قال هربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأحد، إن المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بحاجة لـ"فريق كفء لأنه عرضة للتلاعب"، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لعب على غرور ترمب، وقلقه النفسي من خلال الثناء".
وذكر ماكماستر لشبكة CBS، أن ترمب "يمكنه اتخاذ قرارات سليمة حقاً، وتعطيل الأشياء التي يجب تعطيلها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي، لكنه في كثير من الأحيان يكافح للحفاظ على تلك القرارات وتنفيذها حتى النهاية"، حسبما نقلت مجلة "بوليتيكو".
وأضاف: "يعرف الناس نوعاً ما كيفية الضغط على أزرار ترمب، خاصة المرتبطة بالحفاظ على الدعم الكامل لقاعدته السياسية".
وجاء ظهور ماكمستر، بهدف الترويج لكتابه الجديد الذي يحمل عنوان "في حرب مع أنفسنا: جولة خدمتي في البيت الأبيض تحت قيادة ترمب". وماكمستر هو لفتنانت جنرال متقاعد من الجيش الأميركي، وعمل مستشاراً للأمن القومي في عهد ترمب خلال الفترة ما بين فبراير 2017 إلى أبريل 2018.
تملق ترمب
ووصف ماكمستر في كتابه، الاجتماعات بالبيت الأبيض، بأنها "تمارين في التنافس على التملق"، بحسب ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأعرب ماكمستر عن أسفه لكيفية قيام الرئيس الروسي بـ"ضغط أزرار ترمب"، قائلاً: "بوتين، وهو عميل سابق في جهاز الاستخبارات الروسية، بلا رحمة، ولعب على غرور ترمب وقلقه النفسي من خلال الثناء".
ويشدد ترمب باستمرار، على قدرته في التعامل مع بوتين و"سائر الديكتاتوريين" مقارنة بمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، مشيراً إلى أنه يظهر قوة وسلطة كبيرة، بينما هي لا تفعل ذلك.
وقال ماكمستر، إنه لم يكن متأكداً ما إذا كان يجب عليه توثيق علاقة ترمب ببوتين، مضيفاً: "كنت أواجه صعوبة في مسألة ما إذا كان ينبغي عليّ الكتابة عن كيفية محاولة الرئيس الروسي التلاعب بالرئيس ترمب أم لا. وفكرت، حسناً، بوتين يعرف كيف كان يحاول فعل ذلك. لذا ربما بكتابة كيفية محاولته الضغط على أزرار دونالد ترمب، قد يجعل ذلك الرئيس ترمب المستقبلي، إذا تم انتخابه، أقل عرضة لتلك الأساليب".
المواجهة مع إيران
وأشار ماكمستر، إلى أن "كل إدارة رئاسية تضم أشخاصاً يحاولون التلاعب بالرئيس"، لافتاً إلى أنه "إذا تم تقديم نصائح ذكية لترمب، فإن الرئيس غالباً ما كان يتخذ قرارات جيدة".
وكان من بين هذه القرارات، في رأي ماكمستر، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، وقال، إن "طهران أصبحت الآن تهديداً حقيقياً، خاصة بالنظر إلى أن الرئيس جو بايدن قد تراجع عن بعض سياسات ترمب".
ولفت إلى أن إيران "على استعداد للتضحية بكل حياة عربية وفلسطينية ولبنانية، من أجل تحقيق هدفها بتدمير إسرائيل"، مشدداً على ضرورة أن "يؤخذ التهديد الإيراني على محمل الجد".
وأردف: "أعتقد أن السرد الذي تسمعه دائماً بشأن خفض وإدارة التصعيد، والتردد في مواجهة إيران مباشرة، وفرض تكاليف عليها، في الحقيقة يمنح إيران الترخيص لتصعيد الأمور بشروطها، دون عواقب".
وسبق أن توقع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، أن ينسحب الرئيس الأميركي السابق من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في حال فاز بالانتخابات المقررة في نوفمبر، مشيراً إلى أن المرشح الجمهوري لا يعرف أي مسار سيتخذه في مواجهة إيران.
وعن مستقبل العلاقات الأميركية مع إيران خلال فترة المرشح الجمهوري المحتملة، قال بولتون لـ"الشرق"، إن "ترمب نفسه لا يعرف وربما لن يعرف حتى نهاية فترته، فقد أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في عام 2018، وذلك قبل أسابيع من انسحابه من الاتفاق النووي أنه كان مستعداً تماماً للتفاوض بشأن اتفاق أكبر من طهران ليس فقط بشأن الأسلحة النووية بل يشمل الصواريخ البالستية، والدعم الإيراني للإرهاب"، على حد وصفه.
وتابع: "أعتقد أنه قد يقرر الإيرانيون التفاوض مع ترمب الذي كان ينوي الجلوس مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد أسوأ من النظام الإيراني الحالي، فالمعارضة والكثير من الإيرانيين يريدون انتخابات نزيهة، وحكومة مسؤولة تجاه الشعب".
وأوضح أن "ترمب يعتقد أن العلاقات الدولية تعتمد بشكل كلي على العلاقات الشخصية بين القادة"، مشيراً إلى أن الرئيس السابق "يعتقد كذلك أنه إذا كان لديه علاقة شخصية مع طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهذا يعني أن العلاقات الروسية-الأميركية جيدة".
وشدد على أن "العلاقات الشخصية مهمة، لكن هذه ليست الطريقة التي ينظر بها قادة إيران، وروسيا، وكوريا الشمالية للعلاقات الدولية".