بنسلفانيا -رويترز
وجه ممثلو الادعاء في نيويورك، الثلاثاء، تهمة القتل إلى المشتبه به في جريمة قتل مسؤول تنفيذي في شركة "يونايتد هيلث" في عملية إطلاق نار جريئة أشعلت مطاردة مثيرة استمرت خمسة أيام وانتهت بالقبض عليه في بنسلفانيا، الاثنين.
وقال مسؤولون في مؤتمر صحافي إن القاتل المشتبه به الذي تم تحديده باسم لويجي مانجيوني (26 عاماً) تم القبض عليه في ألتونا بولاية بنسلفانيا بعد أن رصده أحد الزبائن وموظف وهو يأكل في أحد مطاعم "ماكدونالدز".
وقال أحد الضباط المستجيبين في مؤتمر صحافي إن مانجيوني، عندما اقترب منه ضابطا شرطة داخل "ماكدونالدز" وسألاه عما إذا كان قد زار نيويورك مؤخراً، بدأ يرتجف ثم سكت. وكان يرتدي قناعاً ويجلس بمفرده ومعه كمبيوتر محمول وحقيبة ظهر.
وأسفر البحث في حقيبة الظهر في مركز الشرطة عن العثور على "مسدس شبح" أسود - وهو سلاح ناري تم تجميعه من أجزاء، مما يجعله غير قابل للتتبع - محملاً بمخزن وكاتم صوت.
وقالت سلطات ولاية بنسلفانيا إن السلاح، وكذلك الملابس والقناع، كانت مشابهة لتلك التي استخدمها القاتل.
"خطر وقادر على الهروب"
وتم اقتياد مانجيوني إلى محكمة مقاطعة بلير في ألتونا لمثوله أمام المحكمة ليلة الاثنين، حيث تم توجيه تهمتي حمل السلاح والتزوير ضده. وسأل القاضي مانجيوني عما إذا كان يفهم التهم الموجهة إليه، فقال إنه يفهمها. ولم يتم تقديم أي إقرار بالذنب.
ووفقاً لسجلات المحكمة، وجه المدعون العامون في نيويورك تهمة القتل، إلى جانب أربع تهم متعلقة بالسلاح، ضد مانجيوني.
وزعم المدعون العامون في ولاية بنسلفانيا، بناءً على بطاقات هوية مزورة ومبلغ كبير من النقود تم العثور عليه مع مانجيوني، أنه كان يشكل خطراً وأنه قادر على الهروب، وطلبوا رفض الكفالة، وهو ما حدث. كما تم العثور على العديد من الأجهزة الإلكترونية مع المشتبه به، والتي يتم فحصها من قبل الشرطة حالياً.
وقال ضباط في ولاية بنسلفانيا في مؤتمر صحافي إنهم يعملون على تحديد ما إذا كان لدى مانجيوني أي شركاء وما إذا كان ينوي قتل أي شخص آخر. وقالوا إنه كان في بنسلفانيا لعدة أيام وكانوا يحققون بالضبط أين كان وماذا فعل في الولاية.
خريج جامعة مرموقة
وقال المسؤولون إن مانجيوني، وهو من مواليد ماريلاند، كان لديه هويات مزورة متعددة، بما في ذلك بطاقة هوية مزورة من نيوجيرزي تتطابق مع تلك التي استخدمها المسلح في فندق في مانهاتن قبل أيام من إطلاق النار.
وقالت مفوضة شرطة مدينة نيويورك جيسيكا تيش الاثنين، إن الشرطة عثرت أيضاً على وثيقة مكتوبة بخط اليد تتحدث عن "دوافعه".
وبينما لم تذكر الوثيقة أهدافاً محددة، قال جوزيف كيني، رئيس محققي شرطة نيويورك، إن مانجيوني كان يضمر "سوء نية تجاه الشركات الأميركية".
وتخرج مانجيوني من مدرسة خاصة للبنين في بالتيمور كمتفوق في عام 2016 قبل أن يحصل على شهادتين في الهندسة في عام 2020 في جامعة بنسلفانيا، وهي جامعة مرموقة من "آيفي ليج"، وفقاً لسجلات المدرسة.
وقالت عائلة مانجيوني في بيان نُشر على موقع السياسي من ماريلاند نينو مانجيوني على منصة إكس: "عائلتنا مصدومة ومدمرة بسبب اعتقال لويجي". وقالوا إنهم لا يستطيعون التعليق أكثر لأنهم "لا يعرفون سوى ما قرأناه في وسائل الإعلام"، وقدموا صلواتهم لعائلة تومبسون.
هجوم "جريئ وموجه"
وكان برايان تومبسون، المدير التنفيذي لشركة "يونايتد هيلث كير"، متعددة الجنسيات، وأحد أكبر شركات التأمين الصحي في العالم، قد لقي حتفه أمام أحد فنادق مانهاتن بنيويورك، صباح الأربعاء الماضي بعدما تعرض لإطلاق نار على يد شخص ملثم، فيما أعلنت الشرطة بدء حملة بحث عن المهاجم.
ووقع إطلاق النار خارج فندق هيلتون نيويورك، حيث كان تومبسون يسير ناحية الفندق، لحضور مؤتمر خاص بشركته، وقالت الشرطة إن المهاجم كان يتربص بتومبسون وظل في المنطقة لفترة في انتظاره، وفتح النار عليه من على بعد نحو 20 قدماً، وأطلق عدة أعير نارية أصابت 2 منها المدير التنفيذي لـ"يونايتد هيلث كير".
وهرب المشتبه به من مكان الحادث ثم ركب دراجة هوائية إلى "سنترال بارك". وقد رصدت كاميرات المراقبة المشتبه به وهو يخرج من الحديقة ويستقل سيارة أجرة إلى محطة حافلات في شمال مانهاتن، حيث تعتقد الشرطة أنه استخدم حافلة للهروب من المدينة.
ووصفت الشرطة الهجوم بأنه "هجوم جرئ وموجه"، وقالت جيسيكا تيش: "العديد من الناس مروا بجواره، ولكن بدا أنه كان يتربض بهدفه".
تصنيفات
