أعلن جهاز الحماية المدنية في هايتي، السبت، ارتفاع عدد وفيات الزلزال الذي ضرب البلاد إلى 304 أشخاص، إضافة إلى مئات المصابين والمفقودين.
وذكر المركز الأميركي للجيوفيزياء أن زلزالاً عنيفاً بقوة 7.2 درجة تم تسجيله قبالة سواحل هايتي، السبت، مشيراً إلى أن الخسائر عالية، والكارثة على الأرجح واسعة الانتشار. فيما أفاد المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل بوقوع زلزال في المنطقة، قائلاً إن قوته بلغت 7.6 درجة، بينما قال مركز رصد الزلازل في كوبا إنه قوته بلغت 7.4 درجة.
وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري سقوط عدد كبير من الضحايا، وقال إن الزلزال تسبب في "أضرار جسيمة" في مقاطعة جراند آنس والمناطق الجنوبية، وتعهد بحشد جميع موارد إدارته في جهود الإغاثة بعد الزلزال.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أن مركز الزلزال تم تحديده على بعد 12 كيلومتراً شمال شرقي بلدة سانت لويس، بمقاطعة سود جنوب غربي البلاد.
وأضافت أن السكان في العاصمة بورت أو برنس، شعروا بالزلزال وهرع العديد إلى الشوارع خوفاً من انهيار المنازل، على الرغم من عدم تسجيل أضرار في المدينة.
وقالت نعومي فيرنوس (34 عاماً)، وهي من سكان بورت أو برنس لـ"أسوشيتد برس"، إنها "استيقظت من قوة الزلزال"، وإن "سريرها كان يرتج". وأضافت: "استيقظت ولم يكن لديّ وقت لأرتدي حذائي. عشنا زلزال عام 2010 وكان كل ما يمكنني القيام به هو الركض. تذكرت فيما بعد أن طفليّ ووالدتي في الداخل. فدخل جاري وطلب منهم الخروج، ثم ركضنا إلى الشارع".
وأفاد مراسل صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في هايتي بأن التقارير الأولية تشير إلى حدوث أضرار بالقرب من مركز الزلزال، في الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد.
ونقلت الصحيفة عن رالف سيمون، صاحب محطة إذاعية في مدينة جيريمي، التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، قوله إن "العديد من المنازل والمباني دُمرت أو تضررت، بما في ذلك كنيسة محلية". ولفت إلى أنه "رأى جثتين تحت الأنقاض".
الأكبر منذ 2010
وكالة "رويترز" ذكرت أن هذا الزلزال أكبر وأضخم من الزلزال الذي ضرب هايتي قبل 11 عاماً وبلغت قوته 7 درجات، والذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص، وسوّى المباني بالأرض وترك الكثيرين بلا مأوى.
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل عدداً من المباني تحولت إلى أنقاض. وأظهر مقطع فيديو جانباً من الفوضى التي تسبب بها الزلزال.
ونقلت "رويترز"، عن شخص مقيم في غوانتانامو شرق كوبا، قوله: "الجميع خائفون حقاً. لقد مرت سنوات منذ وقوع مثل هذا الزلزال الكبير"، مضيفاً أن منزله "ثابت لكن الأثاث اهتز".
وقالت السلطات الكوبية إنه لم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع أضرار مادية أو وفيات أو إصابات. كما شعر السكان في جامايكا بالزلزال.
وتشهد هايتي ظروفاً اقتصادية صعبة، كما أنها معرضة بشكل مستمر للزلازل والأعاصير. وفي عام 2018، ضربها زلزال بقوة 5.9 درجة وأودى بحياة أكثر من 10 أشخاص، فيما دمّر زلزال 2010 معظم العاصمة في عام 2010، وأودى بحياة الآلاف.
وتوقع المركز الوطني للأعاصير في هايتي أن تصل العاصفة الاستوائية "غريس" إلى هايتي في وقت متأخر من ليلة الاثنين، أو في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.