في ذكراه.. قصة بول رويتر "رائد" خدمات توزيع الأخبار

time reading iconدقائق القراءة - 5
تمثال للصحافي بول رويتر، مؤسس وكالة رويترز للأنباء وسط العاصمة البريطانية لندن (21 يوليو 1816-25 فبراير 1899) - Corbis via Getty Images
تمثال للصحافي بول رويتر، مؤسس وكالة رويترز للأنباء وسط العاصمة البريطانية لندن (21 يوليو 1816-25 فبراير 1899) - Corbis via Getty Images
القاهرة-ميّ هشام

يرتبط اسم المؤسسة الإخبارية العالمية "تومسون رويترز" بالمصداقية والسرعة في نقل الأخبار، وهي سمعة اكتسبتها المؤسسة على مدى ما يزيد على قرن ونصف منذ تدشينها على يد مهاجر ألماني إلى المملكة المتحدة، هو بول جوليوس رويتر، الذي لا يزال اسم وكالة الأنباء يرتبط به حتى اليوم.

كانت التكنولوجيا المتاحة آنذاك محدودة جداً، غير أن بول رويتر الذي تحل ذكرى ميلاده الأربعاء، استطاع أن يوظفّها لأقصى حد ممكن، ويؤسس واحدة من أوائل خدمات توزيع الأخبار في العالم.

البداية بالحمام الزاجل

وُلد بول رويتر لوالدين يهوديين بألمانيا في الحادي والعشرين من يوليو عام 1816، حاملاً اسماً آخر، غيّره لاحقاً لاسمه المعروف، بعد اعتناقه المسيحية في المملكة المتحدة. 

كانت بدايات رويتر، وفقاً لموسوعة "بريتانيكا" متواضعة، إذ لم تكن تنبئ باهتمام كبير بالصحافة، غير أنه تعرّف خلال عمله بأحد البنوك على عالم ألماني في الرياضيات يدعى كارل فريدريك غاوس، وقد كان مهتماً بعدة تجارب في مجال البرق الكهربائي، لتسترعي أبحاثه عن تطوير تكنولوجيا الاتصال اهتمام رويتر.

تنقل بول رويتر من ألمانيا إلى بريطانيا ثم باريس، حيث باشر بدايات عمله الصحافي، إذ عمل على ترجمة بعض المقالات والأخبار التجارية للغته الأم، وإرسالها إلى ألمانيا.

وبحسب الموقع الرسمي لمؤسسة تومسون رويترز، فقد استقر بول رويتر في إنجلترا بدءاً من عام 1850،  حيث استخدم مزيجاً من تقنية البرق أو التلغراف، وأسطولاً من الحمام الزاجل وصل إلى مائتي طائر، ليؤسس خدمة توزيع الأخبار في لندن إلى جوار مكاتب التلغراف.

قصص حصرية

اعتمد بول رويتر في البداية على مواد إخبارية محدودة، مقابل طغيان أخبار سوق الأسهم والأوراق المالية، كان رويتر ينقلها بين لندن وباريس عبر خط تلغراف يمر تحت القناة الإنجليزية، لكن نشاط توزيع الأخبار ما لبث أن توسع لاحقاً ليقنع عدداً من الصحف الشهيرة بالاشتراك في خدماته.

ووفقاً لموقع موسوعة "إنسيكلوبيديا"، فإن من أوائل الجرائد التي شاركت في خدمة بول رويتر كانت "لندن تايمز"، تلتها صحف إنجليزية عدة أدركت أهمية تلك الخدمة.

وبفضل القصص الحصرية التي نشرها، تمكن بول رويتر في تلك الحقبة من تأسيس سمعة إمبراطوريته الإخبارية، ومن تلك الأخبار كان خطاب نابليون الثالث قُبيل حرب الاستقلال الإيطالية الثانية، وأنباء الحرب الأهلية الأميركية، واغتيال الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن.

بارون الصحافة

ونظراً لإسهاماته في مجال الصحافة، حاز بول رويتر المهاجر الألماني الذي أصبح مواطناً إنجليزياً، لقب "بارون"، لتصدق الملكة فيكتوريا على هذا اللقب عام 1891، وهو لقب في سلك النبلاء يُورّث إلى الأبناء الذكور من ذرية حائز اللقب.

ووفقاً لوكالة رويترز، فإن البارونة الأخيرة مارغريت، آخر زوجة لآخر بارون من نسل بول رويتر (أوليفر البارون الرابع) توفيت عام 2009، بوصفها آخر حاملة للقب الملكي.

وفي عام 1999 أحيت مؤسسة رويترز الذكرى المئوية لوفاة مؤسسها بول رويتر، بتدشين جائزة جامعية باسمه في ألمانيا.