قالت وسائل إعلام أميركية، الأحد، إن "شخصين على الأقل قتلا، وأصيب نحو 20 شخصاً، في عملية إطلاق نار عشوائي، نفذها ثلاثة مشتبه بهم في ميامي، بولاية فلوريدا الأميركية.
وأشارت وكالة فرانس برس، إلى أن مجموعة من ثلاثة أفراد "أطلقت النار عشوائياً على حشد" أمام قاعة كانت تستضيف حفلاً موسيقياً في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية.
وحصلت عملية إطلاق النار باكراً، صباح الأحد، في حيّ تجاري في هياليه، المدينة الأميركية التي تعيش فيها أكبر نسبة من السكان الكوبيين أو من أصل كوبي.
وأوضح قسم شرطة ميامي-دايد في بيان، أن قاعة "إل مولا بانكت هول"، كانت تستضيف "حفلاً منظماً، وكان العديد من المشاهدين واقفين في الخارج".
وتابعت أن سيارة نيسان من طراز "باثفايندر إس يو في"، اقتربت و"خرج منها ثلاثة أشخاص بدأوا بإطلاق النار عشوائياً على الحشد". ثم صعد الثلاثة في السيارة مجدداً ولاذوا بالفرار.
وعند وصول فرق الإسعاف، عثرت على قتيلين بحسب البيان. ونقل ما لا يقل عن 20 جريحاً إلى المستشفى، بينهم واحد على الأقل في حال حرجة.
"من دون سبب"
وقالت أنجيلايكا غرين وهي أميركية من أصل إفريقي، جُرح ابنها وابن اختها البالغان 24 عاماً بالرصاص أثناء إطلاق النار، لوكالة "فرانس برس"، إن ذلك "مخيف حقاً".
وأكدت أن ابنها الذي أُصيب برصاصة في البطن، فيما كان يحاول الدخول إلى القاعة لحضور عرض لموسيقى الراب، "ليس شاباً سيئاً".
وأضافت "أحياناً الشباب يتورطون بأنفسهم، لكن في هذه الحالة، لم تكن لديه حتى الفرصة للمشاركة في الحفل"، مشيرةً إلى أن "شباناً نزلوا (من سيارة) مع غطاء على الرأس وقناع على الوجه، وبدأوا بإطلاق الرصاص على الحشد لسبب لا نعرفه".
"قتلة بدم بارد"
وندد رئيس مركز الشرطة ألفريدو راميريز في تغريدة بـ"عمل العنف الجبان". وقال: "هؤلاء قتلة بدم بارد أطلقوا النار عشوائياً على حشد"، مؤكداً "سنسعى لتحقيق العدالة".
وتعمل الشرطة على تحديد هوية المنفّذين، وتوقيفهم بمساعدة السكان.
وكتب حاكم ولاية فلوريدا رون دوسانتيس أيضاً على فيسبوك، أن الولاية تعمل "مع السلطات المحلية لإحالة المنفذين على القضاء". وأضاف أن "إحقاق العدالة يجب أن يكون سريعاً وقاسياً".
ولدى الولايات المتحدة تاريخ طويل ومؤلم من أعمال العنف بالأسلحة النارية، وتشهد البلاد بانتظام عمليات إطلاق نار تستهدف مدارس ومكاتب ومراكز تجارية. وازدادت وتيرة عمليات إطلاق النار في أنحاء الولايات المتحدة، طوال العام الماضي.
وشهدت فلوريدا عام 2016 إطلاق نار في ملهى ليلي في أورلاندو، حيث قُتل 49 شخصاً وأصيب 68 على الأقل بجروح.
ارتفاع أحداث إطلاق النار
في الأشهر الأخيرة، وقعت عمليات إطلاق نار في منشأة لشركة فيديكس للبريد السريع في إنديانابوليس، ومبنى مكاتب في كاليفورنيا، ومتجر في كولورادو، ومنتجعات صحية في أتلانتا.
وقتل موظف في قطاع النقل العام، الأربعاء، تسعة أشخاص في باحة محطة القطارات في كاليفورنيا، قبل أن ينتحر لدى وصول الشرطة.
وكشفت عملية تفتيش لمنزله هذا الأسبوع، الذي أضرمت فيه النيران قبيل الهجوم، حيازته 12 مسدّساً ونحو 22 ألف قطعة ذخيرة، وقنبلة حارقة.
وأثارت عملية إطلاق النار هذه مرة جديدة، الجدل حول انتشار الأسلحة النارية في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء "كفى"، داعياً من جديد "الكونغرس إلى التصرف فوراً والأخذ بالاعتبار إرادة الأميركيين، بمن فيهم غالبية كبرى من حاملي الأسلحة، عبر وضع حدّ لهذا الوباء العنيف بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة"، والذي يشكل مصدر "إحراج على الساحة الدولية".
لكن الديموقراطيين لا يملكون سوى أكثرية ضئيلة في الكونغرس، ما يقلّص احتمال إقرار البرلمانيين إصلاحات كبيرة في هذا المجال.
وأحصت الولايات المتحدة مقتل أكثر من 43 ألف شخص بالأسلحة النارية العام الماضي، بما في ذلك عمليات انتحار، وفق أرقام مجموعة "محفوظات أعمال العنف بالسلاح".