
احتفل البابا ليو الرابع عشر، الجمعة، بقداسه الأول في كنيسة سيستين، حيث انتُخب قبل أقل من 24 ساعة، ودعا الله أن تُساعد بابويته التاريخية الكنيسة الكاثوليكية على أن تكون "منارةً تُنير ليالي هذا العالم المظلمة".
وبدا البابا ليو الرابع عشر، الكاردينال السابق، روبرت بريفوست، وأول من تقلد هذا المصب من الولايات المتحدة، هادئاً وهو يُقيم القداس في الكنيسة الشهيرة المُزخرفة بالجداريات، مع نفس الكرادلة الذين اختاروه ليكون البابا رقم 267 وخليفة البابا فرانسيس.
وارتدى ليو، المولود في شيكاجو والذي قضى عقدين من الزمن كمبشر في بيرو، ثوباً أبيض وذهبياً بسيطاً نسبياً، وألقى بضع كلمات باللغة الإنجليزية قبل أن يُكمل عظته بالإيطالية بطلاقة، فيما رسم الصورة الروحية للكنيسة التي يتمنى أن يراها في عهد بابويته.
وقال: "لقد عهد الله إليّ بهذا الكنز لأكون، بعونه، مديره الأمين من أجل الجسد الصوفي للكنيسة بأسرها"، مضيفاً: "لقد فعل ذلك لتكون أكثر فأكثر مدينةً قائمةً على تلة، وسفينةً للخلاص تجوب مياه التاريخ، ومنارةً تُنير ليالي هذا العالم المظلمة".
وتابع: "لم تكن الكنيسة، عظيمةً بفضل روعة هياكلها أو عظمة مبانيها... بل بفضل قداسة أعضائها".وبعد القداس، سيتناول ليو الغداء مع الكرادلة الذين انتخبوه، موضحاً أن قداس التنصيب الرسمي سيقام في 18 مايو الجاري.
تعيين سريع
وانتُخب البابا ليو، البالغ من العمر 69 عاماً، في نهاية اجتماعٍ سريعٍ استمر يومين، وانتهى مساء الخميس، عندما تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة الكنيسة.
وقبل انتخابه، كان الكرادلة الأميركيون يُستبعدون إلى حد كبير من المنافسة على منصب البابا، بسبب الاعتقاد السائد بأن الكنيسة العالمية لا يمكن أن يديرها بابا من دولة عظمى.
ومع ذلك، فإن ليو يحمل أيضاً الجنسية البيروفية، ما يعني أنه يتمتع بمعرفة عميقة بالغرب والدول الأقل نمواً.
ويرث خليفة البابا فرانسيس، الذي توفي الشهر الماضي عن 88 عاماً، عدداً من التحديات الرئيسية، بدءاً من عجز الميزانية وصولًا إلى الانقسامات حول ما إذا كان ينبغي للكنيسة أن تكون أكثر ترحيباً بمجتمع المثليين والمطلقين، وما إذا كان ينبغي لها أن تسمح للنساء بلعب دور أكبر في شؤونها.
وعمل البابا الجديد لعقود في شمال بيرو، بدايةً كمبشر، ثم أسقفاً على تشيكلايو بين عاميْ 2015 و2023. وكان اختياره لاسم البابا أحد المؤشرات على شخصية ليو القيادية في الكنيسة، وهو اسمٌ يستخدمه الباباوات غالباً للإشارة إلى أولويات بابويتهم الجديدة.
وكان آخر بابا يحمل هذا الاسم هو ليو الثالث عشر، الذي قاد الكنيسة في الفترة بين عاميْ 1878 و1903. وكان معروفاً بتركيزه الشديد على قضايا العدالة الاجتماعية، ويُنسب إليه غالباً الفضل في إرساء أسس التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية الحديثة.
وأصبح بريفوست كاردينالاً في عام 2023 فقط، ولم يُجرِ سوى القليل من المقابلات الإعلامية، ويُعرف بشخصيته الخجولة، إذ استقدمه البابا فرنسيس إلى روما قبل عامين لرئاسة مكتب الفاتيكان المسؤول عن اختيار الكهنة الذين سيخدمون كأساقفة كاثوليك في جميع أنحاء العالم، ما يعني أنه كان له دور في اختيار العديد من أساقفة العالم.