استنفار جديد في الصين وأوروبا لمواجهة موجة "كورونا" الثانية

time reading iconدقائق القراءة - 6
فحوص فيروس كورونا في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، 13 أكتوبر 2020 - AFP
فحوص فيروس كورونا في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، 13 أكتوبر 2020 - AFP
دبي-أ ف ب

فرضت أوروبا قيوداً جديدة في محاولة لوقف الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما تضاءلت الآمال بالحصول على لقاح قريباً مع تعليق تجربتين سريريتين في الولايات المتحدة.

في هذا الوقت، سارعت الصين إلى إجراء فحوص الكشف عن الوباء في مدينة كاملة تعدادها 9 ملايين نسمة، خلال أيام، بعد ظهور بؤرة صغيرة في البلاد، فيما تتخذ أوروبا اجراءات لوقف الارتفاع الجديد في الإصابات.

ولا يزال الفيروس ينتشر بسرعة في مختلف أنحاء العالم مع تسجيل أكثر من مليون وفاة و37 مليون إصابة. والعديد من الدول التي تجاوزت الموجة الأولى تواجه الآن موجة ثانية من الوباء.

أمل اللقاحات

تضاءلت الآمال بالحصول على لقاح سريعاً بعدما أعلنت شركة الأدوية الأميركية "إيلي ليلي" تعليق المرحلة الثالثة من تجاربها على علاج بالأجسام المضادة بسبب حادث لم تحدد طبيعته، بعد أقل من 24 ساعة على إعلان مماثل من شركة جونسون آند جونسون الأميركية.

في أوروبا، فرضت هولندا "إغلاقاً جزئياً" لوقف إحدى أكبر موجات انتشار الفيروس في المنطقة، مع إغلاق كل الحانات والمطاعم والمقاهي، وفرض تغطية الفم والأنف في كل الأماكن المغلقة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 13 عاماً.

وفي بريطانيا، دعا زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر إلى إغلاق لمدة أسبوعين أو ثلاثة لإبطاء انتشار الفيروس، قائلاً إن الحكومة "فقدت السيطرة" على الانتشار مع تجاهلها الإجراءات التي اقترحها الخبراء في 21 سبتمبر.

ويتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قيود جديدة وتسريع الفحوص، خلال مقابلة تبث في وقت متأخر يوم الأربعاء، فيما تتوقع بعض وسائل الاعلام فرض حظر تجول مسائي في باريس ومدن أخرى.

قيود مشددة

 في الصين حيث ظهرت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي، أطلقت فحوص  تشمل كل سكان مدينة تشينغداو بعد رصد عدد من الحالات يوم الأحد.

وجمعت عينات من أكثر من 4 ملايين شخص إلى ما بعد ظهر الثلاثاء وفق ما أكدت السلطات في تشينغداو، مضيفة أن 1.9 مليون نتيجة قد صدرت. وأوضحت أنه باستثناء الحالات المثبتة مسبقاً، لم تسجل أي إصابات جديدة. 

وتأمل السلطات الانتهاء من إجراء فحوص لكل السكان، البالغ عددهم 9.4 مليون نسمة، بحلول الخميس.

وفي مشاهد تتناقض مع الجهود المتعثرة للدول الأخرى لإنشاء أنظمة اختبار فعالة، أقام عاملون صحيون في تشينغداو، يرتدون ملابس واقية، خياماً كنقاط تجمع لأخذ عينات عبر الأحياء، حيث أحضر الآباء أطفالهم الصغار للاختبار.

وفيما تكافح الحكومات في أوروبا لضبط ارتفاع جديد في عدد الإصابات، سجلت روسيا أعلى حصيلة وفيات يومية بـ 244 وفاة ورقماً قياسياً في الحالات الجديدة بلغ نحو 14 ألف إصابة.

وشددت إيطاليا بدورها التدابير، حيث منعت الحفلات ومباريات كرة القدم للهواة وتناول الطعام في الحانات ليلاً، كما دخل رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتشكي الثلاثاء في الحجر الصحي بعد مخالطته شخصاً مصاباً. 

وأعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، الثلاثاء، أن نجم المنتخب وقائده كريستيانو رونالدو أصيب بفيروس كورونا المستجد.

تمويل دولي

رغم الانتكاسة في تجارب اللقاح التي يقول خبراء الصحة إنها أمر عادي لأن التجارب تكثفت في المراحل الأخيرة، وافق البنك الدولي على خطة مساعدة بقيمة 12 مليار دولار للدول النامية لتمويل شراء وتوزيع لقاحات وإجراء فحوص وتقديم العلاج.

وقال البنك في بيان إن هذا المبلغ سيستخدم في تمويل شراء وتوزيع لقاحات وفحوص وعلاجات كوفيد-19 لمواطني الدول النامية، مشيراً إلى أن هذه الأموال يفترض أن تكفي لتطعيم "ما يصل إلى مليار شخص".

وأوضح البنك الدولي أنه يعتزم إرسال "إشارة إلى صناعة البحوث والصناعات الدوائية مفادها أنه يجب على مواطني الدول النامية أيضاً الحصول على لقاحات لكوفيد-19 آمنة وفعالة".

من جهته أعلن صندوق النقد الدولي أن الركود كان أقل من المتوقع، لكن سيتراجع إجمالي الناتج الداخلي العالمي بـ4.4 % هذا العام مقابل تقديرات بـ 5.2% في يونيو.

ويأتي ذلك فيما حذرت منظمة "أوكسفام" من "مجاعة بسبب كوفيد" في ظل انتشار الوباء، معتبرة أن استجابة المجموعة الدولية لانعدام الأمن الغذائي العالمي "غير ملائمة بشكل خطير".