مصر تودع جيهان السادات.. والسيسي يتقدم الجنازة العسكرية

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى حضوره الجنازة العسكرية للراحلة جيهان السادات. 9 يوليو 2021

 - AFP
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى حضوره الجنازة العسكرية للراحلة جيهان السادات. 9 يوليو 2021 - AFP
دبي/ القاهرة -الشرقرويترز

تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقرينته انتصار السيسي، الجمعة، جنازة جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والتي وافتها المنية صباح الجمعة عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد صراع مع المرض.

خرجت الجنازة العسكرية التي حضرها رئيس مجلس الوزراء، وقادة الجيش، ومندوبون عن سفارات عربية وأجنبية في القاهرة، من أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر شرق العاصمة القاهرة، حيث يوجد قبر السادات، وهو المكان الذي اغتيل فيه أثناء الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر، في 6 أكتوبر 1981.

ونعت الرئاسة المصرية، في وقت سابق الجمعة، الراحلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي: "تنعى رئاسة جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والتي قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة".

"وسام الكمال"

وأضاف راضي أن السيسي أصدر قراراً بمنح الراحلة "وسام الكمال" وإطلاق اسمها على أحد محاور القاهرة.

ويعد "وسام الكمال" تقليداً مهماً للغاية، تأسس في مصر عام 1915 بأمر من السلطان حسين كامل، وظل متعارفاً عليه في عهد الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952، ويمنح الوسام للسيدات فقط، من اللاتي يستحققن تقدير الدولة، بشروط عدة، منها ضرورة أن تكون قد أدت خدمات ممتازة للبلاد أو للإنسانية، وهو ما يتمّ تحديده بموجب نص المادة 9 من القانون 12 لسنة 1972.

زواج في سن الـ 16

وُلدت جيهان صفوت رؤوف في القاهرة عام 1933، وهي ابنة لطبيب مصري وسيدة بريطانية، والتقت لأول مرة بضابط الجيش السابق أنور السادات، وهي في الخامسة عشرة حين كان وقتها خارجاً من السجن بسبب نشاطه السياسي، وأنجبت من السادات 3 بنات وابناً، هم: لبنى ونهى وجيهان، وجمال.

وتزوج السادات وجيهان في 29 مايو 1949 وبعدها عاد السادات إلى الجيش، وشارك في ثورة يوليو 1952، التي تولى بعدها عدداً من المناصب السياسية حتى تسلم رئاسة الجمهورية عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، في 28 سبتمبر 1970.

 نشاط خيري

وأسست جيهان السادات عام 1972 "جمعية الوفاء والأمل للمحاربين القدماء وضحايا الحروب"، التي كان لها دور بارز في إعادة تأهيل ومساعدة ضحايا الحروب التي خاضتها مصر.

وخلال حرب 1973 ترأست جمعية الهلال الأحمر المصري، وجمعية بنك الدم، وكانت الرئيسة الفخرية للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، ورئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان.

ورأست وفد مصر للمؤتمر العالمي للمرأة الذي نظمته الأمم المتحدة عام 1975 في مكسيكو سيتي، ثم مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة في كوبنهاغن، وفي عام 1977 نقلت نموذج جمعيات الأطفال الأيتام (إس.أو.إس) إلى مصر بعدما رأت التجربة في النمسا.

واستكملت الفقيدة دراستها وحصلت على درجة الليسانس في الأدب العربي، ثم درجة الماجستير، وبعدها الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة القاهرة.

ومنذ اغتيال السادات، كرّست الراحلة جهدها للتدريس وإلقاء المحاضرات والمشاركة في ندوات ومؤتمرات عن حقوق المرأة والسلام الدولي، وكانت أستاذاً زائراً في عدد من الجامعات الأميركية كما أصدرت بعض الكتب.

نعي محلي ودولي

ونعت انتصار السيسي، قرينة الرئيس المصري، الراحلة، بقولها: "رحلت عن عالمنا اليوم، سيدة جليلة وفاضلة، هي السيدة جيهان السادات، التي كانت نموذجاً للمرأة المثالية الوطنية، التي ضحت براحتها من أجل بلدها، فقد شهدت أصعب الفترات وأقساها كزوجة كانت خير السند لزوجها، وخير أم للأبطال، فما زلت أتذكر صورتها وهي تداوي جراح أبطالنا من رجال القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر المجيدة، رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وألهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان".

ونعت وزارةُ الخارجية المصرية الراحلةَ "ببالغ الأسى وعميق الحزن"، وقالت في بيان: "يتقدم وزير الخارجية سامح شكري بصادق التعازي والمواساة لأسرة الفقيدة الغالية، ويدعو المولى عز وجل أن يتغمَّدها بواسع رحمته وأن يُسكنها فسيح جناته".

وأضافت: "رحم الله السيدة جيهان السادات التي جسدت مسيرة طويلة من العطاء ونموذجاً مُتفرداً للمرأة المصرية المُخلصة، والزوجة المُعينة لزوجها في أحلك الظروف وصولاً لتحقيق نصر تاريخي في حرب أكتوبر المجيدة، ثم خلال معركة دبلوماسية أعادت لمصر حقوقها كاملة".

وقدم جميع العاملين بالسفارة الأميركية بالقاهرة "أحر التعازي لأسرة السادات وشعب مصر في وفاة السيدة الأولى السابقة المحبوبة جيهان السادات، كانت داعية للسلام والنزاهة وحقوق الإنسان والعدالة والتسامح والمحبة".

وقالت السفارة في بيان: "تركت السيدة السادات إرثاً دائماً من الالتزام تجاه جميع المصريين".

وأصدرت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بياناً قالت فيه: "تنعى سفارة دولة إسرائيل في مصر ببالغ الحزن والأسى السيدة النبيلة جيهان السادات، أرملة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتقدم خالص التعازي إلى شعب مصر".

وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تغريدة قال فيها: "أود أن أتقدم بأحرّ التعازي لشعب مصر في وفاة جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل، صاحب الرؤية وبطل السلام، أنور السادات، السادات هو الذي مهد الطريق للسلام بين إسرائيل ومصر ونحن ملتزمون بتعميق هذه الشراكة".