إجراءات أميركية واسعة ضد وسائل إعلام روسية لـ"تدخلها في انتخابات الرئاسة"

القرارات شملت توجيه تهم جنائية ومصادرة نطاقات على الإنترنت وتقييد التأشيرات وسط "تهكم روسي"

time reading iconدقائق القراءة - 8
تطبيق "روسيا اليوم" على هاتف ذكي أمام شعار للشبكة الروسية و"سبوتنيك" في رسم توضيحي - 28 فبراير 2022 - REUTERS
تطبيق "روسيا اليوم" على هاتف ذكي أمام شعار للشبكة الروسية و"سبوتنيك" في رسم توضيحي - 28 فبراير 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، توجيه تهم ومصادرة نطاقات عبر الإنترنت وفرض عقوبات على 10 أفراد بينهم رئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم" RT مارجريتا سيمونوفا سيمونيان، بسبب ما قالت إنها محاولات روسية "خبيثة" للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، و"زرع الانقسام" بين الأميركيين، وسط تنديد و"سخرية" روسية.

وجاءت الإجراءات الموسعة في تحرك منسق لوزارات العدل والخارجية والخزانة، إذ تعاملت وزارة العدل مع الإدانات الجنائية، وتولت الخزانة فرض العقوبات، فيما قيدت وزارة الخارجية إصدار التأشيرات لموظفي وسائل الإعلام الروسية، وصنفت نحو 9 منها على أنها "بعثات أجنبية"، ما يعني أنها "تابعة بشكل نشط للكرملين"، وعليها الإفصاح عن بيانات موظفيها وممتلكاتهم.

وقالت وزارة الخزانة في بيان، إن سيمونيان وموظفين آخرين تابعين للشبكة "جندوا بشكل سري مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام الأميركي، ونشر رسائل مؤيدة للكرملين".

واتهمت الخزانة، الشبكة الروسية بـ"استخدام واجهة إحدى الشركة لإخفاء تورطها أو تورط الحكومة الروسية في محتوى يهدف للتأثير على الأميركيين"، لافتةً إلى أن "الكرملين يستخدم مجموعة من الأدوات تشمل تنفيذ حملات خبيثة وسرية وأنشطة سيبرانية غير مشروعة بهدف تقويض الأمن القومي، ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها على مستوى العالم".

وأشارت إلى أن "الجهات التي ترعاها روسيا استخدمت مجموعة من الأدوات مثل التزييف العميق deep fakes والتضليل باستخدام الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتقويض الثقة في العمليات الانتخابية، ومؤسسات الدولة".

3 إجراءات من الخارجية الأميركية

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن إجراءات ضد وسائل إعلام روسية، إذ قال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، إن شبكة "روسيا اليوم"، تجاوزت كونها مجرد منظمة إعلامية، مضيفاً أنها "تعاقدت مع شركة خاصة مقرها تينيسي لدفع ملايين الدولارات لأميركيين غير مدركين لنقل رسالة الكرملين للتأثير على الانتخابات الأميركية وتقويض الديمقراطية".

وأعلن اتخاذ وزارة الخارجية 3 إجراءات "لحماية نزاهة مؤسساتنا الديمقراطية"، تشمل "سياسة جديدة لتقييد إصدار التأشيرات لبعض الأفراد الذين يعملون نيابة عن المنظمات الإعلامية المدعومة من الكرملين، والتي تستخدم هذه المنظمات كغطاء لأنشطة سرية وهم مسؤولون عن أو متواطئون في هذه الجهود الخبيثة، بما يتفق مع القانون الأميركي".

وكذلك صنفت وزارة الخارجية الأميركية شركة Rocia Segonia والشركات التابعة لها، وهي وكالة ريا نوفوستي، وشبكة RT، وتليفزيون نوفوستي، وRuptly، وسبوتنيك، كبعثات أجنبية تخضع لسيطرة حكومة الاتحاد الروسي".

وقال ميلر: "وباعتبارها كيانات محددة بموجب قانون البعثات أجنبية، فسوف تكون ملزمة بإخطار الوزارة بجميع الموظفين العاملين في الولايات المتحدة والكشف عن جميع الممتلكات العقارية التي يمتلكونها".

وتدير شبكة "روسيا اليوم" قنوات تلفزيونية ومنصات بالإنترنت في جميع أنحاء العالم، بحسب CNN التي قالت إنها "تعمل على تعزيز أجندة الكرملين".

مصادرة 32 نطاق إنترنت

من جهتها، أعلنت وزارة العدل في بيان، عن "مصادرة 32 نطاقاً على الإنترنت كانت تُستخدم في "حملات تأثير خبيثة برعاية الحكومة الروسية"، والتي يُشار إليها بشكل غير رسمي باسم "Doppelganger".

