انتقد مسؤول كبير في تايوان تصريحات سابقة أدلى بها المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، قال فيها إن تايبيه "استولت" على صناعة الرقائق الأميركية، فيما أعلنت تايبيه عزمها تأسيس مجمع أعمال في اليابان يساعد على استقرار الشركات التايوانية.
وأضاف وزير الاقتصاد التايواني، كيو جيه هوي، في تصريحات أوردتها "بلومبرغ": "بالطبع تايوان لا تسرق صناعة الرقائق من الولايات المتحدة. الرقائق التي صنعناها كلفنا بها من قبل شركات أميركية، والتي لا تزال تتمتع بأعلى هامش ربح إجمالي. قد يكون لدى ترمب بعض سوء الفهم بشأن مثل هذه الأمور، وسنوضح ذلك".
ولفت الوزير التايواني إلى أن حكومة تايبيه تخطط إلى إنشاء حديقة أعمال في كيوشو باليابان لمساعدة الشركات التايوانية العاملة هناك.
وقال في هذا الصدد: "ستتبع الحديقة نموذج الخدمة الشاملة على غرار الحدائق العلمية التي لدينا في تايوان. نظراً لأن كل محافظة توفر ظروفاً مختلفة، فسننشئ شركة جديدة تقدم الخدمات، وتساعد الشركات التايوانية على الاستقرار بسرعة في اليابان".
وأزعجت تصريحات ترمب التي نشرتها "بلومبرغ بزنس ويك" في يوليو الماضي، المسؤولين التايوانيين، إذ وجهت انتقادات للجزيرة بسبب قطاع الرقائق، ما أثار مخاوف من أنه إذا خلف ترمب، الرئيس جو بايدن، الذي قال مراراً إن الولايات المتحدة "ستدافع عن تايوان ضد أي هجوم صيني"، فإنه سيكون أقل التزاماً، وينظر إلى تايبيه من منظور تجاري بحت.
"أثرياء للغاية"
وقال ترمب، حينها: "لقد أخذت تايوان أعمال الرقائق من أميركا.. أعني، ما مدى غبائنا؟ لقد أخذوا كل أعمال الرقائق. إنهم أثرياء للغاية". ومنذ تصريحات الرئيس السابق، حاول مسؤولو الجزيرة الترويج لجهود تايوان للحفاظ على دورها في العلاقة.
ورداً على دعوة ترمب لتايوان "بأن تدفع" الولايات المتحدة مقابل الحماية، قال رئيس الوزراء، تشو جونج تاي، إن تايبيه "زادت الإنفاق الدفاعي، ومددت فترة التجنيد الإجباري".
وذكر، تشو جونج تاي، في 17 يوليو الماضي، أنها "مسؤوليتنا المشتركة وهدفنا الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وفي حين تتناقض تعليقات ترمب الأخيرة مع الدعم واسع النطاق الذي تتمتع به تايوان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، إلا أنها تعكس أيضاً نهجه "التجاري" في الدبلوماسية، بحسب "بلومبرغ".
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان، بعد اعترافها رسمياً بالحكومة الشيوعية في بكين عام 1979، لكنها حافظت على علاقة وثيقة مع تايبيه، ما أثار غضب الصين.
وتعتبر الولايات المتحدة، الداعم الأكبر ومورد الأسلحة الأكثر أهمية لتايوان، لكن لا توجد اتفاقية دفاع رسمية بينهما على غرار ما أبرمته واشنطن مع كوريا الجنوبية واليابان. وعلى الرغم من ذلك فواشنطن مُلزمة بموجب القانون بتزويد تايوان بوسائل "الدفاع عن نفسها".
وتنتهج واشنطن سياسة "الصين الواحدة"، والتي تعتبر أن تايوان جزء من بر الصين الرئيسي، ولكنها تقيم علاقات قوية مع الجزيرة، كما تعهد بايدن بالدفاع عنها إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.
وانفصلت تايوان عن الصين في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وتعتبر بكين تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، إحدى محافظاتها، وتهدد بضمها ولو بالقوة إذا دعت الحاجة.