مصر.. امتحانات الثانوية تعود للنظام الورقي وغش وتسريب في اليوم الأول

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي يتابع امتحانات الثانوية العامة من داخل غرفة عمليات مركزية بالوزارة، القاهرة - 10 يوليو 2021. - facebook.com/EgyptianCabinet
وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي يتابع امتحانات الثانوية العامة من داخل غرفة عمليات مركزية بالوزارة، القاهرة - 10 يوليو 2021. - facebook.com/EgyptianCabinet
القاهرة - منصور أحمد

أدى 392 ألفاً و863 طالباً بالشعبة العلمية في شهادة الثانوية العامة في مصر، السبت، امتحان مادة اللغة العربية، في أول أيام الامتحانات التي تستمر حتى الثاني من أغسطس المقبل، فيما يبدأ طلاب الشعبة الأدبية الامتحانات، الأحد.

وشهد اليوم الأول ضبط عدة حالات غشّ، وتسريب أسئلة الامتحانات على بعض صفحات التواصل الاجتماعي.

ويبلغ عدد طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجاري، 651 ألفاً و28 طالباً بالشعبتين العلمية والأدبية على مستوى الجمهورية، وفقاً لإحصائيات وزارة التربية والتعليم.

وأدى الطلاب الامتحانات ورقياً، وليس عبر أجهزة الحاسب اللوحي "تابلت" كما كان مقرراً منذ 3 سنوات حين بدأت تجربة أداء الامتحانات إلكترونياً.

وسمحت وزارة التربية والتعليم للطلاب باصطحاب الأجهزة اللوحية اختيارياً لمن يريد إثبات حضوره إلكترونياً، وفي حالة عدم اصطحاب الجهاز يتم تسجيل الحضور ورقياً، كما كان متبعاً من قبل.

تأتي العودة للنظام الورقي في الامتحانات تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتيسير إجراءات الامتحانات بنظامها الجديد على الطلاب لضمان أداء الامتحانات بسلاسة، من خلال إتاحة النظام الورقي بجانب الإلكتروني، كخيارين متاحين معاً لأداء الامتحانات.

توجيهات الرئيس السيسي التي صدرت في اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التعليم، والاتصالات، في 3 يونيو الماضي، جاءت بعد تكرار حدوث مشكلات تقنية وفنية طوال السنوات التي شهدت تطبيق تجربة "التابلت".

أبرز تلك المشكلات كان صعوبة الاتصال بالإنترنت، نتيجة كثرة عدد الطلاب الذين يؤدون الامتحانات في توقيت واحد، ما كان يعوق استمرار الامتحانات، فضلاً عن عدم وصول تغطية الإنترنت إلى كل مدارس الجمهورية، خصوصاً في المناطق النائية، إلى جانب عدم التدريب الكافي للطلاب على استخدام الحاسبات اللوحية.

منع الأجهزة المخالفة

وتابع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، أول أيام الامتحانات من غرفة عمليات الوزارة، كما تفقد الامتحانات داخل مدرسة الخديوية الثانوية بحي السيدة زينب في القاهرة.

وأعلنت الوزارة ضبط عدد من أجهزة "التابلت" قالت إنها "من خارج المنظومة المخصصة من الوزارة"، مؤكدة أن أي جهاز من خارج المنظومة، أو أي جهاز تم اختراقه، سيتم سحبه وتحرير محضر ضد الطالب.

8 حالات غش

ورصد فريق مكافحة الغش الإلكتروني بالوزارة 8 حالات غش باستخدام أجهزة هواتف محمولة في محافظات الغربية، والدقهلية، المنوفية، شمال البلاد، والفيوم، وبني سويف في الصعيد، وقالت الوزارة إنه تم تحديد الطلاب المسؤولين عن الغش واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.

كما نشرت صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من الأسئلة بعد مرور ساعتين على بدء الامتحان.

وقال الدكتور طارق شوقي إن الوزارة نجحت في تحديد الطالب الذي صور ورقة الأسئلة، وتبين أنه من محافظة الغربية، وتم ضبطه تمهيداً لتوقيع العقاب عليه، وفقاً لقانون مكافحة الغش، مشيراً إلى أنه أبلغ أجهزة الأمن لإغلاق "صفحات الغش" على تطبيق "تليغرام" لمنع انتشارها.

وأضاف شوقي لـ"الشرق"، أن ورقة الأسئلة التي تم نشرها مجرد نموذج من عشرات النماذج التي أعدتها الوزارة تحسباً لهذا الأمر.

"المحمول" المتهم الأول

وقال وزير التعليم، عبر مجموعة "ادعم طارق شوقي" على تطبيق "واتساب"، إن "الهدف من نشر هذه الصفحات هو البلبلة فقط؛ لأن الامتحان طويل جداً وله عشرات النماذج، وسيرسب من يستخدم الحلول المنشورة".

وتساءل أحد أولياء الأمور: "لماذا لا نمنع دخول التابلت إلى اللجان"، فرد الوزير: "لا علاقة للتابلت بأي شيء، والغش يتم بالمحمول وليس بالتابلت".

وتابع شوقي: "الامتحانات تسير بشكل رائع أكثر من أي عام مضى، ولا توجد مشكلة لدينا، وأحب أن أطمئن أولياء الأمور.. مفيش طالب اتظلم يا جماعة، اطمئنوا نحن خططنا جيداً للامتحانات".

وأضاف الوزير: "عندما يكون هناك أكثر من 31 ألف لجنة بها مئات الآلاف من الطلاب، ويحدث غش من طالب واحد، فهذا لا يعني وجود مشكلة، خصوصاً أن تصميم الامتحان مع الوقت لا يسمح للغشاش بالحصول حتى على درجة نجاح مهما فعل".

صعوبة اللغة العربية

وسيطرت حالة من الغضب على عدد كبير من الطلاب، بسبب صعوبة أسئلة امتحان مادة اللغة العربية، وقالوا إن "الامتحان طويل" وكان يحتاج إلى مزيد من الوقت، وإن "أسئلة النحو كانت صعبة جداً"، واصفين الامتحان بأنه "فوق مستوى الطالب المتوسط".

وحرص أولياء أمور على مرافقة أبنائهم إلى مقار الامتحانات، وانتظارهم أمام اللجان، في مشهد يتكرر سنوياً، على الرغم من مناشدات الوزارة عدم الانتظار أمام المدارس.