واعتبرت الوزارة ذلك "انتهاكاً لقوانين غسيل الأموال والعلامات التجارية الجنائية في الولايات المتحدة"، مضيفةً: "استخدمت الشركات الروسية Social Design Agency (SDA)، Structura National Technology (Structura)، وANO Dialog، تحت إشراف ورقابة إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبشكل خاص النائب الأول لرئيس مكتب الرئاسة سيرجي فلاديميروفيتش كيريينكو، هذه النطاقات وغيرها".

وذكرت أن الهدف من ذلك "نشر دعاية روسية تهدف لتقليل الدعم الدولي لأوكرانيا، وتعزيز السياسات والمصالح الموالية لروسيا، والتأثير على الناخبين في الانتخابات الأميركية والأجنبية".

وأعلنت وزارة العدل كذلك توجيه تهم ضد موظفين في RT سعوا لتنفيذ "مخطط" تبلغ ميزانيته 10 ملايين دولار يهدف لـ"إنشاء ونشر محتوى مضلل على وسائل التواصل الاجتماعي يستهدف الأميركيين مع رسائل روسية خفية".

وشدد وزير العدل الأميركي ميريك جارلاند، على أن "الوزارة لن تتسامح مع محاولات النظام الاستبدادي لاستغلال مساحة تبادل الأفكار الحرة في بلدنا، لتعزيز جهود الدعاية بشكل سري"، مشيراً إلى أن "التحقيقات لا تزال مستمرة".

وتابع: "قامت الدائرة الداخلية للرئيس فلاديمير بوتين، بما في ذلك كيريينكو، بتوجيه شركات العلاقات العامة الروسية للترويج للمعلومات المضللة والسرديات المدعومة من الدولة كجزء من حملة للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية"، لافتاً إلى أن هناك "وثيقة داخلية أعدها الكرملين تشير إلى أن أحد أهداف الحملة هو تحقيق النتيجة المفضلة لروسيا في الانتخابات".

"زرع الانقسام"

وذكر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI كريستوفر راي، أن "المحاولات السرية لزرع الانقسام وإيقاع الأميركيين في استهلاك الدعاية الأجنبية تعتبر هجمات على ديمقراطيتنا"، لافتاً إلى أن "الإجراءات اليوم تظهر أنه طالما استمر الأعداء الأجانب مثل روسيا في الانخراط في حملات تأثير عدائية، فإنهم سيواجهون FBI. وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لكشف اليد الخفية للأعداء الأجانب مثل روسيا، وتعطيل جهودهم للتدخل في مجتمعنا الحر والمنفتح".

ووفقاً لوثائق المحكمة، قامت شبكة "روسيا اليوم" خلال العام الماضي، على الأقل "بتوجيه ما يقرب من 10 ملايين دولار لتمويل شركة تعمل على إنشاء محتوى على الإنترنت مقرها تينيسي "شركة أميركية-1" (U.S. Company-1)".

وذكرت الوثائق، أن "الشركة نشرت فيديوهات باللغة الإنجليزية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي منها تيك توك وإنستجرام وإكس ويوتيوب. ومنذ إطلاقها علناً أوائل نوفمبر 2023، نشرت الشركة ما يقرب ألفي فيديو كما حققت أكثر من 16 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده".

ولفتت إلى أن تلك "الفيديوهات تحتوي على تعليقات على أحداث وقضايا في الولايات المتحدة، مثل الهجرة والتضخم ومواضيع أخرى تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية"، مشيرةً إلى أن "معظمها موجه لتحقيق الأهداف المعلنة لحكومة روسيا وRT، وهي تضخيم الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة".

البيت الأبيض: الكرملين يصر على التدخل

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي الأربعاء، إن روسيا "ليست وحدها من تسعى للتأثير على الانتخابات الأميركية"، مشيراً إلى محاولات إيرانية لاختراق حملة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.

وقال كيربي: "ليست روسيا وحدها من تحاول مهاجمة ديمقراطيتنا.. شهدنا أنشطة سيبرانية لإيران لاستهداف حملة الرئيس السابق ترمب".

وتابع: "الكرملين يصر على التأثير في طريقة تصويت الناخبين الأميركيين وعلينا جميعاً أن نتصدى لهذه المحاولات".

تعليقات روسية

وفي المقابل، ردت شبكة "روسيا اليوم" على هذه الاتهامات "بسخرية"، قائلةً لوكالة "رويترز"، إن هناك "3 أشياء مؤكدة في هذه الحياة: الموت والضرائب وتدخل قناة (روسيا اليوم) في الانتخابات الأميركية".

ووصف أحد المشرعين الروس الاتهامات الأميركية بأنها "هراء محض"، وأضاف أن "موسكو لا تعتقد أن فوز الجمهوري دونالد ترمب أو الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر أمر مهم".

ولفتت نائبة مجلس "الدوما" ماريا بوتينا لوكالة "رويترز"، إلى  أن "الفائز الوحيد في الانتخابات الأميركية هو المجمع الصناعي العسكري الخاص في الولايات المتحدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك