هاريس تستعد لمناظرة ترمب بالتخلص من إرث بايدن والتغاضي عن الهجمات الشخصية

البقاء هادئة والتنصل من الانسحاب من أفغانستان أبرز النقاط التي يركز عليها فريق كامالا

time reading iconدقائق القراءة - 8
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في مركز يونايتد في شيكاجو، إلينوي، الولايات المتحدة، الخميس. 22 أغسطس 2024 - Bloomberg
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في مركز يونايتد في شيكاجو، إلينوي، الولايات المتحدة، الخميس. 22 أغسطس 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

بدأت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس الاستعداد لمواجهة منافسها الجمهوري دونالد ترمب، بالتدرب على استراتجيات تثير غضبه وتبقيها هادئة، دون الانجرار لساحة الهجوم الشخصي، وكذلك التحضير لأفكار عن كيفية التخلص من إرث إدارة الرئيس جو بايدن دون الإساءة له، لا سيما في ملف الانسحاب من أفغانستان، وفقاً لما أفادت مصادر لشبكة NBC News.

وخاضت هاريس مهمة التحضير للمناظرة منذ أشهر بشكل جاد، عندما كانت تحضر لمواجهة مرشح الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، واستكملت ما بدأته من التحضيرات في الأسابيع القليلة الماضية، ولكن لمناظرة مرشح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس دونالد ترمب.

وقالت المصادر "إن جلسات التحضير أقيمت بين محطات الحملة الانتخابية، ومهامها الرسمية كنائبة للرئيس، والتحضير لمقابلتها المشتركة الأولى مع نائبها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز"، والتي بثت الخميس على شبكة CNN.

وأضافت المصادر أن من بين الأهداف الرئيسية لهاريس "تفادي الانجرار لساحة الهجمات الشخصية مع ترمب من خلال البقاء هادئة، والتركيز على الحديث عن الكيفية التي ستساعد بها رئاستها الشعب الأميركي".

وتعتزم هاريس تسليط الضوء على ما وصفته حملتها بـ"أكاذيب ترمب وإخفاقاته ووعوده التي لم يف بها" خلال فترة الرئاسية، والتركيز على ما يميز الإدارة التي تنوي قيادتها عن إدارة الرئيس بايدن، مع البناء على إرثه.

ولكن حتى الخميس، لم يتم التوصل إلى اتفاق بين معسكري ترمب وهاريس، بشأن قواعد المناظرة المقررة في 10 سبتمبر، والتي تستضيفها شبكة ABC NEWS.

إثارة غضب ترمب

وقال مصدر لشبكة NBC News إنه في حين يستعد فريق هاريس للحديث عن مجموعة متنوعة من المواضيع، فإن الحملة تنظر إلى المظهر الذي ستبدو به المناظرة على أنه بالغ الأهمية، ولتحقيق هذا الهدف، ذكر المصدر "أن هاريس وفريقها يركزون على كيفية استفزاز ترمب لإزعاجه".

وبهذا المعنى، قال المصدر، سيكون الأمر أقل ارتباطاً بالجوهر، وأكثر ارتباطاً بإظهار هاريس كامرأة لا تخاف ولا تتراجع، وتقف في وجه ترمب وتحمله المسؤولية.

وأضاف المصدر أن حملتها تأمل أيضاً في تذكير الناس بما كان عليه الحال خلال فترة رئاسة دونالد ترمب.

وتشمل هذه الاستراتيجية إثارة هاريس لقضايا مثل: "فشل ترمب في دفع المكسيك لسداد تكاليف الجدار الحدودي الجنوبي، واستجابته لجائحة فيروس كورونا، وفشله في التوصل إلى خطة بديلة للرعاية الصحية بعد محاولته إلغاء قانون الرعاية الميسرة لعام 2010، وعجزه عن تمرير مشروع قانون البنية التحتية الشامل الذي وقعه بايدن ليصبح قانوناً".

ومن المتوقع أيضاً أن تهاجم هاريس ترمب بسبب الدور الحاسم الذي لعبه في دفع الجمهوريين إلى التراجع عن مشروع قانون الحدود الذي دعمه الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والذي من شأنه أن يعالج العديد من القضايا التي يستخدمها لمهاجمة الديمقراطيين.

وقال مصدر آخر إن فريق هاريس "يخطط للتأكيد على ما يعتبره تقدم ترمب في السن، وافتقاره إلى التفاصيل بشأن مقترحاته السياسة".

وأضاف المصدر: "إذا استمعت إلى المناظرة الأولى دون النظر لأداء جو بايدن، فستجد أنها كانت ثاني أسوأ مناظرة في تاريخ المناظرات الرئاسية. لقد طغى الأداء السيئ لجو بايدن على ما فعله ترمب".

وتابع المصدر: "في حين أن هاريس شخص حقيقي يغضب وينفعل، فإن الهدف هي أن تظل هادئة بغض النظر عن مدى احتمالية أن يكون الهجوم شخصياً".

