اعتبر مسؤول كبير من وكالة الأدوية الأوروبية أنه سيكون من الأفضل وقف التطعيم بلقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا لجميع الفئات العمرية عند توفر لقاحات أخرى، في الوقت الذي علقت فيه جنوب أفريقيا استخدام لقاح "جونسون آند جونسون" بسبب تلوث جرعات بمكونات من لقاح أسترازينيكا.
وقال المسؤول عن استراتيجية اللقاح في الوكالة ماركو كافاليري لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، نشرت الأحد، إنه "يفضل استخدام لقاح جونسون آند جونسون لمن هم فوق سنّ الستين".
وعند سؤاله عما إذا كان من الأفضل وقف استعمال أسترازينيكا، بما في ذلك للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً، أجاب كافاليري "نعم، وهو خيار تفكر فيه العديد من البلدان، مثل فرنسا وألمانيا، في ضوء زيادة توافر لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال".
وأضاف المسؤول "رغم ذلك، فإن الحوادث نادرة للغاية وحدثت بعد الجرعة الأولى. صحيح أن هناك بيانات أقل عن الجرعة الثانية، لكن (برنامج التطعيم) في المملكة المتحدة يسير على ما يرام".
وأوضح ماركو كافاليري أن لقاح جونسون آند جونسون أحادي الجرعة يطرح "مشاكل أقل من أسترازينيكا"، لكنه يستخدم على نطاق أضيق.
وتابع "باحتوائه على جرعة واحدة فقط، فإنه جيد لبعض الفئات التي يصعب الوصول إليها، لكنه لقاح يستند إلى فيروس غدي معدل، ومن الأفضل أن يقتصر استعماله على من هم فوق سنّ الستين".
ورخصت وكالة الأدوية الأوروبية القاحين لمن تزيد أعمارهم على 18 عاماً، ولكن تم الإبلاغ عن إصابة بعض الذين تلقوهما بجلطات دموية نادرة.
وقيدت إيطاليا، السبت، استخدام لقاح أسترازينيكا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً، بسبب ارتفاع مخاطره الصحية على الشباب.
مشاكل في جنوب إفريقيا
والأحد، علقت جنوب إفريقيا استخدام نحو مليوني جرعة من لقاح "جونسون آند جونسون"، بسبب مخاوف بشأن حدوث تلوّث في مصنع في الولايات المتحدة.
وأفادت "هيئة تنظيم المنتجات الصحية في جنوب إفريقيا" في بيان بأنها قررت "عدم السماح باستخدام اللقاحات المنتجة باستخدام دفعات من المواد الدوائية غير المناسبة"، بعد مراجعة قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي أعلنت من جانبها، الجمعة، أنها أبلغت شركة جونسون آند جونسون أن ملايين الجرعات من لقاحها المضاد لكوفيد-19 المنتج في منشأة "إمرجنت بايوسولوشنز" في مدينة بالتيمور غير صالحة للاستخدام.
وتعثّر إطلاق برنامج التطعيم بالبلاد، في الوقت التي تجتاحها موجة وبائية ثالثة. وتم توجيه مصنع "إمرجنت" بإيقاف الإنتاج مؤقتاً، في أبريل، بعد عدة أسابيع من تأكيد أن دفعات من المواد المستخدمة في إنتاج لقاح جونسون آند جونسون كانت ملوثة بمكونات من لقاح أسترازينكا.
ولم تحدد جونسون آند جونسون العدد الدقيق للجرعات في كل دفعة، لكن من المعروف أنها تعني بضعة ملايين الجرعات. ولا تزال إدارة الغذاء والدواء تنظر في ما إذا كانت ستسمح بإعادة فتح المصنع.
وبينما أقرّ بالانتكاسة التي تعرّض لها برنامج التطعيم في جنوب أفريقيا، قال وزير الصحة مامولوكو كوباي-نغوبان، السبت، إن بلاده لديها دفعتان (أي نحو مليوني جرعة) كانت مخزّنة في مختبر خاضع لتدابير أمنية مشددة تابع لشركة "أسبن" لتصنيع الأدوية يقع في ميناء إليزابيث.
إلغاء براءات الاختراع
وقال رئيس البلاد سيريل رامافوزا، لقمة مجموعة السبع المنعقدة في بريطانيا، الأحد، "إذا كنا سننقذ حياة الناس ونضع حداً للوباء، علينا توسيع وتنويع التصنيع وتوفير المنتجات الطبية اللازمة لعلاج ومكافحة ومنع الوباء لأكبر عدد ممكن من الأشخاص وفي أسرع وقت".
وجنوب أفريقيا من الدول المدافعة عن إلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد بما يسمح لكل بلد بإنتاجها بتكاليف أقل.
وتعتمد جنوب أفريقيا على شحنة تضم 31 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون الذي يعطى بجرعة واحدة للمساعدة في تطعيم سكانها البالغ عددهم نحو 59 مليوناً.
كما أمّنت 30 مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك، إلا أن تخزين هذا اللقاح يتطلب درجات حرارة منخفضة للغاية ويعطى بجرعتين.
وذكرت "هيئة تنظيم المنتجات الصحية في جنوب أفريقيا" بأن شحنة جديدة تضم 300 ألف جرعة من لقاح جونسون آند جونسون "تحققت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من سلامتها وسيتم بالتالي إطلاقها وشحنها إلى جنوب أفريقيا".
وسبق أن علّقت الحكومة التطعيم باللقاح، في أبريل، بعدما سجّلت حالات نادرة لتخثّر الدم في الولايات المتحدة.
وفي فبراير، رفضت تلقي أكثر من 1.5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، نظراً للشكوك بشأن مدى فعاليته ضد النسخة المحلية المتحوّرة للفيروس.
يذكر بأن جنوب أفريقيا هي البلد الأفريقي الأكثر تضرراً جرّاء الوباء، مع أكثر من 1.7 مليون إصابة وحوالى 58 ألف وفاة. وتم تسجيل أكثر من 9300 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة.
اقرأ أيضاً: