نصر الله: إسرائيل "تكذب".. عمليتنا نُفذت بدقة وهذه أسباب تأخر ردنا

الأمين العام لحزب الله: منصات صواريخنا لم تصب بأذى.. وكل مسيراتنا عبرت الحدود

time reading iconدقائق القراءة - 10
صورة من مقطع فيديو للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في خطاب متلفز. 25 أغسطس 2024 - REUTERS
صورة من مقطع فيديو للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في خطاب متلفز. 25 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

حمل الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الأحد، إسرائيل المسؤولية عن التصعيد على جبهة لبنان، من خلال الاعتداء على الضاحية الجنوبية نهاية يوليو، في عملية أودت بحياة القائد العسكري للحزب فؤاد شكر، مشيراً إلى أن تأخر الرد على العملية كان بسبب "حجم الاستنفار" الإسرائيلي والأميركي، ومفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نصر الله في خطاب متلفز: "ما ذهب بالأمور في لبنان إلى هذا المستوى من التصعيد هو العدو، الذي اعتدى على الضاحية الجنوبية قبل أسابيع، وقصف مبنى ما أدى إلى استشهاد مدنيين وأطفال والقائد فؤاد شكر".

وكذب نصر الله الرواية الإسرائيلية عن الغارات المتبادلة عبر الحدود، الأحد، وشدد على أن "عمليتنا أنجزت بدقة كما كان مخططاً لها"، كما نفى إصابة إسرائيل لمنصات الصواريخ الحزب البالستية أو الدقيقة، وقال إن الضربات الإسرائيلية "لم تترك أثراً على عمليتنا أو صواريخنا أو مقاتلينا".

كما نفى ما ذكرته إسرائيل عن نية الحزب استهداف مواقع مدنية في تل أبيب من بينها وزارة الدفاع أو مطار بن جوريون، وقال إن هدف عملية الحزب كان قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في جليلوت، والتي تبعد 110 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، وكذلك، قاعدة أخرى لسلاح الجو في الشمال.

وشدد على أن "كل المسيرات أطلقت بنجاح ودخلت المجال الجوي الإسرائيلي، لم يجر تدمير أي من صواريخنا الدقيقة أو الاستراتيجية في ضربات إسرائيل".

وقال إن إسرائيل بدأت هجماتها الأحد، قبل نصف ساعة من عملية الحزب، واعتبر أن ما قامت به "عدواناً وليس عملاً استباقياً".

وذكر أن الحزب "سيقيم تأثير عملية اليوم وإذا كانت النتائج غير كافية فسنرد في وقت لاحق"، ولكنه أعلن عدم وجود نية حالية للتصعيد بعد "هجوم اليوم".

أسباب تأخر رد الحزب

وتطرق نصر الله إلى أسباب تأخير الحزب لرده على العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية نهاية يوليو الماضي، معتبراً أن "العجلة في الرد على اغتيال فؤاد شكر كان سيؤدي إلى الفشل"، مشيراً إلى أن "حجم الاستنفار الأمني الإسرائيلي والأميركي، كان في ذروته"، بعد الهجوم تحسباً لرد الحزب، "ما كان يعني أن العجلة ستؤدي إلى الفشل".

وأضاف أن التأخير هو "عقاب للعدو"، إذ انخفض سوق الأسهم لديهم، معتبراً أن "الاستنفار والاستنزاف الاقتصادي كان مفيداً أن يستمر لبعض الوقت، وسيستمر".

وتابع: "كانت هناك حاجة لبعض الوقت للدراسة والتشاور، بشأن هل يرد محور المقاومة بشكل كامل أم نرد بشكل منفرد، كما أنه عندما اقتربنا من حل هذه المشكلة، أعلنوا مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة في 15 أغسطس، فتريثنا لمنح الفرصة لتلك المفاوضات".

