أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الخميس، تحطم طائرة F-16 أثناء اقترابها من هدف خلال غارة جوية روسية وسقوط قائدها، فيما قال مسؤول أميركي أن الحادث وقع الاثنين الماضي، ما يمثل "ضربة كبيرة" لأوكرانيا التي ناشدت الحلفاء الغربيين لعدة أشهر من أجل الحصول عليها.
ونشرت القيادة الغربية للقوات الجوية الأوكرانية، على فيسبوك، نعياً للطيار أوليكسي ميس، قائلة إنه توفي أثناء صد هجوم يوم الاثنين، لكنها لم تقل إنه قائد طائرة F-16.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مقاتلة من طراز F-16، تابعة للجيش الأوكراني، تحطمت في حادث الاثنين الماضي، وأضاف أن التقارير الأولية تشير إلى أن الطائرة لم تسقط بنيران العدو، على الرغم من أن الحادث وقع أثناء وابل صاروخي روسي ضخم ضرب أهدافاً في أوكرانيا.
ورجّح المسؤول الأميركي أن يكون الحادث على الأرجح نتيجة خطأ للطيار. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إنه "لا يبدو أن تحطم الطائرة جاء نتيجة عمل عسكري روسي".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أفاد في وقت سابق، الثلاثاء، بأن بلاده استخدمت مقاتلات F-16 لأول مرة في القتال لإسقاط الصواريخ الروسية خلال ضربات هذا الأسبوع.
وقال زيلينسكي، مطلع أغسطس الجاري، أن الطيارين الأوكرانيين بدأوا في التحليق بطائرات F-16 داخل البلاد، مؤكداً وصول المقاتلات الأميركية الصنع التي جرى انتظارهاً طويلاً بعد أكثر من 29 شهراً من الغزو الروسي.
وجاء إعلان الرئيس الأوكراني عن وصول الطائرات خلال لقائه بطيارين عسكريين في قاعدة جوية بجوار طائرتين من هذا الطراز بينما حلقت في السماء اثنتان أخريان.
"ضربة كبيرة"
واعتبرت الصحيفة أن تقارير تحطم إحدى مقاتلات F-16 القليلة التي بحوزة أوكرانيا، قد تشكل "ضربة كبيرة" لكييف، التي ناشدت لعدة أشهر الحلفاء الغربيين للحصول على هذه المقاتلات.
وفي أغسطس 2023، منح الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لنشر مقاتلات F-16 في أوكرانيا، رغم أن الولايات المتحدة لن تقدم أياً من طائراتها، في حين تعهدت بلجيكا، والدنمارك، وهولندا، والنرويج بتزويد كييف بأكثر من 60 مقاتلة خلال الأشهر المقبلة.
وفي مايو 2023، أفادت شبكة "CNN" بأن الولايات المتحدة كانت تصر على عدم إرسال طائرات "F-16" إلى كييف خوفاً من تسرب التكنولوجيا المتعلقة بها إلى روسيا في حال إسقاطها.
وتأمل كييف أن تمنح الطائرات الغربية المتقدمة قواتها ميزة في ساحة المعركة، وخاصة لإسقاط الصواريخ الروسية، وأيضاً للمساعدة في حماية القوات على الخطوط الأمامية. ولكن هذه المقاتلات تجد نفسها عرضة لصواريخ الدفاع الجوي الروسية، وتمثل هدفاً ذا قيمة عالية لموسكو.
وتُمثل السيطرة على السماء جزءاً جوهرياً من الحملة البرية في الحرب، إذ توفر الطائرات غطاء جوياً للقوات.
وتستطيع مقاتلات F-16 حمل الصواريخ كروز من طراز Shadow Storm، التي تزود بها المملكة المتحدة أوكرانيا، ويتم إطلاقها من الجو، بمدى يزيد عن 250 كيلومتراً (155 ميلا)، ويُحتمل أن تضرب أهدافاً داخل روسيا، بحسب "أسوشيتد برس".
وقال الكرملين عقب إعلان أوكرانيا تسلم طائرات F-16 إن القوات الروسية مستعدة لإسقاطها، معتبراً أن هذه الأسلحة لن تقدم "حلاً سحرياً" للجيش الأوكراني.