يستعد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، لزيارة الصين من أجل بحث قضايا تتضمن تايوان والمحادثات العسكرية بين واشنطن وبكين والذكاء الاصطناعي، وسط توقعات بأن يكون الهدف من الزيارة، إبقاء التوترات بين الجانبين تحت السيطرة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، السبت، إن زيارة سوليفان التي ستكون في الفترة ما بين 27 إلى 29 أغسطس الجاري، تأتي تلبية لدعوة من وزير الخارجية الصيني وانج يي، موضحةً أن الجانبين سيعقدان جولة جديدة من الاتصالات الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة.
وستكون هذه أول زيارة يقوم بها مستشار أمن قومي أميركي إلى الصين منذ 8 أعوام، وهي أيضاً أول زيارة يقوم بها سوليفان، فيما كانت أخر زيارة لسوزان رايس، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما قبل الانتخابات الأميركية في عام 2016.
ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، الأحد، عن مسؤول بارز بإدارة شؤون أميركا الشمالية وأوقيانوسيا في الخارجية الصينية، قوله، إن "إجراء الاتصال الاستراتيجي بين الجانبين هو توافق مهم توصل إليه الرئيسان الصيني والأميركي في اجتماعهما ببالي في نوفمبر 2022".
تفاهمات بشأن قضايا حساسة
ووفقاً للوكالة، سيتبادل وانج يي وجهات النظر مع سوليفان، بشأن العلاقات الصينية-الأميركية، والقضايا الحساسة، والنقاط الساخنة الرئيسية على المستويين الدولي والإقليمي.
وسيستعرض الجانبان بشكل مشترك التقدم الذي أحرزته الدولتان في تنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها الرئيسان في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وسيفسح الجانبان المجال كاملاً لأكثر من 20 آلية للحوار والاتصال تم إنشاؤها أو استئنافها، وسيواصلان مناقشة مسألة المفهوم الاستراتيجي، والحدود بين الأمن القومي، والأنشطة الاقتصادية، بحسب "شينخوا".
من جهته، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركي في تصريحات للصحافيين، إن سوليفان ووانج "سيناقشان قضايا تتضمن تايوان والمحادثات العسكرية بين واشنطن وبكين والذكاء الاصطناعي".
كما سيبحث الجانبان دعم الصين لصناعة الدفاع الروسية، وجهود مكافحة المخدرات، فضلاً عن تطورات الأوضاع في بحر الصين الجنوبي، وكوريا الشمالية، والشرق الأوسط، وميانمار، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن المسؤول الأميركي.
ويجري سوليفان محادثات منتظمة مع وانج يي، بهدف إدارة المنافسة بين البلدين، فيما كان آخر لقاء بينهما في يناير الماضي بالعاصمة التايلندية بانكوك.
وذكرت الوكالة الصينية، أن الجانب الصيني سيركز على توضيح موقفه، وتقديم مطالب جادة بشأن القضايا المتعلقة بمسألة تايوان، وحق الصين في التنمية وأمنها الاستراتيجي، كما سيحث الولايات المتحدة على الوفاء بمسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والقيام بدور بناء في التسوية السياسية للقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية والبارزة، وليس العكس.
وشدد المسؤول الصيني البارز، على أن "سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة ثابتة، وتستند إلى المبادئ الثلاثة التي طرحتها الصين وهي: الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون المربح للجانبين".
مخاوف أميركية على طاولة النقاش
ووفقاً لوكالة "رويترز"، سيسعى سوليفان لإثارة مخاوف الولايات المتحدة بشأن استمرار دعم الصين لقوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما سيؤكد على مواقفه بشأن بحر الصين الجنوبي، وتايوان.
ولطالما حذرت واشنطن بكين من دعمها لقاعدة صناعة الدفاع الروسية، وفرضت مئات العقوبات التي تستهدف تقييد قدرة موسكو على استغلال بعض التقنيات لأغراض عسكرية، فيما تقول الصين إنها لا تزود روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا، وتدافع عما تسميه تجارة طبيعية بين الصين وروسيا.
وفي السياق، أكد المسؤول الصيني البارز، على أن "موقف بكين واضح، وستواصل البلاد تعزيز محادثات السلام والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية وتنفيذ دبلوماسية الوساطة".
وفيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي، شدد المسؤول البارز، على أن "السيادة الإقليمية للصين وحقوقها ومصالحها البحرية في المنطقة لها أساس تاريخي وقانوني كاف، وأن الدول في المنطقة لديها الثقة الكاملة والحكمة والقدرة على التعامل مع القضية بشكل صحيح".
وأضاف: "لا ينبغي لأي دولة خارج المنطقة أن تقوم بأفعال من شأنها إثارة المواجهة أو زيادة حدة التوترات".
ورداً على اتهامات الولايات المتحدة للصين بأنها تشكل تهديداً للنظام الدولي، قال المسؤول البارز، إن "تنمية الصين تشكل جزءاً مهماً من التقدم البشري واتجاهاً حتمياً في تطور التاريخ".
ولفت إلى أن "الصين لا تتبع المسار القديم المتمثل في الاستعمار الغربي والنهب، ولا المسار الخاطئ المتمثل في السعي إلى الهيمنة بقوة متزايدة، ولا تسعى إلى تصدير أيديولوجيتها، وإنما تلتزم بالتنمية السلمية والتعاون المربح للجانبين، وهي مدافعة قوية عن النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والنظام الدولي، مما يساهم في قوة السلام وعوامل الاستقرار في عالم اليوم".