"الصديق الوحيد" لتايوان في إفريقيا يتغيب عن منتدى الصين

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة تايوان السابقة تساي إنج ون ترحب بملك إسواتيني مسواتي الثالث أمام مبنى المكتب الرئاسي في تايبيه. 21 أكتوبر 2022 - REUTERS
رئيسة تايوان السابقة تساي إنج ون ترحب بملك إسواتيني مسواتي الثالث أمام مبنى المكتب الرئاسي في تايبيه. 21 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

أقام الرئيس الصيني شي جين بينج مأدبة عشاء، ليل الأربعاء، للترحيب بقادة أكثر من 50 دولة إفريقية، توافدوا لحضور قمة منتدى التعاون "الصيني-الإفريقي" (فوكاك) لعام 2024، لكن ملك إسواتيني، مسواتي الثالث كان غائباً بشكل لافت، وفق "بلومبرغ".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن المملكة، وهي بحجم ولاية نيوجيرسي الأميركية تقريباً، ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة فقط، واحدة من الحلفاء الدبلوماسيين الاثني عشر المتبقين لتايوان، ولهذا لا تشارك في المنتدى الذي تستضيفه بكين هذا الأسبوع، ويعد محور التواصل الدبلوماسي الصيني مع إفريقيا.

وذكرت أن الدولة غير الساحلية، التي تقع بين موزمبيق وجنوب إفريقيا، تمثل "العقبة الأخيرة" في مهمة بكين المستمرة منذ أكثر من 7 عقود لجعل إفريقيا "منطقة لا ترتبط بعلاقات مع تايوان"، حيث قطعت بوركينا فاسو علاقاتها مع تايوان لصالح الصين في عام 2018، تاركة الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي مع شريك دبلوماسي واحد فقط في القارة، هو إسواتيني.

ورجحت "بلومبرغ" أن حقيقة أن "الدولة الصغيرة لا تزال صامدة، تزعج بكين بشكل واضح".

"استفزاز خطير"

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، قالت للصحافيين في بكين، الأربعاء، إن "علاقة إسواتيني بالسلطات التايوانية المزعومة ليست مفيدة لمصالحها الخاصة. نعتقد أنها ستتخذ القرار الصحيح الذي يتبع اتجاه التاريخ".

وقال أحد المسؤولين التايوانيين، الذي طلب عدم كشف هويته، إن الجزيرة واثقة من الاحتفاظ بإسواتيني كشريك دبلوماسي في المستقبل القريب، ووصف الملك بأنه حليف قوي لتايوان.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن ملك إسواتيني افتتح هذا الأسبوع، جناحاً تايوانياً في معرض تجاري بالمملكة.

في مايو الماضي، زار مسواتي تايوان، لحضور مراسم تنصيب رئيسها الجديد لاي تشينج تي، وهي مبادرة وصفها المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، بأنها "استفزاز خطير" لمبدأ الصين الواحدة وسيادة الصين.

وقال المتحدث آنذاك: "الصين تعارض هذا بشدة. لم يتلق شعب إسواتيني أي فوائد ملموسة، ولم تحرز التنمية الوطنية لإسواتيني أي تقدم".

آخر مملكة في إفريقيا

وواجهت إسواتيني، وهي آخر دولة ذات نظام حكم ملكي في إفريقيا، انتقادات من جماعات الحقوق المدنية؛ بسبب حظرها للأحزاب السياسية، وقمع النشطاء  المؤيدين للديمقراطية وقمع المعارضة على نطاق أوسع، بحسب "بلومبرغ".

وتُعرف المملكة، التي كانت تُسمى سابقاً سوازيلاند، بمتنزهات السفاري حيث يمكن للزوار مشاهدة الحيوانات البرية الكبيرة وهم على ظهور الخيل. وتشمل أكبر صادراتها السكر والمركزات المستخدمة في المشروبات الغازية.

ولم تظهر إدارة مسواتي، أي مؤشرات على أنها تنوي إدارة ظهرها لتايوان، ويبدو أنها مرتاحة لعدم تورطها في جهود التواصل الصينية مع  إفريقيا التي ركزت حتى الآن على مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تقترن غالباً بالقروض.

وتبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في إسواتيني، نحو 40%، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، بينما تشير وسائل إعلام في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أنها تبلغ نحو 60%.

وكان وزير مالية المملكة، نيل ريجكينبرج، قال في مقابلة مع "بلومبرغ" في مايو الماضي، إن دعم تايوان لإسواتيني كان في الأساس في شكل تمويل المنح، وإنها تبنت نهجاً "قائماً على التشاور مع المستفيدين" في تعاملها مع العلاقات، مضيفاً: "أعتقد أن علاقتنا مع تايوان أتت بثمارها حقًا خلال السنوات العشر الماضية".

وتابع ريجكينبرج: "من المؤكد أن هذا ليس عداءً من وجهة نظر تجارية، فقط لأنك تعترف بسيادة تايوان".

مع ذلك، حافظت الصين على علاقاتها التجارية مع إسواتيني، على الرغم من اختلافاتهما، فهي أكبر مُصدر للواردات للمملكة بعد جنوب إفريقيا المجاورة.

تصنيفات

قصص قد تهمك