وأشار إلى أن "هدفنا من كل هذه التضحيات هو وقف العدوان على غزة"، مضيفاً: "بعد كل هذا الوقت تبين أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يضيف المزيد من الشروط، والأميركيين يتماهون معه، وهو ما لم يعد ممكناً معه التأخير أكثر من هذا".

وبين أنه "بعد الدراسة قررنا أن نرد بشكل منفرد لاعتبارات وحكم لا نحتاج إلى ذكرها الآن، وأن يقرر كل طرف في المحور كيف يرد، كما أن المفاوضات تبين أنها طويلة والتعقيدات متعددة وأفقها غير واضح".

أميركا "قادرة" على وقف الحرب

وزاد: "جميعنا نعرف، لو أن الأميركيين كانوا صادقين في وقف العدوان، نعرف أن أميركا قادرة على فرض وقف العدوان، ولكنهم يدللون نتنياهو في جريمته".

وذكر أن الحزب "قبل تحدي العمل في ظل الاستنفار القائم، لأنه رغم مضي أسابيع فالاستنفار لا يزال قوياً ومستمراً، وقد يستمر لأسابيع وأشهر ونحن لا يوجد لدينا كمقاومة مصلحة في تأخير الرد لاعتبارات المقاومة، واعتبارات الوضع الداخلي والأجواء المحيطة، والحرب النفسية التي يشنها كثيرون ويشارك فيها كثيرون".

وأضاف: "بعد التشاور وأخذ تلك الاعتبارات بعين النظر قررنا أن يكون الرد اليوم الأحد"، موضحاً أن الجماعة "قررت ألا يكون الرد على استشهاد قائد عسكري لديها باستهداف مناطق مدنية في إسرائيل".

وأردف: "جزء من ردنا على إسرائيل كان جعلها تعيش الانتظار والقلق"، وردنا "جاء منفرداً بعد التشاور مع الحلفاء، وبعد رد حزب الله على إسرائيل سترد أيضاً إيران ثم الحوثيون".

قاعدة مخابرات عسكرية

ومضى قائلاً: "أردنا استهداف مواقع عسكرية استراتيجية في إسرائيل. حضّرنا ليكون ردنا على إسرائيل ما بعد ما بعد حيفا"، وركزنا في الرد على إسرائيل أن "نستهدف مقري الموساد والاستخبارات العسكرية".

وأردف: "قررنا استهدف قاعدة مخابرات عسكرية تعمل بها وحدة مراقبة إسرائيلية"، واستهدفنا "قاعدة مخابرات عسكرية على مسافة 110 كيلومترات في عمق إسرائيل وعلى بعد 1.5 كيلومتر من تل أبيب".

وأوضح أنه في إطار العملية التي أطلق عليها اسم عملية "الأربعين"، أطلق حزب الله "صواريخ كاتيوشا لتشتيت القبة الحديدية وغيرها من الدفاعات لإتاحة المجال للمسيرات لدخول المجال الجوي الإسرائيلي".

وتابع: "للمرة الأولى أطلقنا مسيرات على إسرائيل من منطقة البقاع. كل المسيرات أطلقت بنجاح ودخلت المجال الجوي الإسرائيلي. وأطلقنا مسيرات من جنوب نهر الليطاني وشماله".

إغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية

وقال الأمين العام لـ"حزب الله" إن رد الحزب العسكري على إسرائيل، الأحد، كان يهدف إلى إغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية للسماح بصواريخ ومسيراته بالوصول إلى أهدافها.

وذكر أن الحزب قرر أن يكون الاستهداف بصواريخ كاتيوشا التي يستخدمها  منذ 11 شهراً، مشيراً إلى أنه كان مقرراً إرسال 300 صاروخ كاتيوشا وتوزيعها على هذه المواقع، لاستهداف القواعد التي حددها، وكذلك، إشغال الدفاعات الجوية الإسرائيلية، واستخدام سلاح المسيرات بأحجام مختلفة".