التوتر حول كيفية التمييز عن بايدن

ولفتت NBC إلى أن وضع الفروق بين هاريس وبايدن هو "مصدر للتوتر"، حيث يتبنى البعض في فريق هاريس النهج الذي قد يتعين عليها من خلاله إلقاء اللوم على بايدن بكل احترام وبقوة في بعض الملفات، مثل "الانسحاب من أفغانستان".

وقال أحد المصادر "إن الانسحاب في عام 2021 يُنظر إليه على أنه ضعف واضح، تستعد هاريس لكيفية معالجته".

وأضاف: "إنهم يحاولون إيجاد طريقة لخلق مسافة بينها، وبين بعض قرارات بايدن". 

وتتمثل الطريقة في مثل قول "أنا نائب الرئيس؛ أعمل بناءً على أوامر وتوجيهات الرئيس". إذ هي بحاجة إلى معرفة كيفية الإجابة على هذه الأسئلة بشكل استراتيجي "دون التسبب في مشكلات لبايدن، لكن هناك بعض أعضاء الفريق الذين لا يهتمون حقاً بالتسبب في مشكلات لبايدن".

تجنب لحظة تولسي جابارد

وتركز هاريس وفريقها بشكل خاص على تجنب لحظة وقعت في مناظرة الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي، في يوليو 2019، عندما شنت تولسي جابارد، عضو مجلس النواب من هاواي آنذاك، هجوماً مطولاً على سجل هاريس كمدع عام.

واتهمت جابارد، حينها هاريس بسجن أكثر من 1500 شخص بسبب انتهاكات "الماريجوانا"، عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا، مضيفة أنها "ضحكت على ذلك عندما سُئلت عما إذا كانت تدخن الماريجوانا"، وهي السخرية التي أثارت تصفيق الجمهور.

ولم تكن هاريس وفريقها مستعدين للهجوم، وهم يعملون على ضمان قدرتها على التحول بسرعة في مواجهة نهج مماثل من جانب ترمب، هذه المرة.

وذكر المصدر "لقد كانت في حالة من الارتباك والتوتر، وكانت على وشك الانهيار، ولم يكن لديها فرصة للخروج من هذا الوضع"، مضيفاً "لقد تعافت، وعادت إلى طبيعتها، وخاضت مناظرة جيدة ضد مايك بنس، في العام التالي، لكن هذه لحظة راسخة في ذهن هاريس".

وأعربت جابارد عن تأييدها لترمب مؤخراً، إذ تعمل معه للتحضير لمناظرة هاريس.

مناظرات تجريبية 

وتحتفظ هاريس بفريق صغير للغاية من الأشخاص المشاركين بشكل مباشر في الاستعدادات للمناظرة، بما في ذلك صهرها توني ويست، ومساعدتها منذ فترة طويلة روهيني كوزوجلو، وبريان نيلسون، المستشار الأول للسياسة في الحملة، وجوش هسو، الذي كان مستشارها القانوني الرئيسي في البيت الأبيض.

وتضمنت معظم الاستعدادات التي أجريت حتى الآن "توفير كتب لهاريس حول مجموعة متنوعة من المواضيع، كما خضعت لجلسات أسئلة وأجوبة".

وتقول المصادر الأربعة إنهم يعتقدون أن هاريس ستخوض مناظرات تجريبية كاملة بعد سفرها إلى جورجيا وسفرها في عيد العمال.

وذكرت شبكة NBC News أن فريق هاريس اختار الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم فيليب رينس، للعب دور ترمب، وهو الدور الذي لعبه أمام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون خلال حملتها الرئاسية عام 2016.

نهج ترمب في مناظرة سبتمبر

وقالت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية لحملة ترمب، إنه لا يحتاج إلى إعداد تقليدي للمناظرة.

وقالت في بيان: "لقد أثبت الرئيس ترمب أنه أحد أفضل المناظرين في التاريخ السياسي كما يتضح من الضربة القاضية التي وجهها لجو بايدن".

وأضافت: "إنه لا يحتاج إلى إعداد تقليدي للمناظرة؛ لأنه على عكس كامالا هاريس، لديه سيطرة على القضايا، ويجلس كثيراً لإجراء المقابلات، ويتلقى أسئلة من وسائل الإعلام المعادية كل يوم تقريباً".

وأشار ترمب هذا الأسبوع إلى أنه قد ينسحب من المناظرة، بحجة أن قناة ABC News تعاملت مع الجمهوريين بشكل غير عادل.

وضغطت حملة هاريس على قضية استخدام الميكروفونات، والتي أبدى ترمب في البداية عدم اكتراثه بها، لكن حملته عارضتها.

وكتب بريان فالون، المتحدث باسم حملة هاريس، الخميس على موقع X، أن "الحملة طُلب منها الموافقة على كتم الميكروفون من فريق ترمب"، حين لا يكون دوره في الحديث.

تصنيفات

قصص قد تهمك