يتغيب رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الاثنين، عن مراسم افتتاح البرلمان، ليصبح أول رئيس للبلاد يفعل ذلك منذ أكثر من 3 عقود، في مؤشر على الصراع الحزبي الذي يلقي بظلاله على فرص الحكومة في تحقيق مبادرات سياسية رئيسية.
ونقلت "بلومبرغ" عن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، أن يون قرر عدم حضور المراسم التي تبدأ ظهر الاثنين، مشيرة إلى "الخطوات الأحادية" التي اتخذتها المعارضة للمُضي قدماً في تعيين مستشار خاص وإجراءات المساءلة.
ويشير غياب يون إلى تزايد التحديات التي ستواجهها إدارته، بينما تسعى لتمرير عدد من السياسات المؤيدة للأعمال التجارية.
وأشارت الوكالة في هذا الصدد إلى حزمة من الامتيازات الضريبية المقترحة التي أعلنتها كوريا الجنوبية في يوليو الماضي، وتشمل خفض أحد أعلى ضرائب الميراث في العالم؛ في محاولة لتعزيز المخزونات، وتحفيز اقتصادها الذي يعاني من ضغوط ناجمة عن شيخوخة السكان وتباطؤ الاستهلاك.
وتتطلب هذه التغييرات موافقة البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، إذ يواجه يون مساحة محدودة للمناورة خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولايته الوحيدة التي تمتد لـ5 سنوات، وذلك بعد أن عزز تحالف المعارضة بقيادة الحزب "الديمقراطي التقدمي" أغلبيته في انتخابات البرلمان التي جرت خلال أبريل الماضي.
أول غياب منذ 37 عاماً
وقالت "يونهاب" إن عدم حضور يون، سيكون أول غياب لرئيس كوري جنوبي عن افتتاح البرلمان منذ عام 1987، إذ تُعقد المراسم بعد يوم من لقاء قادة الأحزاب المتنافسة خلال نهاية الأسبوع، في محاولة نادرة للتعاون بشأن مشاريع القوانين المعلقة.
واتفق قادة الأحزاب على إطلاق قناة استشارية خاصة بالسياسات، لكنهم فشلوا في تقليص الفجوة بشأن قضايا رئيسية مثل إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية أو تقديم المساعدات المالية، وفقاً لـ"بلومبرغ".
وتراجعت معدلات تأييد يون إلى أدنى مستوى لها في 3 أشهر، إذ بلغت 23% في استطلاع أسبوعي أجرته "جالوب كوريا" ونُشر الجمعة الماضية.
بدوره، يروج الحزب الديمقراطي لخطة بقيمة 13 تريليون وون (9.7 مليار دولار) لتمديد المساعدات المالية للأسر، كوسيلة لتعزيز الطلب الاستهلاكي المتراجع، لكن يون رفض الفكرة، قائلاً إنها ستؤدي إلى "تفاقم التضخم، وتضغط على الميزانية".
كما سعى الحزب إلى إقرار تشريع لبدء تحقيق مع زوجة يون، كيم كون هي، بعد انتشار مقطع فيديو سُجل سراً، يُظهرها وهي تتلقى حقيبة من دار أزياء "ديور" بقيمة 2250 دولار، لكن يون وكيم نفيا ارتكاب أي مخالفات، على الرغم من أن الرئيس اعتذر في مايو الماضي عن إحداث قلق، بسبب "سلوك زوجته غير الحكيم".