فرنسا.. مشاورات "لا تزال متعثرة" لتشكيل حكومة وسط تفاؤل يساري

time reading iconدقائق القراءة - 4
مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لتولي منصب رئيس الوزراء في فرنسا لوسي كاستيس تغادر قصر الإليزيه بعد لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس. 23 أغسطس 2024 - Reuters
مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة لتولي منصب رئيس الوزراء في فرنسا لوسي كاستيس تغادر قصر الإليزيه بعد لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس. 23 أغسطس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

شددت الأحزاب اليسارية الفرنسية، خلال لقائها الرئيس إيمانويل ماكرون، الجمعة، على رغبتها في تشكيل الحكومة المقبلة، بالنظر إلى نتائج الانتخابات البرلمانية التي أعطت الجبهة الشعبية الجديدة الصدارة، فيما لم يحدد ماكرون خلال مباحثات تشكيل الحكومة، أي موعد لتعيين رئيس وزراء جديد.

وذكرت مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة، لوسي كاستيتس، أن ماكرون اعترف خلال لقائها في الإليزيه، بأن الناخبين عبروا عن "رغبتهم في تغيير التوجه السياسي" خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتحدثت كاستيس عن ما اعتبرته نقاشاً "غني للغاية"، فيما لم يتم الاتفاق على موعد تعيين رئيس وزراء جديد، وفق ما نلقته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأكدت كاستيس، لدى مغادرتها الإليزيه، أن "رئيس الجمهورية أقر بأن الفرنسيين قد أرسلوا رسالة"، مبدية استعدادها لـ"بناء تحالفات".

ورداً على سؤال صحافي بعد بعد لقاء ماكرون، قالت مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة إنها "مستعدة (...) لمحاولة إيجاد طريقة لضمان استقرار البلاد، وفي النهاية تمكينها من تحقيق الاستقرار في البلاد، والاستجابة لحالات الطوارئ التي عبر عنها الفرنسيون".

وقالت كاستيتس، وهي موظفة مدنية تبلغ من العمر 37 عاماً، اختارها اليسار كمرشحة لمنصب رئيس الوزراء، بعد اجتماعها مع ماكرون: "أخبرناه أن الأمر متروك للقوة السياسية التي تصدرت (في الانتخابات)- الجبهة الشعبية الجديدة- لتشكيل حكومة".

ولدى وصولها الإليزيه قالت كاستيس: "لقد جئنا لاقتراح حل من أجل الاستقرار"، مؤكدة أن قادة حزب الجبهة الشعبية "مستعدون" "للبحث عن حلول وسط" "لإخراج البلاد من الشلل"، وفق ما نقلته صحيفة "ويست فرانس".

وبعد أسابيع من التوترات بين القوى السياسية المتنافسة، بدا زعماء اليسار أكثر تفاؤلاً قليلاً، وقالوا إن ماكرون يدرك أن الجبهة الشعبية الجديدة هي القوة السياسية الوحيدة التي يجب أن تكون قادرة على تشكيل حكومة، وفق صحيفة "لوفيجارو".

ومن المرتقب أن يستقبل ماكرون ممثلي مختلف الأحزاب بما فيها التيار الماكروني الجمهوري وباقي التيارات الممثلة في البرلمان.

"حالة طارئة"

بدوره قال منسق حزب "فرنسا الأبية" مانويل بومبارد، إن تعيين رئيس وزراء "حالة طارئة" لحياة الفرنسيين اليومية، وأضاف: "نحن على موعد مع بداية العام الدراسي بعد بضعة أسابيع، فيما الفرنسيون يعانون من تردي القوة الشرائية"، وأضاف: "نقول: كفى ضياعاً للوقت".

وتابع بعد لقائه ماكرون، الجمعة: "بعد شهرين، بدأ رئيس الجمهورية يدرك أنه خسر الانتخابات"، بعد أن "أضاع الكثير من الوقت" منذ استقالة حكومة جابرييل أتال التي تتولى تسيير الأعمال منذ 38 يوماً، وهو رقم قياسي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

من جانبه، أشار السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، إلى أن رئيس الدولة لم يحدد "موعداً دقيقا"، لكنه يطرح جدولاً زمنياً "سريعاً" لتعيين رئيس للحكومة.

وأضاف أن الرئيس "اعترف بأن جميع القوى السياسية" التي "شاركت في الجبهة الجمهورية" ضد اليمين المتطرف "كانت شرعية تماماً للحكم".

وأضاف رئيس الحزب الاشتراكي، أن ماكرون "أدرك بوضوح شديد أن الاستقرار لا يعني استمرار السياسة التي كان يقودها رئيس الدولة نفسه.

وبعد خمسة أسابيع من قبول استقالة حكومة جابرييل أتال، قال الإليزيه إن رئيس الدولة "لديه الآن الرغبة في المضي قدماً"، إذ يماطل في تكليف حكومة جديدة، بحجة غياب الأغلبية في برلمان منقسم بين كتلة يسارية، ومجموعة من التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفائه، وكتلة ماكرون.

ويختار الرئيس الفرنسي الحكومة، لكن الدستور الفرنسي، لا يجبره على تكليف الأكثرية البرلمانية، إذ أن النظام السياسي في البلاد جمهوري وليس برلماني، لكن العرف السياسي المتبع في فرنسا، يجيز ذلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك