السجن 25 عاماً لبطل قصة فيلم "فندق رواندا" بتهمة الإرهاب

time reading iconدقائق القراءة - 4
بول روسسابجينا، بطل قصة فيلم "فندق رواندا"، داخل قاعة المحكمة في كيجالي  - REUTERS
بول روسسابجينا، بطل قصة فيلم "فندق رواندا"، داخل قاعة المحكمة في كيجالي - REUTERS
كيجالي-رويترز

دان القضاء الرواندي، الاثنين، المعارض الشهير بول روسيساباجينا، البطل الحقيقي وراء قصة فيلم "فندق رواندا"، بالسجن 25 عاماً بتهمة "الإرهاب" بعد محاكمة وصفها مؤيدوه بأنها "سياسية".

وكان الادعاء طالب بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن القاضية بياتريس موكامورينزي قالت إن العقوبة "يجب أن تخفض إلى 25 عاماً" نظراً لأنها إدانته الأولى.

وواجه روسيسباجينا البالغ من العمر 67 عاماً تسع تُهم من بينها "الإرهاب"، ودارت محاكمته في كيجالي من فبراير إلى يوليو، مع 20 آخرين، بتهمة مساندته جبهة التحرير الوطنية المتمردة، والمتهمة بشن هجمات دامية في رواندا خلّفت 9 ضحايا في 2018 و2019.

وقالت موكامورينزي: "يجب إدانتهم بالذنب لأنهم جزء من تلك الجماعة الإرهابية، هاجموا أشخاصاً في منازلهم وفي سياراتهم على الطريق".

وكان بطل "فندق رواندا" الذي أصبح معارضاً شرساً لحكومة الرئيس الرواندي بول كاجامي يعيش في المنفى بين الولايات المتحدة وبلجيكا منذ عام 1996، وتم توقيفه في كيجالي وسط ظروف غامضة، بعد خداعه وجعله يستقل طائرة ظن أنها متوجهة إلى بوروندي.

وكان روسيسباجينا بطلاً لقصة جسّدها الفيلم السينمائي الشهير لاحقاً، إبان عمله مديراً لفندق في العاصمة كيجالي عام 1994، عندما وقعت أحداث إبادة عرقية أدت إلى مقتل مئات الآلاف.

ويروي فيلم "فندق رواندا" الذي أنتجته هوليود عام 2004 قصة تمَكّن روسيسباجينا المنتمي إلى عرقية الهوتو من إنقاذ حياة أكثر من ألف شخص لجؤوا إلى الفندق الذي كان يديره في العاصمة خلال الإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص أغلبهم من عرقية التوتسي، عام 1994.

وأقرّت الحكومة الرواندية أنها "سهّلت الرحلة"، ولكنها اعتبرت أن الاعتقال كان قانونياً و"لم تُنتهك حقوقه أبداً".

وأعربت الولايات المتحدة التي منحته وسام الحرية الرئاسي عام 2005 والبرلمان الأوروبي وبلجيكا التي يحمل جنسيتها عن قلقهم حيال ظروف اعتقاله وعدالة المحاكمة.

ومطلع سبتمبر، قال الرئيس الرواندي بول كاجامي، في رده على الانتقادات خلال مقابلة تلفزيونية، إن روسيسباجينا يحاكم بتهمة "إزهاق أرواح روانديين بسبب أفعاله والمنظمات التي ينتمي إليها أو التي يقودها". وأضاف: "الأمر لا يتعلق بالفيلم وبشهرته"، مؤكداً أنه ستتم "محاكمته بأكبر قدر ممكن من الإنصاف".

وكان مقرراً النطق بالحكم في 20 أغسطس الماضي ثم تأجل لمدة شهر، قبل أن يتم طرد المحامي البلجيكي لروسيسباجينا في اليوم التالي، واتهمته السلطات بأنه جاء للعمل بتأشيرة سياحية.

المحاكمة "مهزلة"

ونددت عائلة روسيسباجينا وأقاربه بالمحاكمة التي تعد "مهزلة من البداية إلى النهاية"، وهي "مسرحية أخرجتها الحكومة الرواندية لإسكات أي منتقد وإحباط أي معارضة في المستقبل"، بحسب مؤسسة فندق رواندا التي تدعمه.

وقالت ابنته بالتبني كارين كانيمبا في يونيو: "والدي سجين سياسي.. تستهدفه تُهم مختلقة ولم يتم تقديم أي دليل ضده في المحكمة".

وترى زعيمة المعارضة فيكتوار اينجابيري التي أمضت 6 سنوات في السجن بتهمة الإرهاب أن الحكم سيصدر دون شك.

وقالت لوكالة "فرانس برس": "في بلد يتم فيه تقييد الحريات، حيث كل السلطات بيد الحكومة، كيف سيجرؤ قاضٍ على اتخاذ قرار يتعارض مع رغبات رئيس الجمهورية؟".