
شارك آلاف المحتجين من أجل المناخ في مسيرة صاخبة وسلمية بمدينة بيليم في البرازيل، للمطالبة بمزيد من الإجراءات لحماية مصير الكوكب.
وعلى بعد مسافة قصيرة من مكان المظاهرات، التي جرت السبت، كان المفاوضون في مؤتمر المناخ (COP 30)، قد وصلوا إلى منتصف أيام المحادثات الرسمية الطويلة والشاقة.
وتسعى هذه المفاوضات إلى لتحويل الوعود المتكررة إلى خطوات عملية لوقف ارتفاع حرارة الأرض، وتقديم الدعم لمن هم أشد تضرراً من آثار تغير المناخ.
مؤتمر المناخ.. احتجاجات ومطالب
ورغم حرارة الشمس، خرج إلى الشوارع سكان أصليون، ونشطاء شبان، ومجموعات المجتمع المدني، وهم يغنون، ويعزفون على آلات موسيقية، ويرفعون لافتات.
ووفقاً لبيانات المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل، وصلت درجات الحرارة إلى ما يقرب من 35 درجة مئوية؛ بسبب الرطوبة العالية في تلك المدينة.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، مخاطبة الحشد: "هذا هو المكان المناسب لنا للتجمع، ورسم خارطة طريق لما يجب القيام به في هذا المؤتمر (COP 30)، ألا وهي مرحلة انتقالية نبتعد فيها عن إزالة الغابات، واستخدام الوقود الأحفوري".
السكان الأصليون وقضية المناخ
وشاركت في الاحتجاج كريستيان بوياناوا، وهي من السكان الأصليين، للمطالبة بمزيد من الحقوق المتعلقة بالأراضي.
وقالت كريستيان بوياناوا: "أرضنا وغاباتنا ليست سلعة. احترموا الطبيعة، والمجتمعات التي تعيش في الغابة".
وجرى تنظيم عدد كبير من الاحتجاجات تزامناً مع انعقاد مؤتمر (COP 30)، أبرزها محاولة دخول السكان الأصليين إلى مكان انعقاد المؤتمر بالقوة، والتي أسفرت عن اشتباكات مع الأمن، الثلاثاء، واعتصام سلمي أدى لإغلاق المكان صباح الجمعة.
ويغطي جدول أعمال القمة نطاقاً واسعاً من القضايا بهدف استكمال ما تم التوصل إليه خلال السنوات الماضية، وهي عملية غالباً ما تكون تدريجية، وقد حققت على مدى ثلاثة عقود بعض التقدم، وإن لم يكن كافياً.
ولا يزال من غير الواضح ما ستسفر عنه قمة هذا العام، حيث تُناقش بعض القضايا الأكثر إثارة للجدل خارج العملية الرسمية، مثل زيادة التمويل الخاص بالمناخ، والتخلي عن الوقود الأحفوري، ومعالجة النقص الجماعي في خطط خفض الانبعاثات.
مستوى قياسي من الانبعاثات
خلال الأيام الماضية، شهدت فعاليات المؤتمر، استعراض دراسات عدة أجراها باحثون وأكاديميون متخصصون حول الظاهرة المناخية، وتداعياتها على الكوكب والبشر.
وتوقعت دراسة منها ارتفاع الانبعاثات العالمية من الكربون، الناتج عن الوقود الأحفوري، بنسبة 1.1% خلال عام 2025، لتصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق. ورجحت الدراسة، المنشورة في دورية Nature، بلوغ الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري نحو 38.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون خلال العام الجاري وحده.
ووفق الدراسة، فإن تغير المناخ أضعف قدرة البر والبحر على امتصاص الكربون، وأن 8% من الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ عام 1960 تعود إلى تأثيراته على هذه "المصارف" الطبيعية.








