
في إطار المواجهات المستمرة منذ عدة أسابيع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومواقع التواصل الاجتماعي، اتهم دونالد ترمب، موقعي تويتر وفيسبوك، بالتواطؤ مع منافسه الديمقراطي جو بايدن بأنهما "اليد الثالثة للحزب الديمقراطي".
وقال ترمب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية، والتي نقل مقتطفات منها في حسابه على تويتر، الخميس، إن "موقعي فيسبوك وتويتر، يشكلان ذراعاً ثالثة للديمقراطيين"، وذلك على خلفية انتقاداته المتواصلة للموقعين.
وحظر كل من موقعي فيسبوك وتويتر، مقالا لصحيفة نيويورك بوست، المحافظة، تزعم تورط المرشح الديمقراطي جو بايدن فيما يسمى بفضيحة "أوكرانيا غيت"، إذ قال فيسبوك، إنه يتحقق من المعلومات الواردة فيه، بينما ذكر تويتر، إن المقال "يخرق سياسته المتعلقة بالخصوصية، إذ ينشر بيانات شخصية لهانتر بايدن (نجل المرشح الديمقراطي)، بعد الحصول عليها بطريقة غير قانونية".
وفي أسبابه حول حذف المقال، قال موقع التدوينات القصيرة تويتر، إن الصورة المرفقة مع المقال، "مأخوذة من البريد الإلكتروني الخاص بهانتر بايدن"، و"تضم معطيات خاصة، من قبيل عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف، وهو تجاوز لقواعد الخصوصية"، بحسب الموقع.
ترمب وتويتر
في 25 مايو، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقع تويتر، بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إقامتها في 3 نوفمبر المقبل، بعد وضع الموقع علامة زرقاء على تغريدة له بوصفها "مضللة"، في أول سابقة مع رئيس دولة.
وجاء الاتهام بعد أن حث تويتر، القراء، على تقصي الحقائق في تغريدات مثيرة للجدل نشرها الرئيس الجمهوري ترمب حول "التصويت عبر البريد"، وهو أحد طرق الاقتراع في الولايات المتحدة التي يرفضها الرئيس الجمهوري، ووصف الموقع ادعاءات ترمب بـ"الخاطئة، ودحضها مدققون"، في حين رد الرئيس على هذه الخطوة بأنها "تكبح حرية التعبير"، مشيراً إلى أنه سيعمل على إيقافها.
وفي واقعة أخرى خلال شهر مايو الماضي، أظهر موقع تويتر، إشعاراً للمتابعين على تغريدة أخرى لترمب يعلق فيها على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة، في مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا، إثر مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة، والتي وصف فيها المحتجين بـ"الرعاع"، مهدداً بإرسال الجيش إلى المنطقة "لإخضاع المدينة للسيطرة".
وذكر إشعار الموقع أن ما كتب ترمب في التغريدة، "ينتهك قواعد تويتر الخاصة بتمجيد العنف، ومع ذلك رأى موقع تويتر أن المصلحة العامة ربما تقتضي الإبقاء عليها منشورة"، إلا أنه حظر بالمقابل منع المتابعين من كتابة أي تعليقات على التغريدة، منعاً لمزيد من التحريض.
ماذا عن فيسبوك؟
ولم يفلت فيسبوك من الصدامات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ أقدم الرئيس التنفيذي للموقع مارك زوكيربيرغ، في بداية شهر يونيو الماضي، على الرد على عدم قدرته القيام بأي إجراءات تجاه منشورات ترمب المثيرة للجدل حول الاحتجاجات في مينيابوليس، مؤكداً أنه وبشكل شخصي، "لا يقبل بهذا النوع من الخطابات"، "المؤججة والمثيرة للخلافات"، مضيفاً أن رده يأتي كمسؤول في مؤسسة تلتزم بحرية التعبير.
وفي نفس الشهر، حذف الموقع 88 إعلاناً نشرتها حسابات حملة الرئيس الأميركي، ونائبه مايك بنس، بدوعى "انتهاك سياسة الموقع ضد (الكراهية المنظمة)"، وفقاً لما نقلته قناة "سي بي سي" نيوز المحلية.
وتظهر جميع الإعلانات بمثلث أحمر مقلوب، وهو رمز استخدمه الحزب النازي خلال الحرب العالمية الثانية بغرض تحديد المعارضين السياسيين في معسكرات الاعتقال.
ووضع التصعيد بين موقع تويتر والرئيس الأميركي دونالد ترمب، موقع فيسبوك في مأزق، بعد أن أقدم تويتر على اتخاذ إجراءات صارمة تجاه تغريدات ترمب الأخيرة، وسط رفض لزوكربرغ القيام بالمثل، حول منشورات ترمب المتعلقة بالاحتجاجات في مينيابوليس.
الرئيس الأميركي على الرغم من تاريخ الأزمات المتلاحق له مع مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه يعد أبرز المسؤولين الدوليين، الذين يعتمدون على موقع تويتر في الإعلان عن المواقف السياسية، وربما قرارات خاصة بإدارته.