أعلنت أوكرانيا لأول مرة استخدام مقاتلات F-16 الأميركية لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ، وسط استمرار الهجمات الروسية واسعة النطاق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن بعض الطائرات المسيرة والصواريخ في الهجمات الأخيرة تم اعتراضها باستخدام مقاتلات F-16، التي وصلت في وقت مبكر من هذا الصيف، بعد أن أعطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لحلفاء كييف الأوروبيين لتسليمها.
وشدد زيلينسكي، الثلاثاء، بعد اعترافه بأن الطائرات المقاتلة تم نشرها لمواجهة "الهجوم الكبير" لروسيا، على أن "هذا ليس كافياً"، وفق ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتسلط الهجمات الروسية الضوء على مشكلة مستمرة تواجهها أوكرانيا، وهي كيفية حماية أراضيها بعدد محدود من أنظمة الدفاع الجوي، ومخزون متناقص من صواريخ الاعتراض.
وأسقطت أوكرانيا 5 لصواريخ و60 من أصل 81 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا ليل الاحد إلى الاثنين، بحسب ما ذكره قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها استهدفت منشآت بنية تحتية في المطارات باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ "كينجال" الفرط صوتية والطائرات المسيرة.
وتبع هذا الهجوم القوي هجوم أكبر، الاثنين، لم يكن واضحاً بعد مدى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكر، أن الهجمات أدت إلى أضرار كبيرة في منشآت الطاقة، مما زاد من المخاوف بشأن استعداد البلاد لقدوم الشتاء.
أهداف عبر الحدود
ومع تصعيد روسيا هجماتها في أوكرانيا، دعت الأخيرة حلفاءها للسماح لها باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى، مثل صواريخ ATACMS الأميركية، لضرب الأهداف عبر الحدود.
لكن مسؤولاً أميركياً أوضح، أن "البيت الأبيض لا يخطط لتغيير سياسته التي تمنع استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف داخل روسيا".
وفي ظل هذه القيود، كثفت كييف جهودها لتطوير ونشر أسلحتها الخاصة. وقال زيلينسكي، الثلاثاء، إن أوكرانيا اختبرت بنجاح صاروخاً باليستياً محلي الصنع، مما قد يمكّن بلاده من تنفيذ ضربات أقوى وأعمق داخل الأراضي الروسية.
والأسبوع الماضي، قالت أوكرانيا إنها استخدمت صاروخاً مسيراً محلي الصنع يُسمى "باليانتسيا" لاستهداف القوات الروسية لأول مرة.
وتعتمد أوكرانيا على حلفائها الغربيين في تزويدها بصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية. وأعلن البيت الأبيض في يونيو الماضي، أنه سيسرع من تسليم صواريخ الدفاع الجوي إلى أوكرانيا من خلال إعادة توجيه الشحنات المخطط لها إلى دول حليفة أخرى.
روسيا تغيّر استراتيجيتها
وذكر مسؤول أوكراني في وقت سابق من هذا العام، أن روسيا قادرة على إنتاج 170 صاروخاً كل شهر، بينما تتلقى إمدادات من الطائرات المسيرة والصواريخ من حلفائها.
وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا العام، إن أوكرانيا تحتاج إلى 25 نظام "باتريوت" للدفاع عن كامل أراضيها، في حين لا يمكن تحديد العدد الدقيق لأنظمة "باتريوت" العاملة حالياً في أوكرانيا، ولكن حلفاء كييف تبرعوا بنحو 5 منها.
وتمتلك أوكرانيا مجموعة من أنظمة الدفاع الصاروخي الأخرى، بما في ذلك نظام Nasams ونظام Iris/T، على الرغم من أن هذه الأنظمة ليست فعالة بنفس القدر ضد الصواريخ الباليستية أو فائقة السرعة والصواريخ المضادة للطائرات، التي أعيد استخدامها من الدفاع إلى الهجوم.
ووجدت تقييمات استخباراتية أميركية جديدة أنه منذ أن بدأت أوكرانيا في تلقي صواريخ ATACMS، قامت روسيا بتعديل استراتيجيتها بنقل 90% من طائراتها إلى قواعد عسكرية تقع خارج نطاق صواريخ ATACMS، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي.
وهذا يعني أن إطلاق صواريخ ATACMS داخل الأراضي الروسية سيكون له "تأثير محدود حالياً"، ووفقاً للمسؤول الذي توقع أن تحقق أوكرانيا نجاحاً أكبر باستخدام الطائرات المسيرة المحلية لضرب الأهداف بروسيا في الأشهر الأخيرة.
وأضاف أنه بينما تمتلك الولايات المتحدة الآن خط إنتاج نشط لصواريخ ATACMS، إلا أن المخزون لا يزال محدوداً، ولدى وزارة الدفاع "البنتاجون" عدد محدود منها فقط يمكن تقديمه إلى أوكرانيا.
وأشار القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، الأسبوع الماضي، إلى أن روسيا أطلقت 9590 صاروخاً، و13 ألفاً و997 طائرة مسيرة منذ بداية الحرب.
وذكر سيرسكي، أن 25% فقط من الصواريخ، و42% من الطائرات المسيرة تم إسقاطها، موضحاً أن أقل من نصف المواقع التي استهدفتها روسيا كانت منشآت عسكرية، بينما كانت البقية منشآت مدنية.