"محور فيلادلفيا" يوسع هوة الخلافات.. سموتريتش يهاجم جالانت ويرفض "صفقة استسلام"

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة عامة للكنيست للتصويت على مشروع قانون من شأنه أن يحد من بعض سلطة المحكمة العليا في القدس. 24 يوليو 2023 - Reuters
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة عامة للكنيست للتصويت على مشروع قانون من شأنه أن يحد من بعض سلطة المحكمة العليا في القدس. 24 يوليو 2023 - Reuters
دبي-الشرق

هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، زميله في الحكومة وزير الدفاع يوآف جالانت، بسبب دعوته مجلس الوزراء الأمني للتراجع عن قرار الحفاظ على وجود عسكري على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

ودعا سموتريتش إلى إنشاء منطقة آمنة بعمق كيلومترين داخل القطاع الفلسطيني، قائلاً: "هذه منطقة لن تعود أبداً لسكان غزة".

وزعم الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف عبر منصة "إكس" أن حركة "حماس قتلت محتجزينا من أجل إجبارنا على الاستسلام وقبول مطالبها، والسماح لها بالبقاء وإعادة بناء قدراتها لمهاجمة إسرائيل مرة أخرى".

وقال إن حكومته لن تسمح بإبرام ما وصفها بـ"صفقة استسلام" تُعرّض أمن إسرائيل للخطر، "بل ستصدر تعليماتها للجيش الإسرائيلي ومنظومة الأمن بتكثيف الضغط على حماس ومن يوفّرون لها المأوى، وزيادة شدة الحرب حتى تدمير (الحركة الفلسطينية) وإعادة المحتجزين (في غزة)".

جالانت يعارض خطة فيلادلفيا

وفي وقت سابق الأحد، دعا جالانت، مجلس الوزراء الأمني إلى الانعقاد والتراجع عن قراره الأخير، الذي يقضي بالحفاظ على وجود عسكري إسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، كجزء من أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وقال جالانت عبر منصة "إكس": "يجب أن ينعقد مجلس الوزراء الأمني على الفور، ويتراجع عن القرار الذي اتخذه الخميس الماضي".

وأضاف: "لقد فات الأوان بالنسبة للمحتجزين الذين قُتلوا بدم بارد. يجب إعادة المحتجزين الذين ما زالوا في أسْر (حماس)، إلى وطنهم".

وجاء بيان جالانت، في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي انتشال جثامين 6 محتجزين لدى حركة "حماس" منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن جثامين "كارميل جات، وإيدن يروشالمي، وهيرش جولدبرج-بولين، وألكسندر لوبانوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو نُقلت إلى إسرائيل".

محور فيلادلفيا في قلب الخلاف

وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد قرر المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر.

وتحول الاجتماع إلى شجار لفظي غير مسبوق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، بسبب موقف الأول من الإبقاء على القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وهو ما ترفضه مصر و"حماس"، ويقف عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق، وفق موقع "أكسيوس".

وأوضح الموقع أن "مباراة الصراخ" بين نتنياهو وجالانت "تكشف الشقاق السياسي المستمر والمطرد، والعداء الشخصي بين الرجلين"، كما تظهر أيضاً الخلاف العميق بين نتنياهو والغالبية العظمى من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، ومجتمع الاستخبارات بشأن ما الذي يجب أن تكون عليه استراتيجية إسرائيل في غزة، بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب.

وقدّم جالانت خلال الاجتماع حجته للمضي قدماً في الاتفاق بأسرع وقت ممكن، ونقل عنه مسؤولون قوله، إن "الاتفاق ليس بشأن إطلاق سراح المحتجزين فحسب"، ولكنه بمثابة "منعطف استراتيجي لإسرائيل"، كذلك.

وأيّد 8 أعضاء من المجلس، بمن فيهم نتنياهو، قرار بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وامتنع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير عن التصويت، إذ يطالب بما هو أكثر من ذلك، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

جدير بالذكر أن جالانت، هو الوحيد الذي عارض القرار، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه، قوله إنه "يفضّل حياة المختطفين على البقاء في هذا المحور لمدة ستة أسابيع".

ونقلت تقارير إسرائيلية أخرى عنه قوله: "في غضون ستة أسابيع لن يتحقق شيء يُذكر، والجيش يمكنه العودة إلى أي مكان بعد هذه الفترة، في ستة أسابيع لا يمكن حفر نفق في هذا المحور".

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي، مرة أخرى الأحد، لاستكمال مناقشة القضايا المطروحة ولمناقشة قضايا أخرى لم يتم التطرق إليها في الاجتماع الأخير.

فشل جديد لمفاوضات غزة

وكشفت مصادر في "حماس" لـ"الشرق"، أن جولة المفاوضات الأخيرة غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل بالعاصمة القطرية الدوحة "لم تحقق أي تقدم أو اختراق" في أي من الملفات العالقة بين الطرفين.

وأرجعت المصادر ذلك إلى إصرار الجانب الإسرائيلي على وجود 5 نقاط مراقبة على طول محور فيلادلفيا، بعمق يمتد بين 300-400 متر في قلب أحياء مدينة رفح، وهو ما رفضته حركة "حماس"، بينما أكدت مصادر مصرية مسؤولة، في وقت سابق، رفْض القاهرة لأي تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

واعتبر مسؤولون في "حماس"، أن التصويت في مجلس الوزراء الإسرائيلي، على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا، يعني "إغلاق باب المفاوضات بشكل كامل".

وأضاف أحد المسؤولين، في تصريحاته لـ"الشرق": "محور فيلادلفيا هو القضية التفاوضية المركزية بيننا وبين الاحتلال، وبقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصويت على بقاء الجيش في هذا المحور، وبهذا العمق في مدينة رفح، فإنه أراد إغلاق المفاوضات ومواصلة الحرب والاحتلال".

وعاد الوفد الإسرائيلي المفاوض، الجمعة، إلى إسرائيل، بعد يومين من المفاوضات في الدوحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك