
اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية، صباح الثلاثاء، مع مهاجرين أثناء عملية إجلاء واسعة النطاق لأكثر من 400 مهاجر كانوا يحتلون مسرح "جايت ليريك" في وسط باريس منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وبدأت الشرطة عملياتها قبيل الساعة السادسة صباحاً (05:00 بتوقيت جرينتش) في المسرح، حيث تجمع مئات المتظاهرين احتجاجاً على عملية الإخلاء.
واندلعت أعمال عنف خارج مسرح "جايتي ليريك"، أحد أقدم قاعات الفنون في العاصمة الفرنسية.
كان حوالي 200 مهاجر، مجتمعين في "تجمع الشباب في حديقة بيلفيل"، استولوا في 10 ديسمبر من العام الماضي، على مقر المركز الثقافي الواقع في الدائرة الثالثة بباريس، مطالبين بإيواءهم والاعتراف بأقليتهم.
وأصدر قائد الشرطة أمراً، الاثنين، بإخلاء المبنى "قبل يوم الثلاثاء"، مضيفاً أنه "سيتم إجلاء سكانه من قبل أجهزة الشرطة" إذا قرروا البقاء داخل حدود الموقع الثقافي.
وقال المسؤول الفرنسي على قناة "فرانس 5" خلال برنامج C à vous: "بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في إخلاء المبنى الثقافي، سيتم توفير الإقامة لهم، كما نفعل في كل مرة، ومن الواضح أنه سيتم فحص وضعهم الإداري".
وقال أحد السكان المحليين، كان حاضراً في مكان الحادث: "اندلعت اشتباكات فورية مع المتظاهرين الذين كانوا يصرخون عليهم، ويحاولون منعهم من دخول المسرح". وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، وسقطت بعض الإصابات.
وتبرر السلطات إجلاءهم بعدة عوامل، من بينها الأمن. وشدد قائد شرطة باريس في أمره على أن "هناك خطر حدوث مشاجرة خطيرة مرتبطة بتعايش عدة مئات من الأشخاص في مكان مغلق".
ونددت النائبة اليسارية الراديكالية، دانييل سيمونيت، التي كانت حاضرة في الموقع، بـ"التدخل العنيف". وأعربت عن أسفها؛ لأن الشرطة "تضرب" بالهراوات، بينما "كان الشباب يضعون حقائبهم جانبا" وكان المتظاهرون "مسالمين للغاية"، حسبما نقلت صحيفة "لوفيجارو".
وهتف المهاجرون الشباب والمتظاهرون الذين جاءوا لدعمهم، "كلنا أبناء المهاجرين"، وهم محاطون بأفراد من الشرطة يرتدون الخوذات.