ارتفعت مبيعات المركبات في الصين بنسبة 4.3% في سبتمبر الماضي على أساس سنوي، منهية تراجعاً استمر 5 أشهر بفضل دعم حكومي يشجع على استبدال السيارات في إطار حزمة تحفيز أشمل.
وأظهرت بيانات من "رابطة سيارات الركاب" في الصين، تسجيل مبيعات تصل إلى 2.13 مليون مركبة في سبتمبر الماضي، مرتفعة من 2.04 مليون مركبة قبل عام، وكذلك صعود المبيعات في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنسبة 1.9% عن مستويات 2023.
وقفزت مبيعات المركبات الكهربائية والهجينة بنسبة 50.9%، وشكلت 52.8% من إجمالي المبيعات. ويمثل سبتمبر ثالث شهر على التوالي تتجاوز فيه مبيعات المركبات الكهربائية، مبيعات نظيراتها التي تعمل بالبنزين في الصين.
ووفقاً لجمعية سيارات الركاب الصينية، ساهم برنامج النقد مقابل السيارات القديمة في بكين، والحوافز التي قدمتها الحكومات المحلية لتشجيع مقايضة المركبات القديمة، بالإضافة إلى التأثير الموسمي الإيجابي من مهرجان منتصف الخريف وعطلات اليوم الوطني، في النمو القوي خلال الشهر.
ومن بين العلامات التجارية الفردية، ارتفعت مبيعات "تسلا" بنسبة 66% عن العام الماضي، ما ساعد في رفع حصتها في سوق السيارات الكهربائية إلى 6.4%، بزيادة 0.6 نقطة مئوية عن العام الماضي، وفي الوقت نفسه، استمرت هيمنة BYD بحصة 18.3% من إجمالي سوق سيارات الركاب.
وبالتحول إلى الصادرات، شحنت الصين 22% من سيارات الركاب إلى الخارج في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، ليصل الإجمالي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 إلى 3.6 مليون سيارة، بزيادة 32% عن العام الماضي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
توترات تجارية
وفي وقت سابق من هذا الشهر، صوتت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.
والمفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للتكتل، يمكنها الآن المضي قدماً في تطبيق الرسوم الجمركية، والتي ستستمر لمدة خمس سنوات، إذ صوتت عشر دول أعضاء لصالح الإجراء، بينما صوتت ألمانيا وأربع دول أخرى ضده، وامتنعت 12 دولة، بما في ذلك إسبانيا، عن التصويت، حسب أشخاص مطلعين على النتائج.
اتخذ الاتحاد الأوروبي القرار بعد أن كشف تحقيق أن الصين دعمت صناعتها "بشكل غير عادل"، الأمر الذي تنفيه بكين، وهددت بفرض تعريفات جمركية على قطاعات الألبان والمشروبات ولحم الخنزير والسيارات الأوروبية.
وحاول الاتحاد الأوروبي تقليل اعتماده على الصين، إذ حذر رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق، ماريو دراجي، الشهر الماضي، من أن "المنافسة التي ترعاها الدولة الصينية" تشكل تهديداً للاتحاد الأوروبي، وقد تجعله عرضة لأن يخضع للضغوط. ساد الانقسام بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي بلغ حجم تجارته مع الصين العام الماضي 739 مليار يورو (815 مليار دولار)، بشأن المضي قدماً في فرض الرسوم الجمركية.
يعتزم الاتحاد الأوروبي والصين مواصلة المفاوضات لإيجاد بديل للرسوم الجمركية، ويستكشف الجانبان ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن آلية للتحكم في الأسعار وحجم الصادرات بدلاً من فرض الرسوم الجمركية.
وقالت المفوضية في بيان صحافي لإعلان القرار: "يواصل الاتحاد الأوروبي والصين العمل بشكل جدي لاستكشاف حل بديل يكون متوافقاً تماماً مع قواعد منظمة التجارة العالمية، ويكون كافياً لمعالجة الدعم الضار الذي أثبتته تحقيقات المفوضية، وقابلاً للمراقبة والتنفيذ".
تبلغ معدلات التعريفة الجمركية الجديدة 35% على شركات السيارات الكهربائية التي تصدر إنتاجها من الصين، وستكون هذه الرسوم الإضافية فوق المعدل الحالي البالغ 10%، ليصل الإجمالي 45% على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، مما سيجعلها أكثر تكلفة.