
أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، الأربعاء، سقوط شخصين، في حادث إطلاق نار على مركز تابع لإدارة الهجرة والجمارك بمدينة دالاس بولاية تكساس، فيما توعد الرئيس دونالد ترمب بتفكيك شبكات الإرهاب المحلي، في أعقاب الحادث.
ووصف ترمب، عبر منصة "تروث سوشيال"، المشتبه به الذي نفذ الهجوم بأنه "مختل" بعد العثور على عبارة "معادية لـ ICE" مكتوبة على أغلفة الرصاص.
وأكد أن "موظفي ICE يواجهون تهديدات متزايدة من اليسار الراديكالي"، محمّلاً الخطاب السياسي المعادي لأجهزة إنفاذ القانون مسؤولية تصاعد العنف. وقال إنه يعتزم "توقيع أمر تنفيذي لتفكيك شبكات الإرهاب المحلي".
وحسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، أطلق مسلح النار من سطح مبنى قريب على المركز، ما أودى بحياة محتجزين اثنين، وأصيب منفذ الهجوم بعد تدخل أفراد إنفاذ القانون قبل أن يفارق الحياة بعد وصوله المستشفى في حالة حرجة.
وبينما لم تُعرف بعد دوافع الهجوم، أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) خلال مؤتمر صحافي أن الذخيرة التي عُثر عليها في موقع الحادث احتوت على رسائل مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية.
ونشر رئيس المكتب، كاش باتيل، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر رصاصة كُتب عليها "مكافحة إدارة الهجرة والجمارك الأميركية" فيما يبدو أنه نيّة سابقة لتنفيذ الهجوم.
وأضافت وزارة الأمن الداخلي في بيان: "أطلق منفذ الهجوم النار عشوائياً على مبنى إدارة الهجرة والجمارك، بما في ذلك على شاحنة صغيرة في منطقة ساليبورت حيث أصيب الضحايا".
ونقلت شبكة "فوكس نيوز"، عن المتحدثة باسم الوزارة تريشيا ماكلولين، تأكيدها عدم إصابة أي من عناصر إدارة الهجرة والجمارك، وقالت: "نعتقد أن (المهاجم) كان يطلق النار على رجال إنفاذ القانون والمحتجزين من مبنى سكني.. كان من بين ضحايا إطلاق النار محتجزون".
وصرح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) خلال المؤتمر الصحافي أنه يحقق في إطلاق النار باعتباره "عملاً من أعمال العنف المُستهدف".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن هذا الهجوم يُعد أحدث عملية استهداف بإطلاق النار في الولايات المتحدة، وتأتي بعد أسبوعين من اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك برصاصة أطلقها شخص من على سطح مبنى.
بدوره، ذكر المتحدث باسم شرطة دالاس أن الضباط استجابوا لنداء استغاثة على طريق نورث ستيمونز السريع حوالي الساعة 6:40 صباح الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، حيث تبين أن شخصاً ما أطلق النار على مبنى حكومي من مبنى مجاور.
وقال شاهد يدعى إدوين كاردونا، وهو مهاجر من فنزويلا، إنه كان يدخل مبنى إدارة الهجرة والجمارك (ICE) مع ابنه لحضور موعد حوالي صباحاً عندما سمع طلقات نارية، وأضاف أن أحد الضباط جمع الأشخاص الذين كانوا داخل المبنى، واقتادهم إلى منطقة أكثر أماناً، وأوضح لهم وجود مُطلق نار نشط في المنطقة.
ويقع مركز إدارة الهجرة والجمارك على طول الطريق السريع 35 شرقاً، جنوب غرب مطار دالاس، وهو مطار تجاري كبير، وعلى بُعد بضعة مبان من الفنادق التي تُقدم خدماتها للمسافرين عبر المطار.
هجمات سابقة
وبعد وقت قصير من إطلاق النار، نشر نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس على منصة "إكس" أن "هذا الهجوم المهووس على جهات إنفاذ القانون، وخاصةً إدارة الهجرة والجمارك، يجب أن يتوقف".
بدوره، دعا السيناتور الأميركي تيد كروز من تكساس إلى وضع حد للعنف ذي الدوافع السياسية، وقال للصحافيين، في إشارة إلى الجمارك وحماية الحدود: "إلى كل سياسي يستخدم خطاباً يُشيطن هيئة الهجرة والجمارك (ICE) وهيئة حماية الحدود: توقفوا عن ذلك".
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إن التفاصيل لا تزال تتكشف، لكن الوكالة تؤكد وقوع "إصابات ووفيات متعددة" في المكتب الميداني. وقالت نويم إن الدافع لا يزال غير واضح، لكنها أشارت إلى وجود زيادة في استهداف عملاء هيئة الهجرة والجمارك.
وأدى هجومٌ وقع في 4 يوليو الماضي على مركز احتجاز للمهاجرين في تكساس إلى إصابة ضابط شرطة برصاصة في رقبته. وقال المدعون الفيدراليون إن مهاجمين يرتدون ملابس عسكرية سوداء أطلقوا النار خارج مركز احتجاز جنوب غرب دالاس. ووُجهت اتهاماتٌ إلى 11 شخصاً على الأقل على صلة بالهجوم.