باريس/ سنغافورة/دبي-الشرقرويترز
ارتفعت قيمة العملة المشفرة الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أكثر من 10 مليارات دولار في السوق، الاثنين، في حين ساعد الحماس تجاه إدارته المؤيدة للعملات المشفرة في رفع عملبة البتكوين إلى مستوى قياسي جديد لفترة وجيزة.
وأطلقت ما تسمى "عملة الميم" الخاصة بترمب ليل الجمعة، إذ ارتفعت من أقل من 10 دولارات صباح السبت إلى 74.59 دولار قبل التخلي عن بعض مكاسبها، الاثنين، إذ تعد عملات "الميم" الرقمية مستوحاة من الميمات والنكات على الإنترنت.
وأفادت منصة تتبع أسعار العملات المشفرة "كوين جيكو" بأن الرمز المميز، الذي يحمل العلامة التجارية $TRUMPوانتقده خبراء الأخلاقيات، سجل 33.88 دولار في أحدث تداول.
كما أعلن مشروع "ورلد ليبرتي فاينانشال"، وهو مشروع تشفير منفصل مرتبط بترمب، الاثنين، أنه أكمل بيع رمز مميز أولي، وجمع 300 مليون دولار، وسيتطلع إلى إصدار رموز إضافية.
$TRUMP
وأطلق ترمب عملته المشفرة الخاصة، والتي سرعان ما حققت قيمة سوقية أكثر من 25 مليار دولار، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال الموقع، في تقرير، السبت، إن الانطلاق المذهل لعملة "$TRUMP" فاجأ صناعة العملات المشفرة بأكملها، مضيفاً أن "الأمر يعكس مدى تأثيره الشخصي، ويشير إلى صعود هذه الصناعة في إدارته الجديدة، فضلاً عن طبيعة الصناعة التي تُمكِّن شخصاً ما من امتلاك شيء قيمته 25 مليار دولار لم يكن موجوداً فعلياً قبل 24 ساعة فقط.
وأطلق الرئيس المنتخب عملته المشفرة، الجمعة، بينما كان يستضيف فعالية "Crypto Ball" لصناعة العملات المشفرة في واشنطن.
وروج الموقع الإلكتروني للعملة بأنها "العملة الرسمية الوحيدة لترمب"، مشيراً إلى أن 80% من المعروض منها تحتفظ به شركة "CIC Digital" التابعة لمؤسسة ترمب، وكيان آخر مملوك بشكل مشترك للشركة يُدعى "Fight Fight Fight LLC"، وهي الجملة التي قالها الرئيس المُنتخَب بعد إطلاق النار عليه في تجمع انتخابي في يوليو الماضي.
وعلى الرغم من ظهور العديد من العملات الميمية المشفرة، التي تحمل اسم ترمب التجارية في الأشهر الأخيرة، فإنه لم يحصل أي منها على تأييده الرسمي حتى الآن.
ووفقاً لبيانات الأسعار من CoinGecko، ارتفعت قيمة عملة "$TRUMP" بأكثر من 600% في ليلة واحدة، حيث بات يتم تداولها بسعر يتجاوز 32 دولاراً من الساعة 11 صباح من السبت، وهو ما يمنح العملة قيمة سوقية مستقبلية تتجاوز 32 مليار دولار.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، فإن ترمب يتبنى العملات المشفرة كمفهوم وصناعة، لدرجة أنه يُقال إنه يفكر في اعتبارها "أولوية وطنية" في أقرب وقت من هذا الأسبوع.
عاصمة العملات الرقمية
يأتي توسع اهتمام ترمب بالعملات المشفرة في وقت من المتوقع على نطاق واسع أن تبشر فيه إدارته "بعصر ذهبي" للعملات المشفرة، في تناقض صارخ مع التدقيق التنظيمي الذي شهدته الصناعة في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وبلغت عملة البتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، رقماً قياسياً جديداً بلغ 109071 دولاراً في يوم التنصيب، عندما أدى ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة، قبل أن تقلص هذه المكاسب لاحقاً لتسجل في أحدث تداول 101867.40 دولار.
وقال جريجورز دروزد، محلل السوق في "كونوتوكسيا"، في بيان "اكتسبت سوق العملات المشفرة شعبية إضافية في الساعات الأخيرة بسبب إطلاق عملتي ترمب وميلانيا المشفرتين قبل التنصيب مباشرة".
وصدرت عملتا "ترمب وميلانيا" المشفرتان على سلسلة الكتل "بلوكتشين" الخاصة بالعملة المشفرة "سولانا"، وأطلقت عملة "ميلانيا" الأحد، كما ارتفع سعر عملة "سولانا" في مطلع الأسبوع، إذ وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 294.33 دولار الأحد.
وكان ترمب قد تعهد بتحويل الولايات المتحدة إلى العاصمة العالمية للأصول الرقمية، في موقف مغاير تماماً لنهج إدارة الرئيس جو بايدن، التي اتسمت بسياسات صارمة وتنظيمات مشددة تجاه هذا القطاع.
وأظهر ترمب مؤشرات على نيته إحداث تحول في تعامل الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة مع العملات الرقمية، حتى قبل تنصيبه، بإعلانه ترشيح بول أتكينز، أحد أبرز المؤيدين للعملات الرقمية، لمنصب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات SEC.
وكان ترمب خلال حملته الانتخابية، قد قارن العملات المشفرة بصناعة الصلب قبل قرن من الزمان، متعهداً بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في العالم"، وهو موقف بعيد كل البعد عن موقفه في عام 2021، عندما وصف البيتكوين بأنها "عملة احتيال".
وحذّر ترمب من أن الصين ودول أخرى ستحتضن العملات المشفرة، إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك، ووعد بلوائح صديقة لهذه الصناعة إذا انتُخب، إذ تحظر الصين حالياً العملات المشفرة.
خلال إدارة بايدن، تبنت هيئة الأوراق المالية والبورصات بقيادة جاري جينسلر، نهجاً صارماً تجاه الشركات الكبرى في هذا المجال، مثل "كوين بيس" و"ريبل"، من خلال سياسات وُصفت بـ"التنظيم عبر الإنفاذ"، وهو النهج الذي أدى إلى مغادرة العديد من الشركات إلى مناطق ذات بيئة تنظيمية أكثر ودية مثل برمودا وجزر الكايمن.
تصنيفات