وقال إن الجزء الأكبر من المسيرات والصواريخ استهدف قاعدة المخابرات الإسرائيلية (أمان)، ووحدة 8200 في جليلوت المجاورة لتل أبيب، وقاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيما، مشيراً إلى أن "ساعة الاستهداف حٌددت عند 5:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، للبنان".

وذكر أن إسرائيل بدأت غاراتها قبل نصف ساعة من ساعة الصفر، وقال إن جميع منصات الصواريخ عملت بلا استثناء، و"لم تصب منصة صواريخ واحدة قبل بدء العمل، وأطلقنا 340 صاروخاً، وكل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات. لم يتعرض أي مربض للمسيرات لأي إصابات لا قبل أو بعده العمل".

ادعاءات "كاذبة"

وأضاف نصر الله في كلمته أن "الحديث عن خطة لدى المقاومة لاستهداف تل أبيب أو وزارة الدفاع أو مطار بن جوريون، هي ادعاءات كاذبة، لأن هدفنا كان قاعدة الاستخبارات العسكرية، ولم ننو استهداف مواقع مدنية".

وشدد على أن الحديث عن أهداف مدنية، أو أن إسرائيل أحبطت هذه الهجمات "ادعاءات كاذبة"، واعتبر أنه إذا وقعت إصابات مدنية فإنها "بسبب الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية".

وأضاف: "لا صحة للرواية الإسرائيلية عن نيتنا إطلاق 8 أو 6 آلاف صاروخ، ولا صحة لاستخدامنا صواريخ دقيقة التوجيه، ولكن قد نستخدمها مستقبلاً".

وقال إن كل ما ذكرته إسرائيل عن استهداف صواريخ دقيقة، أو باليستية للحزب "كاذبة"، إذ أن أي منها "لم يصب بأذى".

وتابع: "سنقيم تأثير عملية اليوم وإذا كانت النتائج غير كافية فسنرد في وقت لاحق". وقال إن ما قصفته إسرائيل "وديان خالية أو تم إخلائها من الصواريخ بالبالستية أو الدقيقة أو الاستراتيجية".

عدوان وليس ضربة استباقية

وقال نصر الله إن ما قامت به إسرائيل الأحد، "هو عدوان وليس عملاً استباقياً، وفي كل الأحوال، لم يترك أثراً على عمليتنا العسكرية، ولا على صواريخنا أو مقاتلينا".

وأضاف: "طوال عملية اليوم، وإلى حين عبور المسيرات ورغم كل القصف، لم تقع إصابة واحدة، ولكن بعد انتهاء عمليتنا شنت إسرائيل غارات أسفرت عن استشهاد شخص من حركة أمل وشهيدين من حزب الله".

وتابع: "نحن أمام سردية إسرائيلية كاذبة وفشل استخباراتي لأن العدو لم يكتشف منصاتنا ولا مسيراتنا ولا مرابض مسيراتنا وكل العملية أنجزت وتمت بنجاح".

واعتبر أن "عمليتنا العسكرية أنجزت كما خططت بدقة، رغم كل الظروف الصعبة، والمسيرات التي كانت تملأ سماء الجنوب منذ العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية بانتظار ردنا".

وقال إن "هذه أول عملية كبرى تخوضها المقاومة وسط غياب قائد كبير كالسيد فؤاد شكر، ولم يكن هناك نقص أو خلل".

وتابع: "لا يمكن القول إن هجوم اليوم أنهى عملية الرد.. الأمر مرهون بالنتائج. وسنحتفظ الآن بحق الرد ليهدأ البلد ويعود الناس إلى مناطقهم".

واختتم بالقول: "عملية اليوم انتهت ويبقى بيننا وبين إسرائيل المستقبل وفق التطورات"، معلناً عدم وجود نية حالية للتصعيد بعد "هجوم اليوم".

تصنيفات

قصص قد تهمك