أفادت مصادر في الحكومة وقطاع الطيران الباكستاني، الجمعة، بأن بدء العمل في مطار تأسس بتمويل صيني في إقليم بلوشستان، تأجل لإجراء "مراجعة أمنية"، بعد هجمات شنها مسلحون انفصاليون في المنطقة، الأسبوع الماضي، وسقط فيها ضحايا.
والهجمات التي بدأت، الأحد، وأسفرت عن سقوط أكثر من 70 شخصاً، هي الأوسع نطاقاً التي يشنها المسلحون منذ سنوات في إطار تمرد يهدف لتحقيق انفصال الإقليم الغني بالموارد، والذي تقود الصين فيه مشروعات كبرى بينها ميناء، ومنجم للذهب والنحاس.
وذكر مسؤولون أنه بموجب الخطة المبدئية كان من المقرر أن يدشن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، المطار في 14 أغسطس، بصحبة مسؤولين صينيين، لكن العمل تأجل بعد احتجاج نظمته مجموعة تطالب بحقوق عرقية البلوش.
وبعد الهجمات الأحدث، قال مسؤولان من هيئة الطيران المدني الباكستانية، وآخران من حكومة بلوشستان، لوكالة "رويترز"، إن بدء الرحلات الجوية سيتأجل لحين إجراء السلطات لمراجعة للموقف الأمني في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية عند سؤالها عن التأجيل والمخاوف الأمنية: "الصين مستعدة للعمل مع الجانب الباكستاني لمواصلة أداء مهام جيدة في ما يتعلق بالعمل الأمني وضمان إحراز تقدم آمن وسلس في إنشاء الممر".
وأحجم متحدث باسم حكومة الإقليم في بلوشستان عن التعليق، ولم يرد وزير الإعلام الباكستاني على طلب بالتعليق.
عرقلة التعاون مع الصين
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الثلاثاء، إن المسلحين الانفصاليين الذين شنوا هجمات واسعة النطاق في إقليم بلوشستان، بجنوب غرب البلاد، يريدون عرقلة المشروعات التنموية للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وأضاف في خطاب أمام مجلس الوزراء بثه التلفزيون: "الإرهابيون يريدون عرقلة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومشروعات التنمية"، معتبراً أن الهدف أيضاً هو الوقيعة بين إسلام آباد وبكين.
والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي يقال إنه يتضمن التزامات تنموية بقيمة 65 مليار دولار، جزء من مبادرة "الحزام والطريق" التي يتبناها الرئيس الصيني شي جين بينج.
ولم تتمكن باكستان من تنفيذ البنية التحتية اللازمة للاستفادة من الموارد المعدنية في بلوشستان، وطلبت مساعدة الصين في تطوير الإقليم الفقير.
ونددت الصين بالهجمات، وتعهدت بمواصلة دعم باكستان بقوة في مكافحة الإرهاب.
قلق صيني
وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية دورية: "الصين مستعدة لتعزيز التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب مع الجانب الباكستاني للحفاظ بشكل مشترك على السلام والأمن الإقليميين".
وأعربت الصين من قبل عن قلقها إزاء أمن مواطنيها الذين يعملون في مشروعات داخل باكستان، خاصة في بلوشستان. وفي مارس الماضي، سقط 6 مهندسين صينيين كانوا يعملون في مشروع سد بشمال غرب البلاد.
ويستهدف المسلحون الانفصاليون باستمرار ميناء جوادر، الذي تديره الصين في المياه العميقة للإقليم.
وأعلنت "جماعة تحرير بلوشستان" مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت بشكل متزامن على أقسام شرطة وخطوط سكك حديدية وطرق سريعة في بلوشستان أكبر أقاليم باكستان، لكنه الأقل تطوراً.
ويتاخم إقليم بلوشستان، إيران وأفغانستان، وهو أكبر إقليم في باكستان من حيث المساحة، لكنه الأقل سكاناً، ولا يزال بعيداً عن مظلة التنمية والعمران، وترتفع فيه مستويات الفقر.