تحذيرات أميركية من عمليات روسية تهدد الإنترنت والاتصالات

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة غير مؤرخة لخط أنابيب متضرر يربط فنلندا بإستونيا في بحر البلطيق. - REUTERS
صورة غير مؤرخة لخط أنابيب متضرر يربط فنلندا بإستونيا في بحر البلطيق. - REUTERS
دبي-الشرق

قال مسؤولان أميركيان، الجمعة، إن الولايات المتحدة رصدت نشاطاً عسكرياً لروسيا حول كابلات بحرية رئيسية، مشيرين إلى أن موسكو قد تكون حالياً أكثر ميلاً لتنفيذ عمليات تخريبية بهدف تعطيل جزء مهم من البنية التحتية للاتصالات في العالم، بحسب شبكة CNN الأميركية.

ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي قوله إن "روسيا ركزت بشكل متزايد على بناء وحدة عسكرية متخصصة لنشر أسطول هائل من السفن والغواصات والمسيرات البحرية".

وتُعرف الوحدة باسم "مديرية هيئة الأركان العامة لأبحاث أعماق البحار" واختصارها بالروسي GUGI، وفقاً للمسؤول.

ولم يتسن لـ"الشرق" بعد الحصول على تعليق رسمي من موسكو على هذا التقرير.

وأعرب المسؤول الأميركي عن "قلق" بلاده من "النشاط البحري الروسي المتزايد في جميع أنحاء العالم"، لافتاً إلى إمكانية أن "تتغير حسابات القرار الروسي لتدمير البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها تحت البحر".

وأشار إلى أن "روسيا تواصل تطوير قدراتها البحرية للتخريب تحت البحر بشكل أساسي من خلال وحدة  GUGI التي تقوم بتشغيل السفن والغواصات والمسيرات البحرية".

ولفت المسؤول إلى أن "الولايات المتحدة تتابع بانتظام السفن الروسية التي تقوم بدوريات على مقربة من البنية التحتية البحرية الحيوية، والكابلات البحرية التي غالباً ما تكون بعيدة عن الشواطئ الروسية".

وفقاً لـCNN، لم تتحدث الولايات المتحدة من قبل عن قلقها من العمليات البحرية التي تقوم بها الوحدة الروسية السرية.

وتشكل الكابلات البحرية العمود الفقري لحركة الإنترنت والاتصالات في جميع أنحاء العالم، وتنتقل معظم الاتصالات وحركة الإنترنت عبر شبكة واسعة من كابلات الألياف الضوئية عالية السرعة التي يتم تثبيتها في قاع المحيط.

ويمكن أن يؤدي شن هجوم عليها إلى تعطيل الاتصالات الخاصة والحكومية والعسكرية بشكل كبير، وكذلك الصناعات التي تعتمد على مثل هذه الاتصالات، بما فيها الأسواق المالية وشركات توريد الطاقة.

كما تنقل الكابلات البحرية أيضاً كميات هائلة من الكهرباء بين العديد من الدول الأوروبية. وتراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها عن كثب النشاط البحري الروسي على الكابلات البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

وكان قادة سفينة تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قالوا، في أبريل 2023، إنهم رصدوا ارتفاع مثل هذه التحركات بالقرب من الكابلات في بحر البلطيق خلال السنوات الأخيرة. 

وتشكل البحار المحيطة بشمال أوروبا محوراً لهذا النشاط العسكري الروسي. ففي العام 2023، توصل تحقيق مشترك أجرته هيئات البث العامة في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا إلى أن روسيا لديها أسطول من سفن التجسس المشتبه بها التي تعمل في مياه شمال أوروبا، للقيام بعمليات تخريب محتملة ضد الكابلات البحرية وطواحين الهواء.

وباستخدام تحليل البيانات والاتصالات اللاسلكية التي تم اعتراضها، ومصادر المعلومات الاستخباراتية، تعقبت الهيئات على مدى سنوات نحو 50 سفينة تعمل بالمنطقة، باستخدام المراقبة تحت الماء لرسم خرائط للمواقع التي يُحتمل تعرضها لهجمات.

وشهدت القوات التايوانية والأميركية نشاطاً مماثلاً قامت به البحرية الصينية في المياه المحيطة بتايوان.

وقالت الباحثة إليزابيث براو في مجلة "فورين بوليسي"، في فبراير 2023: "يبدو أن هذا النشاط الصيني أشبه بالمضايقة، أو تمرين استعداداً لعزل تايوان بالكامل".

ولم تعطل الحرب على أوكرانيا هذا النشاط الروسي "الخطير"، حيث قال مسؤول أميركي للشبكة، إن "القيادة الروسية تولي اهتماماً كبيراً بالوحدة GUGI، حيث تواصل تمويلها حتى في الوقت الذي تشن فيها حربها في أوكرانيا".

وذكر مسؤول أميركي آخر، أن "الولايات المتحدة ستعتبر أي تخريب من هذا النوع للبنية التحتية البحرية تصعيداً خطيراً في العدوان الروسي خارج أوكرانيا".

ولفت إلى أن "أي أنشطة من شأنها أن تلحق الضرر بالبنية التحتية الموجودة بقاع البحر، بما في ذلك الكابلات البحرية، خاصة خلال فترات التوتر، تهدد بإثارة سوء الفهم والتصورات الخاطئة، ما قد يؤدي بدوره لتصعيد غير مقصود".

وتابع: "ستكون الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية البحرية الحيوية سواء الخاصة بنا أو بحلفائنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك