أفادت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية (NPR) نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن نائب مدير حملة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية والرئيس السابق دونالد ترمب، هو واحد من الموظفين اللذين شاركا في مشاجرة مع مسؤولة بمقبرة أرلينجتون العسكرية.
وأصر الرئيس السابق هذا الأسبوع على أن واقعة الشجار لم تحدث، ما يسلط الضوء على انفصال متزايد بين رسائل المرشح وحملته.
وكانت NPR حددت هوية كلا الموظفين بعد ردود فعل متضاربة للحملة على الحادث، الذي وقع الأسبوع الماضي أثناء زيارة أثارت موجة انتقادات إلى المقبرة، حيث دُفن العديد من ضحايا حربي العراق وأفغانستان.
ونقلت عن مصدر مطلع على الحادث قوله، إن الموظفين هما نائب مدير الحملة جوستين كابورالي، وميشيل بيكارد، وهو عضو في فريق ترمب.
وأشارت إلى أن كابورالي هو مساعد سابق للسيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب ترك البيت الأبيض للعمل لدى حاكم فلوريدا رون ديسانتيس قبل العودة إلى حملة ترمب.
كما شغل كابورالي منصب مدير مشروع مسيرة Women for America First في واشنطن 6 يناير 2021، عندما حض ترمب الحشد على "وقف سرقة انتخابات الرئاسة" قبل أن يقتحم بعضهم مبنى الكابيتول الأميركي.
وبعد أن شارك ترمب في مراسم وضع إكليل الزهور في الذكرى الثالثة لتفجير انتحاري بمطار كابول أودى بحياة 13 جندياً أميركياً أثناء الانسحاب من أفغانستان، زار "القسم 60" من المقبرة بدعوة من بعض أفراد أسر وأصدقاء الجنود الضحايا.
ووقعت المشكلة بسبب تواجد مصور من الحملة في المنطقة المحظورة من المقبرة، وهي القسم 60، حيث يرقد الجنود الأميركيون الذين سقطوا في الحروب الأخيرة، العراق وأفغانستان، ويحظر القانون الفيدرالي التصوير، فيها لأهداف الدعاية السياسية أو الانتخابية.
وتنص قواعد المقبرة، التي أُوضحت لحملة ترمب مسبقاً، على أنه لا يمكن إلا لمصور رسمي في أرلينجتون التقاط الصور أو التصوير في القسم 60.
وعندما حاولت مسؤولة في المقبرة فرض القواعد، تعرضت لإساءة اللفظية من قبل اثنين من عملاء حملة ترمب، وفقاً لمصدر مطلع على الحادث. ثم دفعها بيكارد بعيداً، وفقاً لمسؤولين في وزارة الدفاع "البنتاجون".
وكانت NPR أول من نشر عن الاشتباك بين موظفي حملة ترمب ومسؤولة المقبرة، ولاحقاً أكد الجيش الواقعة في بيان رسمي.
رسائل متضاربة
من جانبه، قال المتحدث باسم الحملة ستيفن تشيونج إنهم "مستعدون لنشر لقطات" للحادث، وهاجم مسؤولة مقبرة أرلينجتون باعتباره شخصاً "يعاني بوضوح من نوبة صحة عقلية".
وقال تشيونج أيضاً إنهم مُنحوا إذناً بحضور مصور، وأشار إلى بيان من أفراد عائلة جولد ستار، الذين دعوا ترمب لحضور الحفل.
ونشرت الحملة أيضاً مقطع فيديو على TikTok تضمن لقطات فيديو من القسم 60، يظهر فيه ترمب مبتسماً، وهو يرفع إبهامه مع أفراد الأسرة عند المقبرة. لكن شواهد قبور أخرى كانت مرئية في الصورة، وأكدت عائلة واحدة على الأقل من أفراد الجنود أنها لم تأذن بتصوير قبره أو استخدامه في إعلان حملة.
وأصدر الجيش الأميركي بياناً، الخميس، قال فيه إن موظفة في المقبرة "دُفعت جانباً بشكل مفاجئ"، وأن الحملة تلقت تحذيراً مسبقاً بشأن الحظر المفروض على التصوير الفوتوغرافي والأنشطة السياسية في أرلينجتون.
وأضاف الجيش أن موظفة المقبرة حاولت تهدئة الموقف بعد دفعها، على أمل عدم إزعاج أسر المحاربين الحاضرين.
وأشار الجيش إلى تقديم تقرير بشأن الحادث إلى لشرطة، لكن المسؤولة رفضت تقديم بلاغات، وأن الجيش اعتبر الأمر منتهياً، لكنه أضاف أن "موظفة المقبرة تعرضت لهجوم غير عادل".
وفي تناقض مع رواية حملته، وصف ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social المواجهة بأنها "قصة ملفقة من قبل الرفيقة كامالا (هاريس) وفريق التضليل التابع لها"، كما هاجم منافسته الديمقراطية هاريس والرئيس جو بايدن لعدم حضورهما الحفل الخاص.
وكرر ترمب في مقابلة في برنامج إذاعي، الثلاثاء، الادعاء الخاطئ بعدم حدوث شيء في المقبرة، مشككاً في دوافع الموظف التي لم يذكر اسمها، وقلل من أهمية الاتهامات باعتبارها هجمات من أجل "الدعاية".
وخلال تجمع انتخابي في جونز تاون بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، أمضى ترمب 13 دقيقة في الدفاع عن زيارته، قائلاً إنه لم يسع إلى الدعاية، عندما وقف لالتقاط صور في منطقة محظورة من المقبرة، حيث يرقد الجنود الذين سقطوا في حربي العراق وأفغانستان.
واتهم ترمب وسائل الإعلام بإثارة الجدل، وقال إن "خصومه السياسيين"، اصطنعوا هذا الجدل.