
ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة والمكسيك أطلقتا مبادرة ثنائية جديدة تهدف إلى منع تدفق الأسلحة النارية بشكل غير مشروع عبر حدودهما المشتركة.
وجاء الإعلان، السبت، في مستهل اجتماع مجموعة التنفيذ الأمني بين الولايات المتحدة والمكسيك، التي تشكلت في وقت سابق من هذا الشهر، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للمكسيك لتعزيز العمل المشترك في مواجهة تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة.
وقالت الوزارة إنه "في إطار المبادرة الجديدة، ستوسع المكسيك نطاق استخدام أدوات التعقب الأميركية مثل تقنيتي التتبع الإلكتروني، والتصوير الباليستي لتشمل جميع الولايات، بينما سيزيد البلدان من التحقيقات المشتركة والملاحقات القضائية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية".
وتستخدم تقنية التصوير الباليستي، الضوء لتصوير الأنسجة البيولوجية، حيث يركز على التقاط الفوتونات (جسيمات الضوء) التي تحتفظ بمعلومات مفيدة أثناء انتقالها.
وتدعو المبادرة أيضاً إلى تعزيز التحقيقات الثنائية، وإجراء المزيد من الملاحقات القضائية، وتكثيف عمليات التفتيش في الولايات المتحدة لوقف تهريب الأسلحة المتجهة جنوباً، وهو عامل رئيسي في تمكين عنف العصابات في المكسيك.
وقال السفير الأميركي لدى المكسيك، رونالد جونسون، عبر منصات التواصل الاجتماعي: "لأول مرة، تنفذ الولايات المتحدة والمكسيك عمليات تفتيش مشتركة، وتتبادلان المعلومات مباشرة، وتوسعان نطاق التحقيقات لوقف الأسلحة التي تساعد العصابات، التعاون تاريخي لحماية كلا البلدين".
سبل التعاون
وركزت الولايات المتحدة والمكسيك خلال الاجتماع جهودهما لتعزيز تبادل المعلومات بين وزارتي الأمن الداخلي والعدل ونظيرتيهما في الحكومة المكسيكية، وفقاً للبيان.
وبناءً على طلب المكسيك، أنشأت الولايات المتحدة منصة آمنة هي الأولى من نوعها تتيح تبادل المعلومات المتعلقة بالشحنات والطرود الجوية المشبوهة، وذلك لتحديد ومنع المخدرات غير المشروعة، والمواد الكيميائية الأولية، والأسلحة النارية، والوقود غير المشروع، وفقاً للبيان.
وسيعزز البلدان تعاونهما الأمني لبناء القدرة على استهداف عصابات المخدرات وتدميرها، وتحسين معايير الأمن.
كما أعلنت المجموعة عن تشكيل فريق عمل ثنائي لمكافحة التمويل غير المشروع عبر الحدود والتعاون في مجال مصادرة الأصول المدنية، وهي تدابير رئيسية لتعطيل المنظمات الإجرامية العابرة للحدود من خلال قطع تمويلها من مصادر متعددة.
مخاوف مكسيكية
وكان وزير الخارجية ماركو روبيو، قد التقى برئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، التي أعربت عن مخاوف من أن تتعدى الولايات المتحدة على السيادة المكسيكية، بعد يوم من تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للدور العسكري لإدارته في الكاريبي بما وصفه "ضربة قاتلة" ضد كارتل مخدرات فنزويلي.
واجتمع روبيو مع شينباوم في مطلع سبتمبر، ليؤكد على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للتعاون مع واشنطن بشأن أمن نصف الكرة الغربي والتجارة والهجرة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وجددت شينباوم مراراً رفضها لتصريحات ترمب بأنها خائفة من مواجهة عصابات المخدرات في المكسيك بسبب قوتها الكبيرة.
ولاحقت شينباوم كارتلات المخدرات المكسيكية وإنتاجها للفنتانيل بشكل أكثر عدوانية من سلفها، وأرسلت الحكومة الحرس الوطني إلى الحدود الشمالية، وسلّمت 55 شخصية من الكارتلات كانت مطلوبة من السلطات الأميركية إلى إدارة ترمب، وفقاً للوكالة.