الصين تواجه تحديات ديموغرافية مع تواصل انخفاض معدل المواليد

time reading iconدقائق القراءة - 4
بكين تهدف إلى تطبيق المزيد من الإجراءات الداعمة لتحسين سياسة الإنجاب في البلاد - REUTERS
بكين تهدف إلى تطبيق المزيد من الإجراءات الداعمة لتحسين سياسة الإنجاب في البلاد - REUTERS
دبي-الشرق

أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن عدد الأطفال المولودين في الصين قد يواصل الانخفاض هذا العام، قائلة إن اليوم الذي يبدأ فيه عدد السكان هناك في التقلص "يبدو قريباً"، ورأت أن ذلك سيزيد التحديات الديموغرافية لأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

ونقلت الوكالة، الثلاثاء، عن نائب رئيس لجنة الصحة الوطنية في بكين، يو شيوغون، قوله: "بناء على رصدنا عدد المواليد والسكان في النصف الأول من عام 2021، فمن المتوقع أن تستمر معدلات الحمل والولادات الجديدة في الانخفاض هذا العام أيضاً"، مؤكداً أن بكين تهدف إلى تطبيق المزيد من الإجراءات الداعمة لتحسين سياسة الإنجاب في البلاد.

وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات شيوغون تأتي بعد يوم واحد من إعلان الحكومة في بكين أنها ستحاول تقليل تكلفة تربية الأطفال، وستلغي الغرامات والعقوبات المفروضة على المتزوجين الذين لديهم طفل ثالث.

ووفقاً لتقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن انخفاض معدل المواليد يعني أن عدد سكان الصين، البالغ 1.41 مليار نسمة حالياً، قد يبدأ في الانكماش قبل عام 2025.

وتابع شيوغون: "يهدف تنفيذ سياسة الأطفال الثلاثة والإجراءات الداعمة لها إلى منع المزيد من الانخفاض في عدد المواليد، وتحقيق معدلات إنجاب معتدلة، وتعزيز التنمية السكانية المتوازنة بشكل طويل الأمد، إذ تعتمد قدرتنا على تغيير هذا الوضع على كيفية تنفيذ السياسات الداعمة".

من جانبه، اعتبر الخبير الديموغرافي الصيني، هي يافو، أن قرار الحكومة إلغاء الغرامات وغيرها من الإجراءات العقابية ضد أولئك الذين لديهم أطفال أكثر من العدد المسموح به، يعني إزالة القيود المفروضة على الإنجاب، قائلاً إن القرار "لا يزال متأخراً بعض الشيء".

كورونا خفّض الولادات

وذكرت "بلومبرغ" أن حالة عدم اليقين بسبب جائحة فيروس كورونا دفعت عدد المواليد الذي ينخفض منذ الستينات، مع زيادته بشكل طفيف ومؤقت فقط بعد السماح بإنجاب طفلين على مستوى البلاد في عام 2016، ليكون في أدنى مستوى له عام 2020 منذ ما يقرب من 6 عقود.

وعلى الرغم من التباطؤ السريع في معدل النمو السكاني، تمكنت الصين من الحفاظ على التوسع الاقتصادي السريع في العقود الأخيرة، وذلك بسبب الهجرة إلى المدن وارتفاع معدلات التعليم التي دفعت التحوّل من الزراعة إلى تقديم الخدمات وأعمال الصناعة، وهو ما أدى إلى زيادة الناتج الاقتصادي لكل فرد، بحسب الوكالة.

كما نقلت "بلومبرغ" عن عضو مجلس إدارة "بنك الصين الشعبي"، تساي فانغ، قوله في خطاب ألقاه مؤخراً: "يبدو أننا سنواجه تحوّلاً في العمالة من الوفرة إلى النقص، وقد يصبح النمو الاقتصادي مقيداً بتأخر طلب المستهلكين".

وتابع: "الشيء الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه الآن هو زيادة الإنتاجية، نظراً لأن القوة العاملة في الصين باتت تفقد قدرتها التنافسية بشكل تدريجي، كما بدأ عائدنا الديموغرافي في الاختفاء".

اقرأ ايضاً: