اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي يدعو لإضراب عام.. وسموتريتش يهدد المشاركين

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل متظاهراً خلال احتجاجات أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس للمطالبة بصفقة لتبادل الأسرى. 1 سبتمبر 2024 - Reuters
قوات الأمن الإسرائيلية تعتقل متظاهراً خلال احتجاجات أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس للمطالبة بصفقة لتبادل الأسرى. 1 سبتمبر 2024 - Reuters
القدس/دبي-رويترزالشرق

دعا اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) إلى إضراب عام، الاثنين، للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي العثور على جثامين 6 محتجزين في نفق بمدينة رفح، فيما توعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المشاركين بالخصم من مرتباتهم.

وناشد رئيس الاتحاد أرنون بار دافيد، جميع العمال المدنيين الانضمام إلى الإضراب، وقال إن مطار بن جوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءاً من الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وأوضح  بار دافيد في مؤتمر صحافي، بأن الإضراب يأتي "على خلفية سقوط 6 من المحتجزين لدى حماس"، مؤكداً ضرورة إعادة البلاد إلى "حالة طبيعية ومنطقية". وأضاف: "نحن في دوامة لا يمكن السكوت عليها، ويجب التوصل إلى صفقة، حيث تعتبر الصفقة أكثر أهمية من أي شيء آخر.. نحصل على أكياس الجثث بدلاً من اتفاق".

ووجه بار دافيد انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ بسبب إخفاقها في استعادة محتجزين إسرائيليين أحياء. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأسبوع المنصرم إعادة أكثر من 10 جثث.

وقال بار دافيد: "إهمال الاقتصاد يجب أن يتوقف، يجب أن تعود إسرائيل لنهج منطقي، يتعين علينا التوصل إلى اتفاق. التوصل لاتفاق أهم من أي شيء آخر، ولكن الآن نحصل على أكياس الجثث بدلاً من اتفاق".

ووفق "رويترز"، فإن نحو 101 محتجز إسرائيلي، بينهم مزدوجو الجنسية، لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، لكن إسرائيل تعتقد بأن نحو ثلثهم لقي حتفه.

سموتريتش يهدد المشاركين في الإضراب

وفي رده على دعوة رئيس اتحاد العمال، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن على العمال "تجاهل قرار الهستدروت بإقامة إضراب عام الاثنين"، متوعداً أي شخص يشارك فيه بـ"الخصم من مرتبه".

واتهم  سموتريتش رئيس "الهستدروت" بـ "تحقيق حلم زعيم حماس يحيى السنوار"، معتبراً أنه "بدلاً من تمثيل العمال الإسرائيليين قرر تمثيل مصالح حماس".

وفي وقت لاحق، قال سموتريتش، إن النائب العام سيقدم طلباً عاجلاً للمحاكم لمنع الإضراب العام الاثنين، معتبراً أن الإضراب "يفتقر لأي أساس قانوني، ولا يهدف إلا للتأثير على نحو غير موات على القرارات السياسية الكبرى المتعلقة بأمن الدولة"، وفق وصفه.

ورجّح أن "الإضراب واسع النطاق ستكون له تداعيات اقتصادية كبيرة، ستسبب ضرراً اقتصادياً لا داعي له في زمن الحرب".

وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن عدة مطاعم وسط إسرائيل ستغلق احتجاجاً على عدم توصل الحكومة إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.

كما أعلنت دور السينما "ليف" أنها ستغلق أبوابها في الساعة 17:00 مساءً، و"ستنضم إلى النضال من أجل إعادة المختطفين".

وبدأت حدة الضغوط في التصاعد على "الهستدروت"، الذي يمثل مئات الآلاف من العمال، لإغلاق الاقتصاد، بعد الإعلان أن المحتجزين الستة لقوا حتفهم.

من جهة أخرى، أعلن منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يضم 200 رئيس أعمال، ويعمل به غالبية العمال غير المنتمين إلى النقابات، عن عقد اجتماع طارئ  بالتنسيق مع مقرات ومنظمات وهيئات أخرى.

وفي بيان له، أكد منتدى الأعمال تضامنه مع "احتجاج منتدى المختطفين"، ودعا الإسرائيليين إلى عدم البقاء غير مبالين أمام ما وصفها بـ"الخسائر اليومية في الأرواح، وترك المختطفين حتى وفاتهم"، معتبراً أن الأجهزة الأمنية "كانت قادرة على إنقاذهم".

من جانبها، أصدرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بياناً، أكدت فيه أن إسرائيل "ستشهد هزّة"، بعد العثور على المزيد من جثث الأسرى الذين يُعتقد أنهم كانوا أحياء في وقت سابق.

تظاهرات ضخمة للمطالبة بصفقة فورية

وخرج آلاف الإسرائيليين في تظاهرات ضخمة عبر العديد من المدن، على غرار تل أبيب وحيفا وغيرها، للمطالبة بصفقة فورية لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".

وفي تل أبيب أغلق المتظاهرون طرقاً وشوارع رئيسية، للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إبرام صفقة إعادة المحتجزين، محملين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية سقوط عدد من المحتجزين في غزة.

كما تجمع الآلاف أيضاً أمام مبنى الكنيست في القدس، للمطالبة باتفاق فوري لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وذلك فيما يجتمع مجلس الوزراء الأمني لبحث آخر التطورات على ضوء إعلان الجيش الإسرائيلي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، الأحد، العثور على جثث 6 محتجزين في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينهم الإسرائيلي الأميركي هيرش جولدبرج بولين، الذي نال شهرة واسعة بسبب جهود إطلاق سراحه، فيما حمّلت حركة "حماس"، إسرائيل، مسؤولية "سقوط الأسرى لدى المقاومة".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن"المحتجزين سقطوا قبل وقت قصير من العثور عليهم، ربما حوالي يوم أو يومين"، مشيراً إلى أنه "لم تقع اشتباكات مع عناصر من حماس داخل النفق".

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن جثث المحتجزين تعود إلى "هيرش جولدبرج بولين (23 عاماً)، وإيدن يروشالمي (24 عاماً)، وأوري دانينو (25 عاماً)، وأليكس لوبنوف (32 عاماً) وكارميل جات (40 عاماً)، وألموج ساروسي (25 عاماً)"، وجرى نقلهم إلى إسرائيل.

ويقع النفق الذي عُثر فيه على الجثامين الستة في رفح على بعد كيلومتر واحد من المكان الذي عثرت فيه إسرائيل على المحتجز فرحان القاضي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، أنه بعد تحديد مكان القاضي، تلقت القوات الإسرائيلية أوامر بأن تكون أكثر حذراً بسبب احتمال وجود محتجزين آخرين في المنطقة، لكن لم تتوفر معلومات دقيقة عن مكانهم.

وكانت حركة "حماس" قد نشرت في أبريل الماضي، مقطع مصور لهيرش، وهو على قيد الحياة، قال فيه إنه "أصيب بجروح خطيرة خلال هجوم 7 أكتوبر"، مهاجماً حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي طالبها بالعمل على إطلاق سراحه، وعدم تجاهل المحتجزين.

تصنيفات

قصص قد تهمك