تواجه مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس فترة حاسمة، وضغوطاً من أجل تقديم أفضل أداء في المناظرة الرئاسية ضد المرشح الجمهوري دونالد ترمب، خصوصاً بعدما أشارت استطلاعات الرأي إلى تراجع الزخم بشأن حملتها الانتخابية.
ستكون المواجهة في فيلادلفيا، مساء الثلاثاء إلى الأربعاء، الأولى بين هاريس وترمب، وقد تكون الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، إذا لم يتم تحديد أي مناظرات أخرى قبل التصويت.
وتعلم حملتا ترمب وهاريس أن المناظرة قد تكون نقطة تحول جديدة في سباق عام 2024، الذي تميز بالفعل بسلسلة من التقلبات المفاجئة، بدءاً من الانهيار الدرامي لمحاولة إعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن، بعد مناظرته الكارثية في يونيو ضد ترمب، قبل أن يعلن انسحابه في يوليو الماضي.
وستكون هاريس في دائرة الضوء بشكل أكبر، لأنها أقل شهرة من ترمب للناخبين الأميركيين.
استطلاعات الرأي في أميركا
وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع مؤسسة "سيينا كوليدج"، ونشر الأحد، تقدم ترمب بنقطة مئوية واحدة، وهو ما يعني أن السباق متعادل بشكل أساسي.
ويعني ذلك أن فوز أي مرشح منهما في التصويت الذي يجرى في الخامس من نوفمبر، وارد للغاية.
وفي استطلاع رأي أجرته شبكة CBS News، بالتعاون مع مؤسسة "يوجوف"، جاء السباق متقارب بين ترمب وهاريس في ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحة.
كما أظهر متتبع استطلاعات الرأي لصحيفة "فاينانشال تايمز"، تقلّص تقدم هاريس في المنافسة قليلاً إلى 2.9 نقطة مئوية في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أنها لم تتلق أي دفعة إضافية من المؤتمر الديمقراطي في شيكاجو، حيث تم إعلان ترشيحها رسمياً.
ويقول الديمقراطيون إن هاريس تواجه تحدياً لتقديم نفسها للأميركيين الذين ليسوا على دراية بسياساتها، ولكنهم منفتحون على التصويت لها.
هاريس تسعى لـ"طي الانقسام"
اختارت هاريس الاستعداد للمناظرة في فندق في وسط بيتسبرج، المدينة الصناعية في غرب بنسلفانيا، والتي قد تكون حاسمة لنتيجة الانتخابات.
وبينما لم تعط سوى تلميحات قليلة حول كيفية تعاملها مع ترمب، قالت هاريس في زيارة إلى متجر، السبت، إنها مستعدة للمواجهة. وأضافت متحدثة لحشد صغير، أن رسالتها الثلاثاء ستكون "حان الوقت لطي صفحة الانقسام، وحان الوقت لتوحيد بلدنا معاً، ورسم طريق جديد للمضي قدماً".
ورغم أن هاريس معروفة بكونها متحدثة ومناظرة جيدة، قال إد ريندل، الحاكم الديمقراطي السابق لولاية بنسلفانيا، إن "مواجهة ترمب لن تكون بسيطة، ويجب ألا تسمح لنفسها بالاستفزاز".
وأضاف في تصريح لـ"فايننشيال تايمز"، أنها "بحاجة في الأساس إلى تجاهله، يجب أن لا تدعه يزعجها".
وتابع ريندل: "يريد الناخبون أن يروا امرأة قادرة على التعامل مع نفسها، امرأة لا تستسلم بسهولة".
المناظرة السابعة لترمب
وأفادت تقارير بأن ترمب استعان بمات جيتز، عضو الكونجرس الجمهوري المتشدد من فلوريدا، وتولسي جابارد، الديمقراطية السابقة في الكونجرس، من أجل المساعدة في التحضير للمناظرة.
وهاجم ترمب مضيفي المناظرة في ABC News، مرجحاً أنهم قد يكونون متحيزين ضده.
كما قاوم مساعي هاريس للسماح بفتح الميكروفونات طوال المناظرة، بدلاً من كتم الصوت عندما يتحدث المرشح الآخر.
لكن هاريس لا تقلل من شأن ترمب، إذ قال أحد مساعديها في الحملة: "نتوقع تماماً أن يكون دونالد ترمب جاهزاً للمناظرة، فهو رجل استعراضي"، مشيراً إلى أن هذه ستكون مناظرته الرئاسية السابعة في الانتخابات العامة، مقارنة بمناظرة هاريس الأولى.
وأضاف: "الهدف من هذه المناظرة هو رؤية الاختيار بين نائبة الرئيس هاريس، التي ستضع رؤية لتحسين حياتنا، وزيادة الفرص الاقتصادية، وحماية حرياتنا، وترمب، الذي سيدفع بأجندة مظلمة ومتخلفة، ويركز فقط على نفسه".