توافد الحجاج مع إشراقة صباح الخميس، إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وسط متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية في السعودية، والتي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة، لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
ووفرت السلطات السعودية في مختلف أنحاء المشعر المقدس، الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن، إذ اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية خلال تصعيد الحجيج.
ونيابة عن الملك سلمان بن عبد العزيز وصل، ظهر الخميس، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مشعر منى لمتابعة تنظيم شؤون الحج.
وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، ومع غروب الشمس تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويُصلّون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون فيها حتى فجر الجمعة.
يُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه.
ويقع مشعر عرفات على بُعد نحو 18 كيلومتراً من المسجد الحرام، و10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مشعر مُزدلفة، ولا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة إلى وقت الغروب، ثم يبدأ الحجاج النفير إلى مزدلفة التي يبيتون فيها حتى فجر اليوم العاشر.
وتشهد ساحة عرفات وجوداً ميدانياً مكثفاً للجهات الحكومية السعودية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية.
كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فورية بـ 34 لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكية تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.
جاهزية قوات الطوارئ
ووقف الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، على جاهزية قوات الطوارئ الخاصة للقيام بدورها ضمن القوات الأمنية والعسكرية المشاركة في مهمة الحج لهذا العام.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إنه استمع لشرح من قائد قوات الطوارئ الخاصة، تطرق فيه لجهود القوات في إدارة حركة الحشود وتنظيم رمي الجمرات وفق الخطة الأمنية للحج، إضافة إلى دور القوات في حفظ النظام والإسهام في أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
كما اطلع على تفاصيل الخطة التشغيلية لقوات الطوارئ الخاصة في منشأة الجمرات.
يوم التروية
وتوافد حجاج بيت الله الحرام، الأربعاء، إلى مشعر منى لقضاء "يوم التروية"، قبل الوقوف على صعيد عرفات بداية من فجر الخميس.
وبقي الحجاج في مشعر منى إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، وتوجهوا بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة، والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام 10 و11 و12 و13 من ذي الحجة، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".
وأعلنت السلطات السعودية، أن إجمالي الحجاج القادمين من الخارج عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، تجاوز 1.6 مليون حاج.
وأصدرت وزارة الصحة السعودية تحذيرات للحجاج من التعرض المباشر لأشعة الشمس في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والتي تجاوزت 40 درجة مئوية، داعية إلى استخدام المظلات أثناء التنقل بين المشاعر المقدسة للوقاية من الإجهاد الحراري.
وتراقب السلطات السعودية هذا العام حركة الحج عبر تقنيات متقدمة مستعينة بالطائرات المسيرة لتأمين الحجاج والتدخل السريع عند أي طارئ.
وكانت وزارة الداخلية السعودية، حذرت من مخالفة أنظمة وتعليمات الحج بأداء أو محاولة أداء الحج دون تصريح، وذلك ابتداءً من اليوم الأول من شهر ذي القعدة، وحتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة.