح في يونيو عشرات الوفود، بما في ذلك وفد من الهند، ولكن ليس من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال تانمايا لال، سكرتير (الغرب) في وزارة الخارجية الهندية، للصحافيين: "لا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا من خلال خيارات مقبولة لكلا الطرفين. ولا يمكن أن يكون سوى تسوية تفاوضية".

وقال لال: "هذه زيارة مهمة ومن المتوقع أن تحفز علاقاتنا في مجموعة كاملة من القطاعات"، مشيراً إلى الروابط الاقتصادية والتجارية والزراعة والبنية الأساسية والصحة والتعليم والأدوية والدفاع والثقافة.

وقال فولوديمير فيسينكو، وهو محلل سياسي مقيم في كييف، إنه لا يتوقع تقديم أي مقترحات اختراق لإنهاء الحرب خلال الرحلة التي يقوم بها مودي، الذي زار بولندا، الخميس.

 وقال إنه من أجل أن تكون هناك محاولة للتفاوض، يجب أن يستقر الوضع العسكري ويجب إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لأوكرانيا. وقال إن الزيارة مهمة للهند لإثبات أنها "ليست في صف روسيا"، وأن كييف تريد تطبيع العلاقات بعد زيارة مودي إلى موسكو.

تصنيفات

قصص قد تهمك