فرنسا.. اليمين المتطرف يعتزم إجراء إصلاحات جذرية بعد هزيمته في الانتخابات

حزب لوبان يلزم أعضاءه بدراسة علم الاجتماع والتاريخ وتفادي الخلافات

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا، فرنسا، 3 مارس 2024 - AFP
زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا، فرنسا، 3 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

تعهد حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، بفحص سجلات مرشحيه بشكل أفضل كجزء من إصلاح داخلي، وصفه بـ"الجذري"، بعد أن عانى هزيمة مفاجئة في الانتخابات المبكرة بفرنسا.

ويعمل الحزب الذي كانت استطلاعات الرأي ترشحه للفوز بالانتخابات التشريعية الفرنسية، على تحديد أسباب أدائه السيئ، وكيف يمكن أن يكون جاهزاً في المرة القادمة.

وأبلغ مسؤولون في الحزب "بلومبرغ" أن النتائج الأولية للتدقيق الداخلي وجدت أن الحزب لم يقم بتقييم مرشحيه البرلمانيين بشكل كافٍ، وأن أولئك الذين ترشحوا لم يتلقوا تدريباً مناسباً. ومن المقرر تقديم النتائج إلى أعضاء مجلس الإدارة في منتصف سبتمبر.

وقال مؤلف التقرير، ألكسندر نيكوليك، الذي فاز بمقعد في انتخابات البرلمان الأوروبي خلال يونيو الماضي، إن التوصيات ستشمل تدقيقاً أكثر صرامة لأي شخص يسعى إلى الترشح لمنصب مشرع أو عمدة أو مستشار مدينة، بالإضافة إلى الاستعداد الأفضل.

وأضاف نيكوليك في مقابلة مع "بلومبرغ": "وظيفتي هي تقديم مقترحات تسمح لنا بأداء أفضل بكثير في المرة القادمة"، في إشارة إلى الحوادث التي غذت تصوراً بأن أقصى اليمين لا يزال متطرفاً للغاية، وغير لائق للحكم.

على سبيل المثال، ظهر أحد المرشحين هذا الصيف مرتدياً قبعة نازية في صورة قديمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتبين أن آخراً كان متورطاً في عملية احتجاز رهائن مرتبطة بالسرقة في التسعينيات. 

واكتسب الحزب شعبية في فرنسا، حيث سعت لوبان إلى دمجه في التيار السياسي السائد وإبعاده عن العنصرية الصريحة والآراء المثيرة للجدل لمؤسسه ووالدها جان ماري.

ولكن الفشل في الاستفادة من موجة الدعم هذه المرة، مع تكاتف الأحزاب الأخرى لمنع أقصى اليمين من الوصول إلى السلطة، سلط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجهها في سعيها إلى أن تصبح رئيسة عندما تنتهي ولاية إيمانويل ماكرون في عام 2027.

كما سيتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع قبل عام من ذلك، حيث من المقرر أن تعقد فرنسا انتخابات بلدية في عام 2026.

العودة إلى الفصل

ووجد أعضاء الحزب اليميني المتطرف أن مصدر القلق مرتبط بالوضع الداخلي للحزب وتعامله مع بعض القضايا، كما أن أداء العديد من المرشحين في المناظرات التلفزيونية كان ضعيفاً، إذ كان البعض غير قادر على ذكر أولويتهم إذا تم انتخابهم. ويفتقر آخرون إلى المعرفة الأساسية بالاقتصاد.

وأوضح القيادي بالحزب ألكسندر نيكوليك ​​أن المرشحين المقبلين سيُطلب منهم لزوماً حضور الفصول الدراسية للتعرف على مواضيع مثل كيفية عمل ضريبة القيمة المضافة، مع التدريبات قبل المناظرات التلفزيونية لتحسين الاستعداد.

كما سيُطلب من أولئك الذين تم السماح لهم بالترشح الالتزام الصارم بالإرشادات السياسية الرسمية لمنع الخلافات غير المرغوب فيها. وأثار أحد المشرعين الذين يسعون إلى إعادة انتخابهم ردود فعل عنيفة عندما اقترح على شاشة التلفزيون استبعاد المواطنين مزدوجي الجنسية، من بعض الوظائف الحكومية.

وبدأ "التجمع الوطني" حملته الصيفية كمرشح فوق العادة، لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن حل  ماكرون الجمعية الوطنية (البرلمان). وأظهرت استطلاعات الرأي أنه سيفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب، مع توقع البعض أنه قد يحصل على الأغلبية المطلقة.

ومع ذلك انتهى الأمر بخسارة الانتخابات على حساب "الجبهة الشعبية اليسارية الجديدة"، رغم جهود زعيمته مارين لوبان لإنقاذ الوضع، والتي تضمنت تخفيف موقفها بشأن القضايا الاجتماعية مثل حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً والإجهاض، والتحول إلى مدافع عن الطبقة العاملة.

"الحزب مثل الجيش"

وقال نائب رئيس الحزب، لويس أليوت، إن الاستعدادات قبل الانتخابات المقبلة يجب أن تركز على الناشطين المحليين والقاعديين، مضيفاً أن التدريب الإضافي لمسؤولي الحزب يجب أن يشمل التعرف على التاريخ وعلم الاجتماع.

وتابع في مقابلة: "لقد كان الجزء العلوي من هرمنا يعمل بشكل جيد بشكل ملحوظ، ولكننا نواجه مشكلات في القاع. الحزب مثل الجيش، يتطلب الانضباط التام".

ونوت فاليري إيجونيت، المؤرخة المتخصصة في اليمين المتطرف، والتي تتعقب العنصرية ومعاداة السامية على الإنترنت عبر Conspiracy Watch، إلى أن الحزب قام بمحاولات سابقة لتأديب كل من ساسته ونشطائه من خلال التجمعات والكتب المدرسية، لكن هذه الجهود فقدت زخمها في السنوات الأخيرة.

وقالت في مقابلة مع "بلومبرغ": "لوبان ومسؤولو التجمع الوطني الآخرون يعرفون أن الدلالات والرموز هي الأساس الأساسي لكل شيء في السياسة".

وأشار نائب رئيس الحزب لويس أليوت، أيضاً إلى جهود لطمأنة قادة الأعمال وقادة الرأي الذين ما زالوا مترددين في دعم الحزب، مضيفاً أنه لا يزال "بعيداً بعض الشيء عن دوائر معينة".

ويعترف العديد من أعضاء الحزب بأن الرسالة العامة للحملة كانت مشكلة، لكن البعض يلوم أيضاً قيادة الحزب على إرسال المرشحين بالمظلات إلى العديد من الدوائر الانتخابية بدلاً من الرهان على النشطاء ذوي الجذور المحلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك