قطع إسرائيل الإمدادات يفاقم معاناة سكان غزة للحصول على المياه

time reading iconدقائق القراءة - 5
أطفال فلسطينيون يحملون حاويات مياه في مدينة غزة، 6 أبريل 2025. - REUTERS
أطفال فلسطينيون يحملون حاويات مياه في مدينة غزة، 6 أبريل 2025. - REUTERS
غزة-رويترز

قالت السلطات البلدية في مدينة غزة إن مئات الآلاف من سكان المدينة خسروا مصدرهم الوحيد للمياه النظيفة قبل أيام، إثر قطع الإمدادات من شركة المياه في إسرائيل؛ بسبب استئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ويضطر كثيرون الآن للمشي لأميال في بعض الأحيان للحصول على قدر ضئيل من المياه، بعد أن تسبب القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في إلحاق أضرار بخط لنقل المياه تشغله شركة ميكوروت المملوكة لإسرائيل.

وتقول فاتن نصار (42 عاماً): "من الصبح ننتظر المياه. لا توجد محطات ولا شاحنات تأتي. ليس هناك مياه والمعابر أغلقت، وإن شاء الله تخلص الحرب على خير وسلامة".

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للحصول على تعليق.

وأصدرت إسرائيل أمراً لسكان حي الشجاعية بإخلاء منازلهم قبل أيام، في إطار حملتها التي شهدت قصف عدة أحياء.

وتقول السلطات البلدية إن خط "ميكوروت" كان يمد مدينة غزة بنحو 70% من احتياجاتها من المياه، بعد تدمير أغلب الآبار خلال الحرب.

وقال حسني مهنا المتحدث باسم بلدية غزة: "الوضع صعب جداً والأمور تزداد تعقيداً، وخاصة بشأن ما يتعلق بالحياة اليومية للسكان؛ نظراً لحاجتهم إلى المياه في الاستخدامات اليومية".

وأضاف: "الأمور تزداد تعقيداً شيئاً فشيئاً، ونحن الآن نعيش أزمة عطش حقيقية في مدينة غزة، وقد نكون أيضاً أمام واقع صعب خلال الأيام القادمة في حال استمر الوضع على ما هو عليه". 

أزمة مياه متفاقمة

تحول معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى نازحين داخلياً بسبب الحرب، وصار كثيرون يضطرون إلى قطع مسافات يومياً سيراً على الأقدام؛ من أجل ملء أوعية بلاستيكية بالمياه من الآبار القليلة التي لا تزال تعمل في المناطق الأبعد، رغم أن هذه الآبار لا تضمن توفير إمدادات نظيفة.

وأصبحت إمدادات المياه اللازمة للشرب والطهي والغسيل بشكل متزايد بمثابة رفاهية لسكان غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 50 ألفاً و800 فلسطيني قتلوا منذ ذلك الحين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ويصطف كثير من سكان القطاع لساعات في طوابير طويلة للحصول على عبوة مياه واحدة، وهي كمية لا تكفي في العادة احتياجاتهم اليومية.

وقال عادل الحوراني، البالغ من العمر 64 عاماً: "والله بمشي شوية... يعني مسافة بعيدة... وأنا تعبان منها، والسن كبير مش شباب، بروح واجي كل يوم على المياه. الله يكون في عون العالم، والله يكون في عون الناس".

والمصدر الطبيعي الوحيد للمياه في قطاع غزة هو حوض المياه الجوفية الساحلي، الذي يمتد على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط من شمال شبه جزيرة سيناء بمصر، مروراً بغزة ووصولاً إلى إسرائيل.

لكن مياه الصنبور العسرة فيه تشهد استنزافاً شديداً، ويُعتبر ما يصل إلى 97% منها غير صالحة للاستهلاك البشري؛ بسبب الملوحة والاستخراج الزائد والتلوث.

وتقول سلطة المياه الفلسطينية إن معظم الآبار أصبحت غير صالحة للتشغيل خلال الحرب.

تضرر محطات التحلية

وفي 22 مارس، أفاد بيان مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه أن أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه والصرف الصحي في غزة أصبحت خارج الخدمة بشكل كلي أو جزئي.

 

وقال مسؤولون فلسطينيون، ومن الأمم المتحدة إن معظم محطات تحلية المياه في غزة إما تضررت أو توقفت عن العمل، بسبب قطع إسرائيل لإمدادات الكهرباء والوقود.

وذكروا في بيان أنه نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت بقطاع المياه والصرف الصحي، انخفضت معدلات إمدادات المياه إلى ما بين 3 و5 لترات للفرد يومياً.

ووفقاً لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، فإن هذا يقل بكثير عن الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ.

تصنيفات

قصص قد تهمك