أعلن "حزب الله" اللبناني، الأحد، انتهاء هجماته الموسعة على شمال إسرائيل، والتي استهدف فيها 11 موقعاً عسكرياً، بأكثر من 320 صاروخاً من طراز كاتيوشا، لـ"تسهيل عبور المسيرات الهجومية" إلى "عمق إسرائيل"، في هجمات لاحقة، في إطار الرد على اغتيال رئيس أركان الحزب فؤاد شكر في بيروت أواخر يوليو الماضي، بينما أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية، بأن الحزب استهدف مقرات الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، والأمن الداخلي "الشاباك" والاستخبارات العسكرية.
وأضاف الحزب في بيان، أن عملياته ضد إسرائيل "انتهت وأنجزت لهذا اليوم"، نافياً ما وصفه بـ"ادعاءات إسرائيل" بشأن "العمل الاستباقي" الذي قامت به والاستهدافات في جنوب لبنان، والتي قالت إنها عطلت هجمات الحزب، بينما شدد الحزب في بيانه "ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان، وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام للحزب حسن نصر الله، في وقت لاحق".
وشن الجيش الإسرائيلي، فجر الأحد، في حوالي الرابعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (1:30 بتوقيت جرينتش)، ضربات جوية مكثفة على جنوب لبنان وصفها بـ"استباقية"، شاركت فيها حوالي 100 طائرة حربية، مستهدفة أكثر من 200 موقع في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن ضرباته، أحبطت هجوماً صاروخياً واسع النطاق على إسرائيل، كان مبرمجاً في الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي.
"حزب الله" اللبناني، وفق بيانه الأول، قال إنه أطلق أكثر من 320 صاروخاً، في أولى مراحل هجومه الواسع الذي يستهدف "عمق إسرائيل".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، حالة الطوارئ العامة في كافة أنحاء إسرائيل، وطالب سكان المناطق الشمالية بالبقاء في الملاجئ، بينما أغلقت السلطات المحلية مطار بن جوريون أمام الرحلات الجوية، ووجهت الطائرات المدنية إلى مطارات فرعية، فيما يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العمليات العسكرية في جنوب لبنان من مقر وزارة الدفاع، حسبما أكد بيان مكتبه.
تنسيق أميركي وتشديد على دعم تل أبيب
في أول تعقيب على التطورات في جنوب لبنان، أكد البيت الأبيض على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، "دعم واشنطن" لإسرائيل، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن، يتابع التطورات "عن كثب" ويجري مشاورات مستمرة مع فريقه للأمن القومي، لافتاً إلى أن بايدن وجه مسؤولي إدارته للتواصل بشكل دائم مع نظرائهم الإسرائيليين، وأن واشنطن تواصل العمل "من أجل استقرار المنطقة".
وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اتصالاً بنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، أكد فيه "التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل" ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها بالمنطقة، بينما أكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب "تتحرك وحدها" في الهجمات على جنوب لبنان، لكنها أبلغت واشنطن قبل غاراتها الجوية الأخيرة، فجر الأحد.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن تل أبيب "لا تسعى إلى حرب شاملة" في المنطقة، مشيراً في رسالة إلى العشرات من نظرائه وزراء الخارجية حول العالم، تعقيباً على الهجوم الجوي الواسع الذي شنه الجيش على جنوب لبنان، إلى أن الجيش الإسرائيلي "يتصرف وفق التطورات على الأرض".
وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي، وزراء تلك الدول بـ"دعم إسرائيل"، مضيفاً: "لقد تحركنا لمنع هجوم مؤكد على إسرائيل، وسنعمل بقوة ضد كل من يهددنا"، وتابع: "لقد تحركت إسرائيل بعدما حددت بشكل مؤكد هجوماً واسع النطاق مخططاً من قبل منظمة حزب الله الإرهابية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة ضد أهداف في إسرائيل، ووجهت ضربة استباقية لوقف الهجوم".
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أن "تل أبيب تعمل بحقها في الدفاع عن النفس في مواجهة محور الشر الذي تقوده إيران بهدف معلن لتدمير إسرائيل"، بحسب وصفه.
وتتزايد المخاوف من احتمال اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط، في أعقاب المواجهات الأخيرة في جنوب لبنان، في إطار ثأر "حزب الله" لاغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، بالإضافة إلى التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية في طهران في 31 يوليو الماضي.
ووعد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، السبت، بـ"أخبار جيدة قريباً" بشأن انتقام بلاده من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
مفاوضات غزة
كانت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أشارت، السبت، إلى تقديرات إسرائيلية ترجح تخطيط "حزب الله" اللبناني، لشن هجمات على تل أبيب بمجرد إعلان "رد سلبي" من حركة "حماس" على الوسطاء بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة الجارية بالقاهرة، والتي قالت الصحيفة إنها "تتجه نحو الانهيار".
ونقلت الصحيفة، عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري قوله: "نواجه أسبوعاً مهماً مع استمرار المفاوضات الجارية في القاهرة، والقتال في غزة، والصراعات الحدودية في الشمال، لكن جاهزيتنا للهجوم والدفاع تظل عالية للغاية، وسنقدم تحديثات فورية حول أي تطورات".
وأضاف: "تواصل قواتنا العمل بشكل حاسم وقوي ضد (حزب الله)، وفي الأيام الأخيرة، قمنا بتوجيه ضربات ضد حوالي 70 هدفاً، بما في ذلك العديد من مواقع تخزين الأسلحة، كما قمنا بتدمير البنية التحتية لإطلاق الصواريخ لديهم".
من جانبه، أكد مسؤول كبير في "حماس" أن ممثلي الحركة في القاهرة، لسماع النتائج، لكنهم لن يشاركوا بشكل نشط في المحادثات، فيما رجحت مصادر أن "يظل موقف الحركة الفلسطينية سلبياً في المحادثات، مما يوحي بشكل رمزي إلى انفتاحها على المفاوضات مع التأكيد على أنه يجب على إسرائيل تغيير موقفها".
وقال مسؤول آخر في الحركة، إن الوفد سيجتمع مع كبار مسؤولي المخابرات المصرية لإطلاعهم على تفاصيل محادثات وقف إطلاق النار الجارية، لكنه لن يشارك في المفاوضات بشكل مباشر.