الأكبر منذ 24 عاماً.. إسرائيل تشن عملية عسكرية موسعة في الضفة الغربية

انتشار مكثف للمشاة والقناصة تحت غطاء جوي.. وحصار مستشفيات طولكرم

time reading iconدقائق القراءة - 5
مركبات عسكرية إسرائيلية تشارك في مداهمة في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة. 22 أغسطس 2024 - reuters
مركبات عسكرية إسرائيلية تشارك في مداهمة في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة. 22 أغسطس 2024 - reuters
رام الله/ دبي-الشرق

شنّ الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة، تُعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية في عام 2000، إذ شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، وأودت بحياة 9 على الأقل وإصابة 11 آخرين بالرصاص، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سلطات إسرائيلية قولها، إن العملية تهدف إلى "القضاء على مجموعات مسلحة"، وأن الجيش يحاصر المستشفيات لضمان "عدم وصول الجرحى إليها". 

وذكر مسؤولون لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الجيش "سيقوم بإخلاء مناطق سكانية إذا لزم الأمر، وذلك على غرار ما يجري في قطاع غزة".

بدورها، قالت مصادر فلسطينية، إن مئات الجنود يشاركون في هذه العملية بغطاء جوي، وأنهم قتلوا عدداً من الشبان، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن العملية الإسرائيلية قتلت 9 فلسطينيين وأدت إلى إصابة 11 آخرين في جنين وطوباس، في حصيلة غير نهائية.

وأوضحت المصادر، أن 5 شبان قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين وقرية صير جنوب شرق، بينما قتل 4 جراء قصف من طائرة مسيرة على مخيم الفارعة جنوب طوباس، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

حصار مستشفيات طولكرم

وقالت مصادر محلية إن الجيش الإسرائيلي أغلق المدخل الجنوبي "شارع جنين- نابلس" ونشر عدداً من القناصة، وأطلق الرصاص تجاه المركبات، كما قطع معظم الطرق الواصلة إلى مدينة جنين، وفرض حصاراً عليها، بحسب "وفا".

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن آليات الجيش الإسرائيلي انتشرت في أحياء ومفارق مدينة طولكرم بالضفة، في شارع نابلس ودوار أكتابا وحي الرشيد في ضاحية ذنابة، وجبل النصر على مدخل مخيم نور شمس شرقاً"، مشيرة إلى "انتشار للمشاة والقناصة في الأحراش والمزارع المحيطة بالمخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض".

كما حاصرت قوات إسرائيلية مستشفيات مدينة طولكرم بعد اقتحامها من محورها الغربي، إذ أوضحت الوكالة أن "آليات الاحتلال تمركزت في محيط مستشفيي الإسراء التخصصي في الحي الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفرضت حصاراً عليهما، وأعاقت حركة تنقل مركبات الإسعاف، واحتجزت أحدها أمام المستشفى الحكومي، وقامت بتفتيشها".

ودفع الجيش بأربع جرافات ثقيلة مدعومة بمزيد من الآليات العسكرية إلى المدينة، وشرع بهدم وتجريف بركسات لصيانة المركبات على الشارع الغربي في محيط مسجد المرابطين.

كما جرف البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي غرب المدينة، وأغلق المكان بسواتر ترابية، وتخريب محيط دوار اليونس في الحي الشمالي في طولكرم، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة في ضاحية أكتابا.

الأكبر منذ انتفاضة 2000

والعملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي تعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، حسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية.

وشملت العملية، التي تشارك فيها فرقة عسكرية، مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس وعسكر وبلاطة، وكان عدداً كبيراً من جنود وآليات الاحتلال العسكرية اقتحمت مدينة جنين من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية أخرى بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات.

وأفادت مصادر في الهلال الأحمر، بأن طواقمها تواجه صعوبة في الوصول إلى عدد من المصابين بسبب محاصرة مخيم الفارعة بطوباس، وقيام قوات الاحتلال بمنع وصول مركبات الإسعاف وعرقلة عمل طواقمها.

واقتحم الجيش الإسرائيلي المخيم، منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، بعدد كبير من جنود المشاة، تبعها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة.

كما نشر الجيش القناصة بشكل كثيف داخل المخيم، وفي محيطه وفرضت حصاراً هناك، وسط اندلاع اشتباكات مع قوات الجيش، فيما شهدت أجواء المخيم تحليقاً مكثفاً للطائرات المسيرة.

ارتفاع عنف المستوطنين

وتم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في مداهمات للجيش الإسرائيلي الذي قتل ما لا يقل عن 637 شخصاً منذ 7 أكتوبر، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

فيما أعلنت الأمم المتحدة، أن إسرائيل قتلت نحو 549 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة وحتى 12 أغسطس الجاري، بما في ذلك القدس المحتلة.

وكانت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية، ذكرت في تقرير أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد "بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب على غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب أنشأت 9 "بؤر استيطانية" منذ ذلك الوقت.

يشار إلى أن الضفة الغربية المحتلة شهدت ارتفاعاً حاداً في أعمال العنف منذ وقوع هجمات 7 أكتوبر، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى "تهميش" الفلسطينيين هناك، وفق المنظمة.

ويعيش نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، التي يسكنها أيضاً 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعترف بها إسرائيل، لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وفي يونيو، أعلنت إسرائيل أنها ستقنن وضع خمسة مواقع في الضفة الغربية، وستنشئ 3 مستوطنات جديدة، وستسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها، مما أجج الغضب الفلسطيني.

تصنيفات

قصص قد تهمك