أوكرانيا تزعم استخدام قنابل شراعية أميركية في هجومها على كورسك الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة من مقطع فيديو لعمليات أوكرانية في كورسك غربي روسيا. 20 أغسطس 2024 - Reuters
صورة من مقطع فيديو لعمليات أوكرانية في كورسك غربي روسيا. 20 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أعلن الجيش الأوكراني، السبت، استخدام قنابل شراعية أميركية عالية الدقة لضرب منطقة كورسك الروسية الأسبوع الماضي، واستعادة بعض الأراضي في منطقة خاركيف شرقي البلاد، والتي تتعرض لهجوم روسي منذ ربيع هذا العام، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس". 

ونشر قائد القوات الجوية الأوكرانية، الفريق ميكولا أوليشوك، مقطع فيديو مساء الخميس الماضي، زعم أنه لقاعدة جنود روسية تتعرض للقصف في كورسك، حيث شنّت القوات الأوكرانية هجوماً مفاجئاً عبر الحدود في 6 أغسطس الجاري.

وأوضح أوليشوك أن الهجوم الذي استخدمت فيه أوكرانيا قنابل من طراز GBU-39، التي زودتها بها الولايات المتحدة، أسفر عن وقوع خسائر بشرية روسية وتدمير معدات، كما أظهر الفيديو عدة انفجارات وأعمدة من الدخان تتصاعد من الموقع. 

ومن ناحية أخرى، أعلن اللواء الهجومي المستقل الثالث الأوكراني، أن قواته تقدمت بنحو كيلومترين مربعين (حوالي 3 أرباع ميل مربع) في منطقة خاركيف. 

واكتسبت القوات الأوكرانية زخماً جديداً هذا الشهر، بعد حصولها على شحنات الأسلحة الأميركية المتأخرة، كما شنّت كييف هجوماً مفاجئاً على منطقة كورسك الغربية في روسيا  خلال وقت سابق من هذا الشهر. 

وفي الوقت نفسه، كثفت أوكرانيا هجماتها بالمسيرات ضد الأهداف العسكرية ومنشآت الوقود، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في عمق الأراضي الروسية هذا الأسبوع. 

وظهرت، الجمعة، بعض التفاصيل الجديدة بشأن الأضرار والإصابات التي تسببت فيها بعض تلك الهجمات، حيث أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية حللتها "أسوشيتد برس"، أن هجوماً أوكرانياً بطائرة مُسيرة استهدف قاعدة جوية روسية نائية في منطقة فولجوجراد ألحق أضراراً كبيرة بمطار يُعتقد أنه كان يحتوي على قنابل شراعية تستخدمها موسكو في الحرب.

واشنطن: لا تغيير في نهج استخدام أسلحتنا

في المقابل، قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن المسؤولين الأميركيين كانوا على اتصال شبه يومي مع نظرائهم الأوكرانيين، ولم يجروا أي تغييرات حديثة على التوجيهات بشأن كيفية استخدام الأسلحة الأميركية في الهجوم على كورسك.

وأضاف: "يُسمح لهم باستخدام المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للدفاع عن أنفسهم ضد العدوان الروسي. وكما تعلمون، الرئيس سمح لهم باستخدام الذخائر الأميركية عبر الحدود للتعامل مع التهديدات الوشيكة". 

ولفت إلى أن مدى نجاح العملية الأوكرانية في كورسك على المدى الطويل "لم يتضح بعد"، لكن مسؤولين روس، أفادوا الجمعة، بتحقيق بعض النجاح في صد القوات الأوكرانية ببعض مناطق كورسك. 

ويعارض العديد من داعمي أوكرانيا استخدامها للأسلحة المُتبرع بها لأغراض غير دفاعية، لكن أوكرانيا تقول إن توغلها في كورسك يعد "دفاعياً في الأساس ويهدف إلى تقليل الهجمات على الأراضي الأوكرانية من تلك المنطقة الروسية".

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن "تدعم" استخدام أوكرانيا للأسلحة قصيرة المدى، مثل القنابل الشراعية، في هجماتها عبر الحدود. واقتصرت القيود التي فرضتها الولايات المتحدة حتى الآن على استخدام صواريخ "أتاكمز" (ATACMS) بعيدة المدى، لشن ضربات في عمق روسيا. 

من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في بيان قبيل يوم استقلال أوكرانيا، إنه تحدث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، لإظهار "الدعم الأميركي الراسخ لشعب أوكرانيا". 

كما أعلن بايدن عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل صواريخ للدفاع الجوي، ومعدات مضادة للطائرات المُسيرة، وصواريخ مضادة للدروع، وأنظمة صواريخ متنقلة. 

وكانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أفادت بوقوع هجوم على عبارة شحن في ميناء كافكاز بمنطقة كراسنودار الروسية في اليوم السابق، أسفر عن إصابة 13 شخصاً، فيما نقلت عن مسؤولين قولهم إن 4 من المصابين تم نقلهم إلى مستشفى، ولا يزال شخص آخر في عداد المفقودين. 

أوكرانيا أعادت تشكيل المعركة

وقالت "أسوشيتد برس" إن المكاسب الأوكرانية أعادت تشكيل ساحة المعركة ورفعت معنويات الأوكرانيين بعد مرور 10 سنوات على الغزو الروسي الأول لبلادهم، ومرور عامين ونصف العام على الغزو الذي أسفر عن سقوط وفيات كثيرة ودمار واسع، وخلق أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. 

وأضافت الوكالة أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يأملون أن يسهم استعادة الزخم في تعزيز موقف كييف على الصعيد الدبلوماسي. 

وحظيت زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الجمعة، إلى كييف، حيث التقى بزيلينسكي، بمتابعة دقيقة. وتأمل أوكرانيا في أن يلعب مودي، الذي يحافظ على علاقات ودية واقتصادية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دوراً في التوسط من أجل تحقيق السلام. 

وسلط التوغل الأوكراني في روسيا الضوء على نقاط الضعف الروسية، لكنه زاد أيضاً من الضغط على القوات الأوكرانية التي كانت بالفعل تقاتل على جبهة تمتد لمئات الكيلومترات.

وربما يكون هذا التوغل قد أثر على قدرة أوكرانيا على صد القوات الروسية التي تحقق تقدماً بطيئاً، ولكن ثابتاً، في منطقة دونيتسك، ما أدى إلى أدى إلى تشتيت انتباه القوات الأوكرانية التي كان من الممكن أن تعزز دفاعاتها هناك. 

تصنيفات

قصص قد تهمك